قبل سنوات قليلة أغمي على ابو جمال اثناء القائه كلمة في طرابلس ، ونقل على الفور الى المشفى وهو يفرغ مافي معدته ، هذا المشهد استعادته ذاكرتي عند رؤيته يتحدث عن الفقر في سوريا بحسرة في مقابلته التلفزيونية بقوله ان السوريين ينبشون القمامة كي يأكلوا ، فهل كان أبو جمال من أكليها حين استفرغ استغراغه الشهير ، عجيب أمر هذا الرجل "الفقير" الذي لم يخجل من السوريين الذين يعرفونه معرفة تامة ،من أين الاموال التي يتمتع بها هو وأسرته ،ولاأظن أنه بحاجة الى من يشتري قصراً أو خيمة له فالاموال التي هبطت عليه من السماء بعد أن دعى في إحدى ليالي القدر أن "تشتي الدنيا عليه وحده مصاري".
لوأنه كان حريصاً على فقر السوريين لما أهداهم وأولاده نفايات ، هذا مايعرفه الجميع اما ماخفي فهو اعظم ،فالجميع يعرف ويسمع عن تكتلات لحسابه وعلى أعلى المستويات، ومن كان محسوباً على ابو جمال حظه من السماء"التي أمطرت مصاري"،
ومن يكون حريصاً كل هذا الحرص والاسف على واقع المواطن السوري المعيشي من المفترض أن يكون مثالاً يقتدى به وموثوق منه ويحترمه الجميع وليس مستفيداً من ما نقده .
كان الاحرى بأبو جمال أن يحترم عقل السوريين وذاكرتهم ، وأن يتحدث بأمور منطقية حتى عندما تحدث عن السياسية السورية في لبنان كان غير مقنع ويتبين منها أنه ينتقم ممن سحبوا منه الملف اللبناني الذي كان باباً أخر لهبوط الثروات الربانية .
لم نتفاجئ بك نحن السوريين فمن تسول نفسه التعدي على أموال مواطنيه لن يتردد في فعل أي شئ يزيد قرفهم منه .
يذكر أن ابو جمال "الحنون" انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي بعد وصول الحزب إلى السلطة في آذار 1963. عين محافظاً لحماة ثم القنيطرة ثم محافظاً لدمشق عام 1967، ووزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية 1969. وبعد "الحركة التصحيحية" التي قام بها الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1970، عين خدام وزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الوزراء ثم نائباً لرئيس الجمهورية عام 1984
بقلم : خولـــة غازي
السبت، ديسمبر ٣١، ٢٠٠٥
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق