السبت، فبراير ١١، ٢٠٠٦

قصة فساد مفترضة في حلب

حكاية حلم طبي أجهضه السيد إياد غزال ودفنه بأرضه

الدكتور حسان التميمي أخصائي جراحة القلب من أكبر الجامعات العالمية قدم الى سوريا بحلم كبير وهو إقامة مشروع طبي دولي تخصصي بالقلب والعيون والأطفال يعتمد أرقى المستويات من كوادر طبية عالمية ، فكان من الممكن أن يتحول المشروع إلى أهم مركز يعطي شهادة الزمالة البريطانية ، مثل أي دولة عربية لاتتعدى مساحتها ربع مدينة حلب .
ويقول العارفين بتفاصيل القصة أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان مهتماً بإشادة المشروع وكان سيحضر شخصياً الإفتتاح الذي كان مقرراً في الشهر السادس من عام 2000
وبناء على ذلك قام الدكتور التميمي بإبرم عقد أجار مع مجلس مدينة حلب على أرض تبلغ مساحتها خمسة آلاف متر خلف جامع الغزالي نهاية الشهباء الجديدة ، بحيث يقدم مجلس المدينة "الأرض" والدكتور تميمي "البناء والتجهيزات".
ولكن بقدرة قادر انقلبت الأمور وأصبح الدكتور التميمي خارج المشروع .
وعندما تحدثت مع الدكتور التميمي عن مشروعه قال لي لاعلاقة لي به إسألي "إياد غزال"و كان أنذاك نائب رئيس نقابة المهندسين السوريين، الذي دخل الى المشروع عن طريق أرض عائدة لنقابة الأطباء بجانب التي إستأجرتها من مجلس المدينة ، والتي لم يكن هناك من داعٍ لها وبنى عليها مشفى مؤقت مسبق الصنع لغاية انتهاء المشروع الأصلي بناء على عقد استثمار مع النقابة لمدة ثلاثة سنوات وأصبح العقد بإسم ابن عمه الدكتور نزار غزال.
وقال كان المشروع عبارة عن شراكة خاصة بيني وبين البلدية ، ويتابع مطلع أخر أنه تم عقد أكثر من اجتماع في مبنى محافظة حلب لدراسة وإقرار مشروع الدكتور التميمي وكان ذلك في أواسط التسعينات حيث تم توزيع حصتي الدكتور تميمي والبلدية وبعد فترة إستدعى السيد إياد غزال المعنيين بالمحافظة وإفهمهم أنهم أمام مشروع وطني يحظى بمتابعة قيادية عليا .
وبصوت لايخلو من الحزن قال لي هل من المعقول بعدما تركت المغترب حالماً بمشروع حضاري لبلدي يحصل هذا الشئ وكيف لازلت مستعجباً .وأضاف أن الأرض إسترجعتها البلدية وكنت نصحت أن تتحول الأرض إلى مشروع وطني كتصحيح للخطأ الذي صار فأنا لم أعد أرغب بالمشاريع وكل مايهمني الأن أن تستثمر الدولة الأرض بمشروع مشفى جامعي على مستوى عالي لجراحة القلب فنحن نقوم بشئ مماثل في مشفى جراحة القلب وبأجور رمزية ولكن حلب والمنطقة الشمالية بحاجة لمشروع أكبر ، وعفى الله عما مضى فبعد سنوات من الإجحاف بحق المدينة أن تظل بدون مشروع طبي حيوي .
وعندما طلبت منه تفاصيل أكثر كرر قوله الجواب عند" إياد غزال "أنا لم يعد لي إسم في المشروع من زمان .
ونشأ خلاف بين نقابة الأطباء وخزانة تقاعد الأطباء بعد أن كانت قد استدانت نقابة الاطباء بحلب "عندما كان نقيبها الدكتور زهير أمير براق" أموالاً ولم يسددوها وأخذوا قرار بدون الرجوع إلى الهيئة العامة ويقضي بتمليك خزانة المتقاعدين الأرض ، وحاول السيد إياد غزال أن يلزم فرع نقابة أطباء حلب بأمور لاطاقة لهم بها فتحول إلى رئيس نقابة أطباء سوريا لإقرار مايريد واستلم الأرض بدون محضر تسليموبدأ بالبناء بدون رخصة بناءودخل على الخط مستثمر لبناني يدعى بشير الشام ويقال أنه طبيب مفصول من نقابة الأطباء في طرابلس وكان العقد بين الدكتور نزار غزال والمستثمر اللبناني وأنشأوا شركة غير مسجلة قانونياً وبدون تحديد رأس المال كما أن في العقد لعبة خطيرة وهي أنه إذا تم خلاف فإن الرجوع لايكون للقضاء بل عن طريق التحكيم ، وقد طالب الأطباء بحقهم فقيل لهم إلجأوا إلى القضاء وهذا يعارض العقد ،ويقال أن تجار وصناعي حلب ساهموا في المشروع الذي كان مزمع إقامته ، وبدأت الشركة ببناء ليس مسبق الصنع كما وعد بل بناء بيتوني ، وفي كل مؤتمر لنقابة الأطباء تتم إثارة قصة الأرض وفي إحد ها قرر الأطباء الإعتصام بالأرض وتدخل العقلاء في أخر لحظة ،كما أثير مؤخراً في مؤتمر أقيم في حمص وتم الحديث بصراحة عن ماقام به السيد إياد غزال
ويقال أن المخطط الأساسي للمشفى الذي كان مزمع إقامته على أرض البلدية عبارة عن طابق أرضي وطابق فني ، ولم يكن في المخطط أية نية لحفر قبو ، ولكن القائمين على المشروع الجدد قاموا بالحفر وتبين لهم أن الأرض تحتوي على أحجار تزينية فقاموا بإستثمارها بشكل كبير واستفادوا منها ماديأ ومع ذلك حملوا المشروع كلفاً كبيرة واعتبرت نفقات حفر .
ويقول أحدهم رفض ذكر إسمه أن المسؤولين في تلك الفترة كانوا يريدون الإستيلاء على الأرض كونها تقع في موقع مميز وبعقد الإيجار المخالف كان القصد منه سحب مجلس المدينة الأرض ومنع إقامة المشروع والإبقاء على المشروع المؤقت الذي مازال على الهيكل حتى يومنا هذا ، كما إدعوا وقتها أن الأرض تعود لمواطن سوري أرمني في المهجر مع العلم أن الأرض للبلدية ولايوجد عليها أي إشكال ،ثم أدخل مستثمر لبناني من طرابلس كشريك وتمت العقود على أساس مستثمر عربي ووضع مبلغ سبعين مليون ليرة سورية شفطها الشافطون .
وفصول لاحقة لقصة الأرض عقد إجتماع في محافظة حلب قبل ستة أشهر وتم إرسال وفد لمناقشة استرجاع الأرض مع السيد غزال وتسليمها للنقابة "مع العلم أن العقد ليس بإسمه بل بإسم إبن عمه"وطلب منهم مبلغ سبعين مليون ليرة سورية وتم تشكيل لجنة لتحديد قيمة ماتم بنائه وكانت النتيجة بحدود عشرين مليون ليرة سورية
هذا موجز لقضية الأرض التي ماإن يذكر إسم السيد إياد غزال حتى يقال لم لاتكتبون عن أرض الأطباء وبين محذر ومشجع من ذكر هذه القصة على إعتبار أن السيد إياد غزال "مدعوم"، أرى أن السيد الرئيس لن يكون راضياً أبداً عن كل مايمكن أن يلحق الأذى بالوطن والمواطن ولو وصلته الصورة بتفاصيلها لتغير الوضع ، وثقتنا كبيرة به وبمواقفه المشرفة والمدافعة عن المواطن ووجدت أنه من الضروري أن يعرف الجميع أنه تحت سقف الوطن لن نحمي من يسئ لنفسه قبل وطنه وسنضع الأمور في نصابها حتى يحاسب من تقاعس في أداء واجبه واستفاد من موقعه وليعلم السيد إياد غزال أنني لست ضده شخصياً ومن الضروري أن يوضح للرأي العام حقيقة ماجرى وكنت أود الإتصال به للاستفسار ولكن قيل لي أن هذا أمر صعب للغاية واتصلت بنقيب أطباء حلب الدكتور أكرم الأسعد ولكنه كان يود الذهاب لحضور مسرحية همام حوت مع ابنتيه وللأمانة لم يمانع من لقائي ولكنه لم يعرف لماذا وعند رؤيته قال إن الجميع يعرف القصة ولم يدلي بمعلومات أكثر من ذلك
، وللعلم فقط فإن رئيس مجلس الوزراءعلى علم بكل تفاصيل القصة ويملك مستندات القصة كغيره وهم كثر .
فهل نسمع عن محاسبة قريبة تطال الكبير قبل الصغير في مفاصل العمل الحكومي التي تعرقل عملية الإنماء تحت حجج ومزاعم مختلفة .


خولة غازي - شام برس

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

أظن أن الدكتور حسان التميمي مازالت احلامه تحبط فاذهبوا الى مستشفى الباسل الذي انشئ كيف استطاعوا ان يقصوا الدكتور التميمي لانه كان يعمل وكان المستشفى للفقير والغني ولايوج فيتامين واو وانظروا الان الى المستشفى لا يدخل اليه الا كل طويل عمر
وصل الفساد الى قلوبنا الله يستر

غير معرف يقول...

هذه هي حكاية بلدنا والافواه التي لا تشبع واقول الف مبروك لاياد غزال وانشاء الله مابيشبع وهاردلك للدتور التميمي