الجمعة، مارس ٢٤، ٢٠٠٦

هل تصلح العطار ماأفسده خدام ...

لم يكن إختيار السيد الرئيس بشار الأسد للدكتورة نجاح العطار كنائبة له بالخبر العادي الذي وقع على سمع المواطن السوري ، فلماذا العطار و في هذه الفترة بالذات وماهي الترتيبات الجديدة لإحياء الثقافة السورية
كل من سمع سأل هل السيدة العطار هي الوحيدة و الأنسب في سوريا لشغل هذا المنصب الرفيع ولابل تسآل كثيرون ألا يوجد كوادر شابة لشغل هذا المنصب ، ولماذا يتم إعادة ترتيب الأسماء ذاتها في مناصب الدولة ، إذ هل من المعقول أنه طوال سنوات طويلة لم تفرز الحياة السياسية السورية إلا أسماء محددة ، وهذه التساؤلات بمجملها ليس فيها إنتقاص من السيدة الدكتورة لإن الأسماء المتكررة لم تكن قاصرة عليها ، وهو مايدعو إلى سؤال يتردد بين المواطنين السوريين وهو لماذا ورغم كل السنوات الماضية لم يتم الإعداد لأسماء جديدة تغني المشهد السياسي السوري .

ترى هل أصبح مجتمعنا عقيماً إلى هذه الدرجة وهل كفت النساء عن إنجاب "مسؤولين" .
لايمكن بأي حال من الأحوال النظر إلى المواطن السوري على أنه ناقص الأهلية إلى الأن وبحاجة إلى وصاية الكبار على إعتبار أنهم أكثر دراية بمجريات الأمور ، وإن كانت ثمة عوائق سابقة أمام ظهور كوادر مؤهلة ، فيجب أن تكون إختفت أو في طريقها للزوال ، فحرام أن تظل إذن المواطن السوري تسمع نفس الأسماء تدور في فلكه منذ سنوات .
وبعد تجربة السوريين مع النواب الثلاثة للرئيس الراحل حافظ الأسد ، تجده ينظر إلى هذا المنصب على أنه مصدر للتعب أكثر منه مصدراً للإصلاح ، ولن نستبق الأحداث في مدى فاعلية النواب الجدد على ساحة الوطن ، إلا أنه من المفيد أن ننظر إلى الوراء في أعمال النواب الثلاثة وهم السادة رفعت الأسد وعبد الحليم خدام وزهير مشارقة ، بالنسبة للأول والثاني كنا نسمع عنهما أكثر من الثالث الذي فهمنا لاحقاً أنه معني بالثقافة وللحقيقة والإنصاف فقد شهدت الثقافة في ظل نيابته تقدماً غير ملحوظ ، لدرجة أننا لم نكن نراه إلا في المناسبات ، وبالنسبة للنائب الأول لم نستطع أن نحدد خطواته على أرض الواقع إلا من خلال ماتناقلته الأنباء بعد رحيله ، ولم يكن في الميدان إلا خدام الذي صال وجال في سوريا لوحده دون غيره مرتباً أوراقه حسب مصالحه بدهاء عن طريق شبكات إتصال داخل وخارج البلاد واللافت أنه وصف النائب السابق رفعت الأسد بأنه لايملك قاعدة شعبية وكأنه هو مالكها ، إلا إذا بات يعزف على الوتر الطائفي بعدما إستنذف طاقاته الخلاقة في التمويه والتحوير وقلب الحقائق .
فأمام هكذا نائب لابد أن نقف أمام المرآة عشرات المرات للمراجعة ، شخص كان يلعب بالبيضة والحجر خلف كواليس الأحداث لينال ماينال ولايكفيه ماأخذه وشفطه فهو يريد أيضاً أن يقلب الطاولة في دمشق كما فعل "نيرون" في روما ،حتى ترتاح نرجسيته وليثبت لنفسه "أنا في دمشق إذاً هي قوية وإذا خرجت تخرج دمشق من الخارطة الدولية" .
فهل تستطيع العطار أن تصلح ماأفسده خدام بأفعاله تلك والتي شوهت صورة النائب في نظر المواطن السوري ، أن الطريق ليست بالسهلة أمام السيدة الدكتورة التي تعرف أن محبيها في سوريا كثر ، لذا المطلوب منها ومن النائب الأول السيد فاروق الشرع كثير لإرضاء المواطن الذي يستحق النزول إليه فقد عانى الكثير وما تحمله ليس بالأمر الهين واليسير

شام برس - بقلم : خولة غازي

ليست هناك تعليقات: