الأربعاء، مايو ٠٣، ٢٠٠٦

عندما لم يصفق السيد الرئيس ..

في كتاب للبروفسور "دافيد ليش "يحكي حياة السيد الرئيس بشار الأسد ورد مقطع في سياق عرض للكتاب نشر في الصحف وهو أنه "أثناء فترة الجامعة عندما كان يدرس في كلية الطب ...كان هناك تظاهرة خطابية ....وكان كلما ذكر اسم الرئيس ( وقتها حافظ الأسد ) يصفق الجميع في القاعة .....وأبدى الطالب بشار استغرابه وعدم موافقته على هذا الأمر ...حيث أن التصفيق يجب ألا يكون فقط لمجرد ذكر الاسم إلا إذا كان مرتبطاً بموقف أو موضوع يستوجب ذلك ....لذلك عندما ذكـر اسم الرئيس حافظ الأسد في المرة التالية لم يصفق ...وإذا به يتلقى تنبيهاً من الخلف من أحدهم يدعوه فيها للتصفيق ...فاستدار بكل هدوء وبدء يصفق ... وبعد شهر جاء ذلك الشخص مرعوباً يعتذر من الطالب بشار الاسد وهو يخاف من العقوبة ....ولكالطالب بشار طمأنه بأنه ليس هناك مشكلة فهو يقوم بعمله" . " .
شدني هذا المقطع لأسباب كثيرة منها ماجعلني أضع مكان السيد الرئيس شخصاً أخر وتخيلت ردة الفعل ساعتها ، فلو كان مواطناً على باب الله وأراد أن يسجل موقفاً تجاه التصفيق المتكرر لكانت صفقت له أجنحة طارت به إلى أحد الأماكن النائية لإعادة التأهيل ....وأظن أن السيد الرئيس يعرف أن العديد من شبابنا قضوا في عتمات الزنازين اعواماً جراء تهم كيدية ، ناتجة عن إخباريات كاذبة ، أو لأسباب لاتشكل جرماً ولا حتى جنحة .
وشعرت صراحة بالغيرة فكيف يرتعد ويخاف "فاعل الخير" من السيد الرئيس ، ولم يخف هو وغيره من المئات الذين قد يكونوا تعرضوا لنفس الموقف ، هل لإن المواطن لايملك أية سلطة فيبلع الإهانة من "تم ساكت "فلا يخاف منه أحد إلا إذا كان "مسنود" ، فالمفترض أن نكون كمواطنين سواسية في الوطن لنا نفس الحقوق والواجبات .
ونتسائل بإستمرار لماذا يوجد مئات الشبان السوريين في الخارج .... وبعضهم يكتب عن البلاد بإسلوب فيه الكثير من الأفكار المستندة على تجربة شخصية قاسية نستدل عليها من عبارات التشفي والقدح في كثير من الأحيان وبعضهم يكتب معالجاً مسائل خلافية في وضع البلاد حول ضرورة تطبيق الديمقراطية ورفع قانون الطوارئ وما إلى هنالك من أفكار قد يجد فيها المتتبع المفيد وهناك كما قلت من تطغى تجربته الشخصية على كتاباته ..ولم أسمع أنا أو غيري عن مبادرات من قبل الحكومة للإلتقاء بشباب سوريا في الخارج "المعارض" كما يطلق عليهم حالياً للحوار معهم ، فتركوا "حالة جاهزة"تم تلقفها ومحاورتها من قبل الغير وهم كثر، و كان هذا نتيجة تقاعس الحكومة والذي على مايبدو ظنوا أن صوتهم لن يصل لأحد ولكن الزمن تغير ووسائل الإتصال الحديثة باتت متاحة أمام الجميع .
وأعود إلى الفقرة التي وردت في الكتاب والتي إذا أردنا أن نقرأ وجهاً أخر فيها لو كان مكان السيد الرئيس أحد أولاد المسؤولين وتحديداً في تلك الفترة ، لكان رأى "فاعل الخير" ذاك العجب ، ولكانت إختفت أثاره لحظتها .
كلنا أبناء سوريا وسوريا لأبنائها ،قضايا كثيرة تؤرق كاهل المواطن السوري تجعله فاقداً للبوصلة في كثير من الأحيان في ظل غياب مؤسسات بحثية فاعلة تدرس متطلباته ومعوقاتها بعيداً عن الإحصاءات الجاهزة المعلبة ولكننا كمن يسبح عكس التيار لاعين تشوف ولاإذن تسمع .
نريد وطننا مسوراً بالحق يلم تحت جناحيه كل أبنائه الذين يملكون طاقات نراها مبعثرة في شتى أنحاء العالم أو مغيبة قسراً بسبب الإختلاف في الفكر والتوجه ناهيك عن طاقات الشباب داخل البلاد التي أنهكتها البطالة العلنية والمقنعة ، قليل من الإنتباه إلى شباب سوريا وإستيعاب طاقاته لايضر أبداً من خلال مبادرات وطنية لابمساعدة مؤسسات دولية فأهل "مكة أدرى بشعابها" .
كلنا أمل بمستقبل نخطو إليه بثقة بعيداً عن عثرات تعدد نظريات التطبيق ... فهل نبدأ .
بقلم : خولة غازي - شام برس

هناك تعليق واحد:

norman يقول...

We all knew in Syria during our univesity time that president Asad,s children were modest well behaved and raised who did not abuse their status while the children of other gov offocials were abusing their power ,I hope Asad proceed reform economicly legaly and politecly ,i wish i can help somhow.I want to add something,during my time in Syria in the late sventies i never had anybody wisper in my ears or force me to vote one way or another so sometimes i wonder about the people who talk about being abused by the security services. GOD BLESS SYRIA naim nazha MD.