عافاكم الله ... لقد أثبتم لنا وبإصراركم المريع في اتهام سوريا عند كل منعطف خطير تصلُ إليه أرضنا الطيبة بأن سوريا تتكلل بالبراءة من كل ما تنسبون إليها من طاغوت ادعاءاتكم , لم يعد هناك من شك ولو بسيط يراودنا بأننا أبرياء ...
نعم أقولها أبرياء ( نحن السوريون ) شعباً كنا أم نظام ... من كل دم ٍ سـُفك غدراً على أرض لبنان , لأننا جميعاً كما يبدو في دائرة اتهاماتكم , وفقاً للتصريحات الغير مسئولة التي تصدر عنكم والأجندة المرسومة لكم بإتقان ... أنتم يا مـَن تدعون لأنفسكم سرعة الفهم والتحليل والذكاء علىَ شاشاتكم الفضائية ذات المنحى الواحد واللون الأسود الواحد .... والخبرة الكبيرة في السياسة ... والكيفية التي تصنعون بها قراراتكم ... وترتيبها على هوىَ الغريب وهوىَ مصالحكم , الغريب فيكم سادتي الأعزاء هي جاهزيتكم اللا معقولة في كل انحناءة لكم أمام الصنم الأعظم ... والتي تفوق كل خيال أحياناً في تصدر العنوانين وتوجيه أصابع اتهاماتكم في اتجاهٍ واحد لا ترون سواه ... وأنني أكيد بأنكم لن تروا سواه على المدىَ القريب ولا حتى البعيد ... لا فرق فأنتم كبيادق في لوحة شطرنج صغيرة كصغر الوطن الممزق ... والمسلوخ أصلاً عن كبدنا الجريح المـُدَّمىَ , ستسقط كل البيادق واحداً ... واحداً ... عندما تنتهي صلاحية بقائها ... أو يحين وقت التضحية بها لأسبابٍ تراها لعبة الأمم منطقية للخلاص منها كي لا تكون عبئاً عليها ... وحجر عثرة تبطئ تقدمها نحو الهدف المعقود عليه آمالها سيُضحىَ بكم صدقوني سادتي الأعزاء ... سيـُضحىَ بكم ... هكذا أنتم سادتي الأعزاء دمى تحركها أصابع الغدر والنفاق والطمع , خوفي ليس عليكم سادتي فأنتم وما تريدون ... وهذا مصيركم أخترتوه بأنفسكم ... وإنما خوفي علىَ أهلٍ كنا لهم يوماً أحبة ... وكانوا لنا آباء وأخوة يربطنا بهم مصير واحد لا عيب فيه ... يوماً آثرنا فيه سويةً أن نخلِّص أرضنا الطيبة من نير الأجنبي القديم طلباً للحرية الحقيقية ... حينما امتزجت دماءنا الحقيقية فوق تراب وطننا الواحد ... الذي مزقته أنياب لا تشبع ... وحياة دافئة تسلل إليها صقيع أيامكم وحقدكم الأسود المقيت ليجمد فيها دماء المحبة من جديد ... هل عرفتم ما صنعتم ..؟؟؟
ولكنني علىَ يقين بأننا ( كشعب سوري ) باقون على المحبة لأهلنا وأخوتنا في لبنان ( كل لبنان ) ... مهما فعلتم ... ومهما تملككم الرياء ... ومهما استشرت في قلوبكم الكراهية والبغضاء ... نعدكم سادتي الأعزاء بأننا على عهد المحبة للبنان ... لكل لبنان باقون .
أدعوكم سادتي الأعزاء مع الأب المفجوع بولده ( الأستاذ غسان تويني المحترم ) لأن تدفنوا كل أحقادكم وكراهيتكم في مدفن جبران الأبن ( رحمه الله ) والذي ذهب ضحية لعبة أكبر منه سواءً كان يدري ... أم لا يدري ... ورحم الله كل مـَن أُريق دمه على أرضنا الطيبة ... كان شهيداً ... أم لم يكن ...؟؟؟؟؟
إيلي سويد
الأحد، ديسمبر ١٨، ٢٠٠٥
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق