أولاد سيادته
ليس بين ظهرانينا من أولاد الأكرمين، لذا الجلد في المرصاد لكل من يعرقل سير حصان غيره، وقد يكون الحدّ الأكبر لمن يعيق تقدّم البلد، أو الذي يتطاول على بيت المال ليرفع أعمدة بيته ويمدّ يده للخزينة ليملأَ خزانته.
ولكن أليس ثمّة شواذ لهذا التشدّد، حتى لو كان أولاد الأكرمين هم أولاد المسؤولين.
أي: هل ما يطبّق على العامة في عقود التصدير يطال ابن سيادته، وهل ما يُقال عن منح الوكالات ينسحب على بنت معاليه، وهل ما ينطبق من شروط المحاسبة والعقاب على موظّف يمكن إنزاله على أولاد سيادته.
تردّدت طويلاً قبل أن أطرح على سيادته هذه الأسئلة، لأن "الضنى غالٍ" كما يُقال، لكن ما يرفعه من شعارات، وما يحاول تسويقه عبر التصريحات، شجّعاني "لأطيلس" وأتوكل على الله.
أوّل الرقص
+ هل ترى من قبيل المصادفة سيدي، أن يتّجه السادة أولاد المسؤولين في معظمهم إلى العمل التجاري؟!
+ + هذا الطرح مشوّش ومغلوط، لأن عينة أولاد المسؤولين العاملين في الحقل الاقتصادي هم قلّة، وأعتقد أن الأكثرية اتجهوا نحو العلم، فلو أحصيت الحاصلين على شهادات عليا، لرأيتهم أضعاف العاملين في ميدان "البيزنس"، ولكن ومن منطلق أن المسؤول شخص معروف، والأضواء مسلّطة عليه، ترى شهرة ابنه العامل في قطاع الأعمال، ربما أكثر من غيره.
استهداف مقصود
+ ولكن لو انطلقنا من القلّة التي ذكرت، ألا ترى أن هذه القلّة تمكنت من مفاصل، وتملّكت ما لم يستطعه، أو يحلم به غيرها؟!
++ قد يكون هذا صحيح، لكن الصحيح أيضاً أن هناك من هم ليسوا أولاد مسؤولين، وتمكنوا وتملكوا ما يعتبره غيرهم حلماً، فلماذا تسليط الضوء على أولاد المسؤولين فقط؟
حديثو النعمة
+ أعتقد أن الإجابة على سؤالك هو، لأن أولئك الذين تمكّنوا وتملكوا جاءت ملكياتهم عبر منطق تجاري، أو ربما توارث، ولكن كيف تبرّر تمكّن أولاد المسؤولين، وهم بعيدون عن "البيزنس"؟!
++ دعني أختصر عليك اللفّ والدوران، هل من يعمل في الحقل الاقتصادي هم من التجار و الصناعيين أباً عن جد، وهل جميعهم ممن لديهم تراكم رساميل ومنشآت اقتصادية، كما أن المهم الذي يجب ألاّ نغيّبه عن أذهاننا، أن قطاع الأعمال الحالي، معظمه حديث العهد، ولم يبدأ برساميل ضخمة، بل اقتنص فرصة من هنا، وربما عقداً من هناك، فظهرت عليه النعمة، وكذا أولاد المسؤولين.
فرص من ذهب
+ ولكن، هل ما أُتيح لأولاد المسؤولين من فرص وعقود، فُتح أمام غيرهم، أم تُراهم ضربوا بسيوف آبائهم، وربما استغلوا مواقعهم أيضاً؟!
++ هذا الكلام عام وفيه من التجنّي أيضاً، قد يكون البعض استغل ظرفاً أو استفاد من منصب أبيه، لكن هذا الكلام لا ينطبق على الجميع أولاً، كما أن غير أولاد المسؤولين قد استفاد من ظروف وفرص بما يفوق سواهم.
القانون فوق الجميع
+ ولكن هل تلك الاستفادات يمكن قوننتها، سواء كان المستفيد ابن مسؤول أم غيره؟!
++ بالطبع لا، وأيّ تجاوز للقانون يُحاسب مقترفه أياً كان.
حقد طبقي
+ إذاً لماذا لا نرى محاسبةً لأولاد المسؤولين، وحجزاً على أموالهم كتلك التي نشهدها على غيرهم؟!
++ وكيف استنتجت حضرتك بأن أولاد المسؤولين لم تحجز أموالهم، أو لم ُيحالوا إلى التفتيش والقضاء، ودعني أختصر عليك، من قال إن المسؤولين أنفسهم لم يتعرّضوا إلى المحاسبة والعقاب، لكن النظرة الحاقدة المتشكّلة عند البعض، هي من تُغذّي هذه الأفكار وتخلق هذا التمايز بين طبقات المجتمع.
المحرقة
+ اسمح لي سيدي بهذا السؤال، البعض يقول إن أولاد المسؤولين أو المسؤولين لا يحاسبوا إلا بعد خروجهم من مواقعهم، أو عندما يُراد لهم أن يُحاسبوا أو يُحرقوا، ما رأيك؟!
++ هذا الكلام فيه تجنٍ وتعميم أيضاً، ولو عدت إلى التاريخ الحديث، أي منذ سنوات قليلة، لوجدت أن أكثر من مسؤول قد حجز على أمواله، وأن أكثر من ابن مسؤول ألغيت له عقود وتحول إلى التحقيق، فمن يطلق هاتيك الأحكام على أية معلومات يستند؟
كما أن تلك الألفاظ من حرق وتفشيل، إنما يطلقها البعض ليغطّي عن الأخطاء التي ارتكبها، فالطبيعة البشرية قلّما تعترف بالأخطاء، وقد يعزّ على مسؤولٍ القولُ إنه خُلع من منصبه لأنه لم يحسن إدارته، لذا يتفوّه البعض بأ عذار ومحارق ليبرّروا سبب تنحيتهم.
حملة مستمرة
+ الآن تشهد البلاد حملة لتطهير الفساد، وقد سمعنا عن ملاحقات وحجوزات طالت أسماء ذهبية، إلى أي حد يمكن أن تصل هذه الحملة؟!
++ ليس لمكافحة الفساد من حدود طالما أنه متفشٍ، أي كل فاسد وكل من يخرق القوانين سيطوله سيف المحاسبة، أياً كان وبصرف النظر عن أي اعتبار، والأيام القادمة ستثبت صحة هذا الكلام.
لا مكان للمفسدين
+ ولكن سيدي، أية رسالة يمكن أن تصل إلى المستثمرين إن طالت فترة المحاسبة والحجوزات؟
++ سيصلهم فحوى الرسالة التي نقصدها، وهي أن لا مكان للفساد ولا استمرار للمفسدين.
خسارتهم مكسب
+ هل أخذتم بالاعتبار ذلك الخلل الذي قد يحصل جرّاء الحجز أو المعاقبة، وربما يطول الاقتصاد السوري والكتل المالية المتداولة؟!
++ كل شيء في الحسبان، ودعني أقُل إننا لا نأسف على خسارة أي مشروع أو رأسمال يعتمد من الفساد نهجاً، كما أن الفاسد عندما يخرج من السوق، فإن عشرة يحملون همّ التنمية ولا يجنحون عن القانون، سيدخلون مكانه، والتطوّر يصنعه الشرفاء، ولا يأتي من الفساد.
الخير لقدام
+ سيدي، هل نستبشر خيراً بأن حملة تطهير الفساد ستطول كل المفسدين بصرف النظر عنهم وعن مواقع آبائهم؟!
++ لا شك، والأيام القادمة ستشهد ذلك.
شائعات حساد
+ اسمح لي أخيراً أن أسأل، يقول البعض إن بعض أولاد المسؤولين يظهرون في الأعمال التجارية ليبيّضوا أموال آبائهم التي جمعوها أثناء وجودهم في مواقع المسؤولية، فما رأيك؟!
++ قلت لك لا تقع فريسةً للشائعات، فليس كل ما يُقال صحيحاً، ثم شكرني على المقابلة وتمنّى لي التوفيق.
ليس بين ظهرانينا من أولاد الأكرمين، لذا الجلد في المرصاد لكل من يعرقل سير حصان غيره، وقد يكون الحدّ الأكبر لمن يعيق تقدّم البلد، أو الذي يتطاول على بيت المال ليرفع أعمدة بيته ويمدّ يده للخزينة ليملأَ خزانته.
ولكن أليس ثمّة شواذ لهذا التشدّد، حتى لو كان أولاد الأكرمين هم أولاد المسؤولين.
أي: هل ما يطبّق على العامة في عقود التصدير يطال ابن سيادته، وهل ما يُقال عن منح الوكالات ينسحب على بنت معاليه، وهل ما ينطبق من شروط المحاسبة والعقاب على موظّف يمكن إنزاله على أولاد سيادته.
تردّدت طويلاً قبل أن أطرح على سيادته هذه الأسئلة، لأن "الضنى غالٍ" كما يُقال، لكن ما يرفعه من شعارات، وما يحاول تسويقه عبر التصريحات، شجّعاني "لأطيلس" وأتوكل على الله.
أوّل الرقص
+ هل ترى من قبيل المصادفة سيدي، أن يتّجه السادة أولاد المسؤولين في معظمهم إلى العمل التجاري؟!
+ + هذا الطرح مشوّش ومغلوط، لأن عينة أولاد المسؤولين العاملين في الحقل الاقتصادي هم قلّة، وأعتقد أن الأكثرية اتجهوا نحو العلم، فلو أحصيت الحاصلين على شهادات عليا، لرأيتهم أضعاف العاملين في ميدان "البيزنس"، ولكن ومن منطلق أن المسؤول شخص معروف، والأضواء مسلّطة عليه، ترى شهرة ابنه العامل في قطاع الأعمال، ربما أكثر من غيره.
استهداف مقصود
+ ولكن لو انطلقنا من القلّة التي ذكرت، ألا ترى أن هذه القلّة تمكنت من مفاصل، وتملّكت ما لم يستطعه، أو يحلم به غيرها؟!
++ قد يكون هذا صحيح، لكن الصحيح أيضاً أن هناك من هم ليسوا أولاد مسؤولين، وتمكنوا وتملكوا ما يعتبره غيرهم حلماً، فلماذا تسليط الضوء على أولاد المسؤولين فقط؟
حديثو النعمة
+ أعتقد أن الإجابة على سؤالك هو، لأن أولئك الذين تمكّنوا وتملكوا جاءت ملكياتهم عبر منطق تجاري، أو ربما توارث، ولكن كيف تبرّر تمكّن أولاد المسؤولين، وهم بعيدون عن "البيزنس"؟!
++ دعني أختصر عليك اللفّ والدوران، هل من يعمل في الحقل الاقتصادي هم من التجار و الصناعيين أباً عن جد، وهل جميعهم ممن لديهم تراكم رساميل ومنشآت اقتصادية، كما أن المهم الذي يجب ألاّ نغيّبه عن أذهاننا، أن قطاع الأعمال الحالي، معظمه حديث العهد، ولم يبدأ برساميل ضخمة، بل اقتنص فرصة من هنا، وربما عقداً من هناك، فظهرت عليه النعمة، وكذا أولاد المسؤولين.
فرص من ذهب
+ ولكن، هل ما أُتيح لأولاد المسؤولين من فرص وعقود، فُتح أمام غيرهم، أم تُراهم ضربوا بسيوف آبائهم، وربما استغلوا مواقعهم أيضاً؟!
++ هذا الكلام عام وفيه من التجنّي أيضاً، قد يكون البعض استغل ظرفاً أو استفاد من منصب أبيه، لكن هذا الكلام لا ينطبق على الجميع أولاً، كما أن غير أولاد المسؤولين قد استفاد من ظروف وفرص بما يفوق سواهم.
القانون فوق الجميع
+ ولكن هل تلك الاستفادات يمكن قوننتها، سواء كان المستفيد ابن مسؤول أم غيره؟!
++ بالطبع لا، وأيّ تجاوز للقانون يُحاسب مقترفه أياً كان.
حقد طبقي
+ إذاً لماذا لا نرى محاسبةً لأولاد المسؤولين، وحجزاً على أموالهم كتلك التي نشهدها على غيرهم؟!
++ وكيف استنتجت حضرتك بأن أولاد المسؤولين لم تحجز أموالهم، أو لم ُيحالوا إلى التفتيش والقضاء، ودعني أختصر عليك، من قال إن المسؤولين أنفسهم لم يتعرّضوا إلى المحاسبة والعقاب، لكن النظرة الحاقدة المتشكّلة عند البعض، هي من تُغذّي هذه الأفكار وتخلق هذا التمايز بين طبقات المجتمع.
المحرقة
+ اسمح لي سيدي بهذا السؤال، البعض يقول إن أولاد المسؤولين أو المسؤولين لا يحاسبوا إلا بعد خروجهم من مواقعهم، أو عندما يُراد لهم أن يُحاسبوا أو يُحرقوا، ما رأيك؟!
++ هذا الكلام فيه تجنٍ وتعميم أيضاً، ولو عدت إلى التاريخ الحديث، أي منذ سنوات قليلة، لوجدت أن أكثر من مسؤول قد حجز على أمواله، وأن أكثر من ابن مسؤول ألغيت له عقود وتحول إلى التحقيق، فمن يطلق هاتيك الأحكام على أية معلومات يستند؟
كما أن تلك الألفاظ من حرق وتفشيل، إنما يطلقها البعض ليغطّي عن الأخطاء التي ارتكبها، فالطبيعة البشرية قلّما تعترف بالأخطاء، وقد يعزّ على مسؤولٍ القولُ إنه خُلع من منصبه لأنه لم يحسن إدارته، لذا يتفوّه البعض بأ عذار ومحارق ليبرّروا سبب تنحيتهم.
حملة مستمرة
+ الآن تشهد البلاد حملة لتطهير الفساد، وقد سمعنا عن ملاحقات وحجوزات طالت أسماء ذهبية، إلى أي حد يمكن أن تصل هذه الحملة؟!
++ ليس لمكافحة الفساد من حدود طالما أنه متفشٍ، أي كل فاسد وكل من يخرق القوانين سيطوله سيف المحاسبة، أياً كان وبصرف النظر عن أي اعتبار، والأيام القادمة ستثبت صحة هذا الكلام.
لا مكان للمفسدين
+ ولكن سيدي، أية رسالة يمكن أن تصل إلى المستثمرين إن طالت فترة المحاسبة والحجوزات؟
++ سيصلهم فحوى الرسالة التي نقصدها، وهي أن لا مكان للفساد ولا استمرار للمفسدين.
خسارتهم مكسب
+ هل أخذتم بالاعتبار ذلك الخلل الذي قد يحصل جرّاء الحجز أو المعاقبة، وربما يطول الاقتصاد السوري والكتل المالية المتداولة؟!
++ كل شيء في الحسبان، ودعني أقُل إننا لا نأسف على خسارة أي مشروع أو رأسمال يعتمد من الفساد نهجاً، كما أن الفاسد عندما يخرج من السوق، فإن عشرة يحملون همّ التنمية ولا يجنحون عن القانون، سيدخلون مكانه، والتطوّر يصنعه الشرفاء، ولا يأتي من الفساد.
الخير لقدام
+ سيدي، هل نستبشر خيراً بأن حملة تطهير الفساد ستطول كل المفسدين بصرف النظر عنهم وعن مواقع آبائهم؟!
++ لا شك، والأيام القادمة ستشهد ذلك.
شائعات حساد
+ اسمح لي أخيراً أن أسأل، يقول البعض إن بعض أولاد المسؤولين يظهرون في الأعمال التجارية ليبيّضوا أموال آبائهم التي جمعوها أثناء وجودهم في مواقع المسؤولية، فما رأيك؟!
++ قلت لك لا تقع فريسةً للشائعات، فليس كل ما يُقال صحيحاً، ثم شكرني على المقابلة وتمنّى لي التوفيق.
عدنان عبد الرزاق : مجلة الاقتصاد والنقل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق