كيف لي أن أتخلص من شعور يقحمني أنى التفت بأن كل من يحمل المسؤولية ويجلس على الكرسي يصر على التعاطي مع الرئيس كإله؟!
لا أشك للحظة واحدة بأن الكثير من المسؤولين لدينا يتعاطون مع هذه الكلمة من باب عدم الاحترام مكرسين واقع العشائرية فالمؤسسة التي يديرونها ليست بمزرعة فقط بل يمسي موظفوهم أدوات يحركونها بكبسة زر والذي يذبح هو أن هذه الأدوات البشرية التي ترسخ احتكار هذا المسؤول توظف تلقائياً لإنهاك الشرفاء الذين لا أشك أيضاً في تواجدهم بذات المكان.. ولكم أتمنى لو تتسنى لهم الفرصة جميعاً بأن يتقدموا بأوراق استقالتهم لتتعرى تلك المزارع والذين آمنوا بأنهم مالكيها..
هؤلاء كيف لهم أن يتعاملوا مع الرئيس بدون تزلف وتملق وكيف لهم أن ينظروا إلى موظفيهم بدون تلك الانحناءة وبعد أن أولت سرقة أموال الشعب بأنها رزق حلال والتعبير الذي يثبت هذا ما يردده للأسف العامة أيضاً ( حلال على الشاطر )!
لم يعد بالإمكان التعاطي مع كلمة الرئيس بهذا الإسفاف فعلى أقل تقدير أرى هذه الكلمة تشكلت من هوية كل مواطن ومن كرامة كل مواطن.. إذا نحن أمام أزمة اللغة من جديد فكيف فرغت هذه الكلمة من محتواها حتى أمسى التعاطي معها وكأنها مرادف لإله!
رئيسنا بشار الأسد قال في حوار مع جيمس بينيت نشر في صحيفة الشرق الأوسط العدد 9723 في 12 يوليو 2005 " أستعد ليوم ينتخب السوريين غيري " وأنا أفهم من هذا الكلام بأنه مستعد لمزاولة طب العيون أو لديّ ما أفعله فلماذا الإصرار على التعامل مع الرجل كإله ولماذا يصر المسؤول وبالسوء البالغ على إظهاره بتلك الهيئة حتماً المصلحة الشخصية هي العنوان الصريح لهذا الإصرار وهذا بالتالي يقودنا إلى الفشل الذريع في سياسات الحكومات المتتابعة.
قد يقول البعض عد إلى التاريخ أيها المتحذلق وأجيب لو أن الجميع اطلع على الإرث الحضاري الذي تكتنزه سوريا منذ آلاف السنين لتجلت له الحقيقة ناصعة كالثلج بأن كل سوري يستحق أن يكون نموذجاً لإله لا نموذجاً لعبد ولم يعد مقنعاً هذا الخوف غير المبرر اليوم!!
وما أراه وما أريد أن أثبته بأن سارقي لقمة عيشنا اليوم جعلوا كلمة الرئيس وتحديداً " السيد الرئيس " بعبعاً ليستمروا في طغيانهم وجبروتهم..
ما آل إليه حالنا اليوم خير دليل على ما أقول فهل يعقل بأن ما من مشكلة تحل إلا بتدخل الرئيس وهل من المعقول التحرك من أجل موضوع يهم الناس لا يختلف على أهميته اثنان وضرورة دعمه ضرورة وطنية لن يتكلل بالنجاح إلا إذا وجّه وأشار الرئيس؟!
هل ثمة عاقلاً يجيب؟!
فلولا توجيه من السيد الرئيس لما اجتمع المحافظون لتسيير أمور الناس ولولا اجتماعاته المتكررة مع الحكومة لما صدرت قرارات تدعو له بطول العمر! ولولا طلبه الاجتماع مع مجلس اتحاد الصحفيين لما عرفنا ولأول مرة كلاماً شفافاً عن دمج المؤسسات الإعلامية الذي لا يعرف إعلامي أن يقدم لك عنه جواباً مفيداً حتى على مستوى رئيس تحرير!
إذا لم نعترف بالهزيمة لن نتذوق طعم الانتصار
فلنعترف بعدم وجود كوادر غير مؤهلة للمناصب وغير المناصب ولنعترف بأن هناك من يكرس لهذا ولتلك البطالة المقنعة والاستثناءات..
لنعترف بأن هناك طاقات تقتل يومياً وهناك شرفاء يقبعون كظلال بشرية وبأن هناك من يقوم بفعل القتل اليومي في مؤسساتنا ويعترف على الملأ بأنه المكروه من الجميع..
فليعترف ممن قادوا ويقودون إعلامنا إلى الدرك الأسفل من رؤساء ومدراء تحرير وقد ظننت يوماً بأنهم بحاجة لتحرير والذي يبدو لي اليوم جلياً بأنهم لن يغادروا إلا وقد فقأوا بأظافرهم عين الحقيقة وكل من ينوي حتى الهمس بها!
ذات يوم من العام الماضي طلبت مني إحدى سيدات مجلس الشعب بعد أن قدمت ملفاً عن الآثار والمتاحف السورية للكثير من أعضائه ونسخة لوزير الثقافة الدكتور محمود السيد وقبل أن ينشره الصديق أيمن عبد النور على حلقات موضحاً التعديات الهائلة على إرثنا الحضاري والخراب الذي فتك بآثارنا في المتاحف والاستخفاف الكبير بهويتنا السورية والدرك الذي أوصلنا إليه المعنيون بهذا التراث بعلاقتنا مع الأوروبيين أقول طلبت مني السيدة ملفاً عن واقع الإعلام الذي أعمل في إحدى مؤسساته الصحفية واعتذرت حينها بالقول ليس قبل أن أقدم استقالتي.
أخلص للقول من العار أن يطلب الإعلامي أيضاً من الرئيس التدخل لحل قضاياه وهو الذي خلق ليجاهر بالحقيقة ويجعل منها مخرزاً في أعين المفسدين والعابثين.
للحديث عن مكافحة الفساد لاسيما الإعلامي تتمة >> الصفحة الواحدة والعشرين..!
وعد المهنا :( كلنا شركاء) 26/10/2005
لا أشك للحظة واحدة بأن الكثير من المسؤولين لدينا يتعاطون مع هذه الكلمة من باب عدم الاحترام مكرسين واقع العشائرية فالمؤسسة التي يديرونها ليست بمزرعة فقط بل يمسي موظفوهم أدوات يحركونها بكبسة زر والذي يذبح هو أن هذه الأدوات البشرية التي ترسخ احتكار هذا المسؤول توظف تلقائياً لإنهاك الشرفاء الذين لا أشك أيضاً في تواجدهم بذات المكان.. ولكم أتمنى لو تتسنى لهم الفرصة جميعاً بأن يتقدموا بأوراق استقالتهم لتتعرى تلك المزارع والذين آمنوا بأنهم مالكيها..
هؤلاء كيف لهم أن يتعاملوا مع الرئيس بدون تزلف وتملق وكيف لهم أن ينظروا إلى موظفيهم بدون تلك الانحناءة وبعد أن أولت سرقة أموال الشعب بأنها رزق حلال والتعبير الذي يثبت هذا ما يردده للأسف العامة أيضاً ( حلال على الشاطر )!
لم يعد بالإمكان التعاطي مع كلمة الرئيس بهذا الإسفاف فعلى أقل تقدير أرى هذه الكلمة تشكلت من هوية كل مواطن ومن كرامة كل مواطن.. إذا نحن أمام أزمة اللغة من جديد فكيف فرغت هذه الكلمة من محتواها حتى أمسى التعاطي معها وكأنها مرادف لإله!
رئيسنا بشار الأسد قال في حوار مع جيمس بينيت نشر في صحيفة الشرق الأوسط العدد 9723 في 12 يوليو 2005 " أستعد ليوم ينتخب السوريين غيري " وأنا أفهم من هذا الكلام بأنه مستعد لمزاولة طب العيون أو لديّ ما أفعله فلماذا الإصرار على التعامل مع الرجل كإله ولماذا يصر المسؤول وبالسوء البالغ على إظهاره بتلك الهيئة حتماً المصلحة الشخصية هي العنوان الصريح لهذا الإصرار وهذا بالتالي يقودنا إلى الفشل الذريع في سياسات الحكومات المتتابعة.
قد يقول البعض عد إلى التاريخ أيها المتحذلق وأجيب لو أن الجميع اطلع على الإرث الحضاري الذي تكتنزه سوريا منذ آلاف السنين لتجلت له الحقيقة ناصعة كالثلج بأن كل سوري يستحق أن يكون نموذجاً لإله لا نموذجاً لعبد ولم يعد مقنعاً هذا الخوف غير المبرر اليوم!!
وما أراه وما أريد أن أثبته بأن سارقي لقمة عيشنا اليوم جعلوا كلمة الرئيس وتحديداً " السيد الرئيس " بعبعاً ليستمروا في طغيانهم وجبروتهم..
ما آل إليه حالنا اليوم خير دليل على ما أقول فهل يعقل بأن ما من مشكلة تحل إلا بتدخل الرئيس وهل من المعقول التحرك من أجل موضوع يهم الناس لا يختلف على أهميته اثنان وضرورة دعمه ضرورة وطنية لن يتكلل بالنجاح إلا إذا وجّه وأشار الرئيس؟!
هل ثمة عاقلاً يجيب؟!
فلولا توجيه من السيد الرئيس لما اجتمع المحافظون لتسيير أمور الناس ولولا اجتماعاته المتكررة مع الحكومة لما صدرت قرارات تدعو له بطول العمر! ولولا طلبه الاجتماع مع مجلس اتحاد الصحفيين لما عرفنا ولأول مرة كلاماً شفافاً عن دمج المؤسسات الإعلامية الذي لا يعرف إعلامي أن يقدم لك عنه جواباً مفيداً حتى على مستوى رئيس تحرير!
إذا لم نعترف بالهزيمة لن نتذوق طعم الانتصار
فلنعترف بعدم وجود كوادر غير مؤهلة للمناصب وغير المناصب ولنعترف بأن هناك من يكرس لهذا ولتلك البطالة المقنعة والاستثناءات..
لنعترف بأن هناك طاقات تقتل يومياً وهناك شرفاء يقبعون كظلال بشرية وبأن هناك من يقوم بفعل القتل اليومي في مؤسساتنا ويعترف على الملأ بأنه المكروه من الجميع..
فليعترف ممن قادوا ويقودون إعلامنا إلى الدرك الأسفل من رؤساء ومدراء تحرير وقد ظننت يوماً بأنهم بحاجة لتحرير والذي يبدو لي اليوم جلياً بأنهم لن يغادروا إلا وقد فقأوا بأظافرهم عين الحقيقة وكل من ينوي حتى الهمس بها!
ذات يوم من العام الماضي طلبت مني إحدى سيدات مجلس الشعب بعد أن قدمت ملفاً عن الآثار والمتاحف السورية للكثير من أعضائه ونسخة لوزير الثقافة الدكتور محمود السيد وقبل أن ينشره الصديق أيمن عبد النور على حلقات موضحاً التعديات الهائلة على إرثنا الحضاري والخراب الذي فتك بآثارنا في المتاحف والاستخفاف الكبير بهويتنا السورية والدرك الذي أوصلنا إليه المعنيون بهذا التراث بعلاقتنا مع الأوروبيين أقول طلبت مني السيدة ملفاً عن واقع الإعلام الذي أعمل في إحدى مؤسساته الصحفية واعتذرت حينها بالقول ليس قبل أن أقدم استقالتي.
أخلص للقول من العار أن يطلب الإعلامي أيضاً من الرئيس التدخل لحل قضاياه وهو الذي خلق ليجاهر بالحقيقة ويجعل منها مخرزاً في أعين المفسدين والعابثين.
للحديث عن مكافحة الفساد لاسيما الإعلامي تتمة >> الصفحة الواحدة والعشرين..!
وعد المهنا :( كلنا شركاء) 26/10/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق