الأربعاء، أكتوبر ٠٥، ٢٠٠٥

كم يكلفنا شراء قاض ؟؟

-بحث!-كم من يد سوف تمتد في الخفاء لمنع القيام ببحث مثل هذا؟ وما مدى تحمل السلطة لنتائج هذا البحث؟---قبل أن تتحرك لمنع القيام بهذا البحث-،أو لتضليل الشعب فيما يتعلق بنتائج هذا البحث----
من حق الشعب أن يقوم باستمرار باختبار صدق وإخلاص السلطة القضائية، ليس لأنها موضع شك، بل لأن الطبيعة الدقيقة والمعقدة لقيامها بوظائفها تتطلب درجة مطلقة من الشفافية.(تُنتخب هذه السلطة، في الأنظمة الديمقراطية، من قبل الشعب، وفي الأنظمة القمعية من قبل الأمن) ولذلك تبقى مسئولة أمام الشعب في الأنظمة الديمقراطية، ومسئولة أمام الأمن في الأنظمة القمعية!!!!!
لنتخيل للحظة هول الضرر الذي يمكن أن يسببه قاض جائر، ومنتهى انتهاك العدالة للبشرية والسماوية الذي يمثله التحيز المقصود للجاني أو إلقاء اللوم على شخص بريء. إن إمكانية وجود قاض واحد فقط من هذا النوع تعتبر سببا كافيا يبرر البحث في أعماق النظام، لا من قبل رجال الشرطة أو السياسة، بل من قبل المواطنين العاديين الذين لم يتورطوا في أية أيديولوجية سياسية والذين يهتمون بنشر مكتشفاتهم أكثر من إخفائها.
إن التلاعب بالعدالة خطيئة أخلاقية خطيرة عندما يصادف أن يكون المذنب قاضيا أو موظفا في السلطة القضائية. والنظام القانوني يضم ايضا محامين ، ، لأنه يترتب عليهم أن يشاركوا في الاجراءات القائمة . وهذا المحامي يعتبر وسيطا بين النظام القانوني والمواطن الذي يحتاج الى حماية حقوقه ، ولهذا فهو يمارس سلطة كبيرة على اساليب حياة الناس . ولهذا السبب، يجب ان يحصل المحامي على تدريب اخلاقي لا عيب فيه؟؟!!!!!!! فاذا كان المحامي فاسد ، فان تصرفه يلحق الأذى ليس فقط بالفرد ، بل انه يهاجم النظام أيضا ، وهكذا، يصبح نوعا من (خصم علني) للقانون ،حالات عديدة يقع فيها المواطنون في احابيل قانونيين سيئين ، فلا يجرؤون على الجهر بأرائهم خوفا من الانتقام ، ناهيك عن محاولة الحصول على اكبر قدر ممكن من مال الموكل ، عن طريق التأجيل غير الضروري لجلسات المحاكمة بعد أن يكونوا قد عقدوا صفقة مع محام آخر.
يلجأ المواطن العادي الذي يعرف أنه بريء من تهمة مزعومة الى محام وكأنه هو المنقذ. واذا قام المحامي بخيانة ثقة هذا الانسان الذي ينتظر منه النصح ، فان هذا يعتبر انتهاكا قطعيا للعدالة .
2
قالت المحامية: صدقوني، لن احصل من ال650000 ل إلا على خمسون ألف والباقي لغيري، ومن غيرك سيدتي؟ قالت: اسمع قبل أن استلم أي قضية، ادخل على القاضي ،وأفاوضه ، وفي هذه القضية، طلب لنفسه مبلغ 400000 ألف ليرة ول--?-200000 ألف ليرة، وقال لي اطلبي 65000 ألف، وكما ترى لن يبقى لي سوى 50000 ألف ليرة،، وسأقوم بالعمل كله، ولكن كن على ثقة؛ إن قضيتك مضمونة ،وبإذن ((الله)) ستربحها.
قلت بيني وبين نفسي، قولي:((بإذن إبليس وليس بإذن الله)).
وهكذا يسعى المواطن، للبحث عن محام له علاقاته (المشينة المتينة) مع القضاة، وبغض النظر عن إمكانياته، أو علمه، أو نظافته، فالمعيار الحقيقي اليوم لنجاح أي محامي، هو مدى قدرته على التأثير على القاضي النزيه، و((إقناعه)) ((بالحجج والبراهين )) العصرية، بصحة القضية وحق موكله بكسب القضية بعد أن دفع (المعلوم والمجهول) ووكل محامي صاحب اتصالات مرموقة.
3
لو سألنا الشارع اليوم، هل هناك قاضي نزيه، فالإجابة الأكيدة ستكون لا، وقد نكون ظلمنا بعض القضاة، الشرفاء، ولكن هذا لن يضيرهم لأنهم أصبحوا تحت التراب!!!!
والظاهرة لها إطارها العام ألا وهو انقلاب القيم، واختلاط المفاهيم وعدم الثقة في أجهزة دولة اشتهرت بالفساد، ولكن سلوك بعض القضاة أيضا قد دعّم هذه النظرة للأمور، فبعض القضاة تورّطوا في ظاهرة الارتشاء وسلبوا حقوق المواطنين وحقوق المجتمع، غير عابئين بسمعة السلطة التي ينتمون إليها،مفضلين ملء جيوبهم على حسابها وعلى حساب إقامة العدل.، والبعض لا يتوانى على الانصياع للتداخلات حتى دون مقابل مادي ، متنكرين بذلك لواجب الحياد والتجرّد.
وبالإضافة لذلك فإنّ بعض الأشخاص ومنهم لسوء الحظ قلّة منحرفة داخل المحاماة، قد استغلّوا هذه الفكرة السائدة لدى الرأي العام عن فساد القضاء فزادوا في تضخيم الظاهرة وإقناع المتقاضين ، بكون ربح قضاياهم،يستوجب التوسّط لهم لدى قضاة ليجنوا أرباحا من وراء ذلك.
4
هؤلاء المرتشون، من أكبر من أجرم في حق الشعب -، فمنهم من يقضي بجرّة قلم ودون دليل كاف بسجن أبرياء لمدد طويلة ،وهو يعلم علم اليقين أنهم أبرياء خوفا من نقلة، أو رغبة في ترقية، فهؤلاء الذين تسببوا ظلما في مآسي أبرياء وعائلاتهم يعتبرون عارا على البلاد وعلى السلك ، ومن القضاة من يحمي الجلادين ، ومن يتعمّد التستر على أصحاب النفوذ وأعوان السلطة العامة المحميين من إدارتهمإن وضع القضاء يتأثر حتما بمناخ الفساد السائد في البلاد، وبمستوى الوعي لدى المجتمع-، لكنّه متأثر بالقدرة على الانحدار التي وصل إليها بعض المنتمين لسلك القضاء لسوء حظ القضاة والبلاد.
5
القضاء والمحاماة متهمان سواء بظاهرة الفساد ، وهذا أمر عادي فالجميع من بيئة واحدة -، ومن مجتمع واحد ، ويعمل في مناخ عام واحد، وفي ظلّ ؟---ثبت أنها تحمي الفساد وتستعمل الفاسدين قبل غيرهم لكونها لا تحتاج في سياستها لا لإصلاح ولا لمصلحين -------وإنّما لأشخاص ضعاف النفوس، يفعلون ما يؤمرون بفعله.
هل يستطيع قاضي أن يرفض تلقي التعليمات في القضايا الحساسة؟ فعلى حدّ علمنا لم يشهد تاريخ البلاد حالة واحدة لاغتيال قاض لأنه رفض تنفيذ التعليمات وانتصر للقانون، فقضاة الحكومة يحركهم خوف مرضي وطمع غير لائق وأنانية، تجعلهم لا يلائمون بين نقلة قد تسبب لهم بعض الصعوبات في حياتهم، وبين الإضرار الجسيم بحقوق وحريات الناس ظلما، وهو ما يجب التشهير به وما يجب أن يعلمه الجميع.، وأمر القضاء لا يعني فقط القضاة، إنما يعني ذلك المواطن التعيس، الذي قُيض له أن يقف تحت قوسه(لا قوس العدالة)، ويعني أيضا مصلحة الوطن العليا. وسمعة الوطن في الداخل والخارج.
ان محك القانون هو الايمان الجيد ، لأن النظام يتعطل اذا كان الايمان فاسدا

د.الياس الحلياني : ( كلنا شركاء) 5/10/2005

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

Some interesting thoughts on your blog. Thanks for keeping it fresh with good content worth reading.. I have a site about unusual toys for kids that you may like. See all of our unusual toys for kids and see what you have been missing.