حين تموت آخر أحلامنا في جامعة حلب: الدكتور وزير التعليم العالي أين أنت؟
ما حصل في جامعة حلب و تحديداً في معهد تعليم اللغات ليس بفيلمٍ مكسيكي و إنما حقيقةٌ كان بطلها المطلق و كاتبها و مخرجها الدكتور أحمد قطب مدير معهد اللغات في الجامعة المذكورة. فالواقعة حدثت على مرأى و مسمع من العشرات من الطلاب و الموظفين يوم الثلاثاء المنصرم بتاريخ 21/3/2006 حوالي الساعة السادسة مساءً.
فإنه و في إطار تحسين أداء الموظفين و تقديم المزيد من الخدمات العملية و العلمية قامت شركة توليد الطاقة الكهربائية بحلب بالاتفاق مع معهد اللغات على إرسال مايقارب 96 عاملاً لديها من مختلف الكفاءات لإتمام دورة تقوية في اللغة الانكليزية. و ماحدث في ذلك اليوم أن اثنين من المهندسين الكهربائيين كانوا في طريقهم إلى قاعة الدرس فاقتربوا لاستخدام المصعد فما كان من مستخدم المعهد إلا أن تقدم منهم آمراً إياهم بعدم الصعود لأن معلمه (الدكتور أحمد قطب) سينزل في الحال و لايجوز أن ينتظر!!!!
قام المهندسان بتجاهل الكلمات و استعملا المصعد و حين و صلا إلى الطابق المنشود كان في انتظارهم مدير المعهد الذي بدأ بالصراخ عليهما لتجرئهما على استعمال المصعد و استغربا و هما في الخمسين من العمر مثل هذا التصرف الذي يبتعد كل البعد عن القيم و الأخلاقية و الاجتماعية و الأكاديمية و طلب منه أحدهم ألا يسترسل في الإهانة لأنه من غير المعقول أن يشتما لاستخدامهما مصعداًًً و ذكره أحدهم أنهم في مؤسسة أكاديمية حكومية و ليس في معهدٍ خاصٍ و بعد هذه الملاسنة الكلامية توجه الاثنان إلى قاعة الدرس ولدهشة جميع الذين كانوا في قاعة الصف دخل مدير المعهد بعد قليل و معه ثلاثة من الحرس الجامعي و بيد أحدهم رشاش. طلب من المهندسين الذين استعملا المصعد الخروج و تم تهديدهم باستعمال القوة إن لم يمتثلا للأمر. و بدأ الاحتجاج و الأخذ و الرد و علا الصياح و ارتفعت نبرات التحدي. تدخل باقي الطلبة من أفراد الشركة المذكورة و البالغ عددهم في ذلك الصف حوالي 17 طالب تقريباً للدفاع عن زميليهم فما كان من الحرس إلا أن سحب رشاشه و بدأ الصراخ من كل حدب و صوب تراكض الموظفون إلى القاعة خرج الطلبة من أربع شعب مجاورة ساد الهرج و المرج في المكان. حاولت المدرسة (ب س) تلطيف الجو و رجا محاسب المعهد الطلبة الهدوء والتزام الأوامر حتى لا يقع قتيلاً و أحكم المهندسان العقل و طلبا من باقي الزملاء عدم الدفاع عنهما حتى لاتتسع رقعة الخلاف و غادرا القاعة و اقتادهم الحرس كما يقتاد المجرمون إلى مكتب مدير المعهد الذي شمخ مزهواً و الذي بدأ باتصالاته الخلبية ليقطع ما بقي من أوصال المتمردين و أمسك سماعة الهاتف و بدأ بالكلام و أخبرهم أنه اتصل بوزير الكهرباء فتشجع أحدهم و سأله و هل ستخبره بأننا استعملنا المصعد قبلك فأحضرت الحرس الجامعي ليخرجنا من قاعة الدرس بقوة الرشاش؟ رد الدكتور قطب ستعرف من أنا و ماذا أستطيع أن أفعل بكم. كي لا نسهب في السرد أكثر يكفينا القول أن الدكتور قطب قام فيما بعد بالاتصال برئيس جامعة حلب و بفرع الجامعة لإطفاء الشرعية على سلوكه, ثم قام بإيقاف دورة اللغة الإنكليزية لموظفي الشركة المذكورة لمدة أسبوع ليسدل الستار الأخير على فيلمه المكسيكي.
الدكتور قطب بطل الطواحين الكلامية الذي تروى عنه عشرات الانتهاكات التي طالت طاقم الموظفين في المعهد و الطلبة و المدرسين قد تم تعيينه كما يدعى نفسه و يتشدق دائماً أمام الجميع من قبل وزير التعليم العالي و مساعده الدكتور نجيب عبد الواحد وأنه المتحدث باسمهما في الجامعة و ربما هذا ما يجعله يلوح بالرشاش لمن عصاه فأصدقائه أصحاب تواقيع خضراء قادرة على تثبيته و قلب باطله حقيقية حين تعلو الشارة الحمراء ولكن إلى أي مدى هو صادق في ادعاءاته الخطيرة هذا مانتمنى أن تحمل جوابه الأيام القادمة.
ما يهم القارئ الآن أن معهد اللغات يدر شهرياً على الدكتور قطب ما يفوق ال 190 ألف ليرة سورية كبدل إشراف على الدورات التدريسية (دورات في اللغة الإنكليزية و الفرنسية و التركية و الإسبانية و الروسية و الإيطالية و العربية لغير الناطقين بها) علاوةً على راتبه الشهري و على واردات تدريس بعض الدورات التخصصية و دورات أعضاء الهيئة التدريسية و هذه المعطيات تدخل في باب الحقائق التي يمكن لأية لجنة تفتيشية رصدها. أضف إلى ماسلف منحه لزوجته ساعات تخصصية في المعهد و هي متقاعدة منذ أكثر من عام و من حملة الإجازة الجامعية التي لا يحق لها قانونا الحصول على أية ساعة تدريسية أو التمديد بعد التقاعد. و على ضوء ماسلف فقد حاولت إدارة جامعة حلب ممثلةً برئيسها ووكيليها أن تجعل العائد من الدورات و الذي يستأثر به قطب دون وجه حق يدخل في خزينة الجامعة و يقسم ريعه بالتساوي على أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب لكن محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح. و لا ريب في أن انتهاج الكثير من قطاعات الدولة مبدأ تقوية اللغة الإنكليزية للعاملين فيها لخطوةٌ على طريق بناء غدٍ صحيحٍ في عصر التكنولوجيا و ريادة اللغة الإنكليزية و لا ريب أيضاً في أن اختيارهم لجامعة حلب و لمعهد اللغات كمكان لهذه الدورات لخطوةٌ مشكورةٌ على طريق التكامل الاقتصادي الداخلي. إذ أن افتتاح مثل هذه الدورات قادرٌ على أن يدر على الجامعة مئات الآلاف من الليرات السورية و هذه حقيقة رقمية و ليست قيمة تقديرية و بالتالي يكون لأعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب مجال للعمل الإضافي و لتحسين واقعهم المادي هذا إن أُحسن توزيع الساعات التدريسية بينهم جميعاً. و أيضا تساهم هذه الدورات كما أوضحنا في زيادة ثراء الدكتور أحمد قطب و ازدياد طغيانه و معارفه فمثلاً ما يتقاضاه كعائد من افتتاح دورة اللغة لشركة توليد الطاقة الكهربائية يتجاوز ال150 ألف ليرة سورية فقط دون أن يكلف نفسه عناء التدريس لساعةً واحدةً!!!. و لكن ماذا سيحدث إذا توقفت هذه الجهات عن إرسال موظفيها بعد هذه الحادثة الفريدة و ما هو حجم الخسارة التي تتوقعها جامعة حلب على مختلف الأصعدة؟ الجميع يعلم و القائمين على الأمر أن هناك العشرات من معاهد تعليم اللغات و الجامعات الخاصة و ليازو اوفس ( المركز البريطاني) في مدينة حلب و التي يمكن أن تكون أكثر من مستعدةٍ لتقبل افتتاح دورات تقوية للعاملين في قطاعات الدولة و بأجورٍ أقل من تلك التي يتقاضاها معهد تعليم اللغات و تدار من قبل كفاءاتٍ تحترم العقل و الإنسان و لايتعرض أحدٌ لتهديد السلاح و بالتالي تحرم الجامعة من الكثير من العائدات المادية و السمعة المعنوية.
المعادلة صعبةٌ و تقبل الواقع الراهن أصعب لأننا نتحدث عن مؤسسة أكاديمية تخرّج العقول المدبرة للبلد و لكن و بهذه النفسيات المتهرئة التي تقود العمل الأكاديمي و البحث العلمي يصعب التكهن بما سيؤل إليه الحال في جامعاتنا. قد ينظر البعض إلى الموضوع على أنه لايستحق اللغط المسار حوله و لكن كيف سنتمكن من الارتقاء بسلوكنا الشخصي ليكون موضوعيًا بعيداً عن الإسفاف و سلطان المحسوبية إذا تم التهديد بالرشاش و استقدم الحرس الجامعي لإخراج مهندسين استعملا المصعد قبل مدير المعهد و هل مثلاً نتوقع أن تحدث معركة أو أن يستدعى الحرس الجمهوري لو كان أحدهم قد شتم مدير المعهد لا قدر الله و يقع بالفعل قتلى؟ أليس في الأمر تحدٍ سافرٍ لكل القيم العلمية و القوانين الأمنية؟ أوليس من السوابق الخطيرة التي تستحق فتح الكثير من ملفات الفساد الإداري في جامعاتنا و اعتماد مبدأ المحاسبة بصدق و موضوعية؟ متى يا رئيس جامعة حلب و يا وزير التعليم العالي ستكون جامعاتنا منبراً لثقافة الحوار الموضوعي التي تفرضها و بإلحاح ظروف المرحلة الراهنة؟ متى سيربأ أصحاب القرار عن دعم من حوّل مؤسساتنا التعليمية إلى منابر للشيخوخة العقلية و كفاءاتنا العلمية إلى كتب مهاجرة تساهم في بناء حضارات الدول الأخرى و تحرم منهم سورية؟ متى ستنتفي سياسة الزعرنات و البهلوانيات من حرمات الجامعة لتحل مكانها سيادة العقل ويكون الإنسان المناسب في المكان المناسب؟ و أهمها ما هي المعايير التي يتم وفقها اختيار شخص في صفات الدكتور قطب ليكون ممثلاً لأحد بوابات الحضارة الجامعية؟
نتمنى أن يتم فتح تحقيق شفاف تكون الحقيقة هي الغاية و المرتجى دون تدخل أصحاب الشأن الرفيع لتمييع القضية و لأنه و بغير ذلك تزداد قتامه الرؤيا و حجم الخسارة المادية و العلمية و الإدارية. إن العشرات من الأحمدات مزروعين كالفطور في قلب مؤسساتنا التعليمية و آن الأوان لها أن تقتلع و إلا فإننا نكون قد أفرغنا التعليم العالي من محتواه و أبقيناه اسماً لأحد الوزارات. نتمنى أن يتم التحقيق مع ذات المعني للتأكد أولاً من صحة ادعاءاته العلنية من أن وزير التعليم العالي و مساعده و بعض قيادات فرع جامعة حلب هم من يمدونه بالقوة و يطيلون زمن حكمه الإداري لأنه و بكلماته "يقدم المعلوم و يقيم الولائم و يرفع الهدايا و يتقاسم حصته من معهد اللغات مع المعنيين في دمشق" و ثانيا لمحاسبته على سوء استعمال مكتبه لإرهاب الآخرين و ثالثاً لمعرفة ما فعلته جامعة حتى تاريخه لمعالجة الموضوع. و إننا إذ نشك في مزاعم الدكتور قطب حول من يدعمه إلا أننا نؤمن بخطورتها و ضرورة توصيفها حتى تسقط كل أوراق التوت عنها. آن لنا أن نعمل بصدق و ليتحمل كلٌّ منا مسؤوليته حسب موقعه و لنساهم في رأب الصدع الذي يستشري في جامعاتنا. فما ورد في هذه المقالة حادثة سويت على مبدأ الفتوات و تجنباً لتكرار مثل هذه الأحداث المحبطة ننظر إليكم لنرى ماأنتم فاعليه و كيف سيأخذ الحق مجراه.
أحمد الحسن - شام برس
ما حصل في جامعة حلب و تحديداً في معهد تعليم اللغات ليس بفيلمٍ مكسيكي و إنما حقيقةٌ كان بطلها المطلق و كاتبها و مخرجها الدكتور أحمد قطب مدير معهد اللغات في الجامعة المذكورة. فالواقعة حدثت على مرأى و مسمع من العشرات من الطلاب و الموظفين يوم الثلاثاء المنصرم بتاريخ 21/3/2006 حوالي الساعة السادسة مساءً.
فإنه و في إطار تحسين أداء الموظفين و تقديم المزيد من الخدمات العملية و العلمية قامت شركة توليد الطاقة الكهربائية بحلب بالاتفاق مع معهد اللغات على إرسال مايقارب 96 عاملاً لديها من مختلف الكفاءات لإتمام دورة تقوية في اللغة الانكليزية. و ماحدث في ذلك اليوم أن اثنين من المهندسين الكهربائيين كانوا في طريقهم إلى قاعة الدرس فاقتربوا لاستخدام المصعد فما كان من مستخدم المعهد إلا أن تقدم منهم آمراً إياهم بعدم الصعود لأن معلمه (الدكتور أحمد قطب) سينزل في الحال و لايجوز أن ينتظر!!!!
قام المهندسان بتجاهل الكلمات و استعملا المصعد و حين و صلا إلى الطابق المنشود كان في انتظارهم مدير المعهد الذي بدأ بالصراخ عليهما لتجرئهما على استعمال المصعد و استغربا و هما في الخمسين من العمر مثل هذا التصرف الذي يبتعد كل البعد عن القيم و الأخلاقية و الاجتماعية و الأكاديمية و طلب منه أحدهم ألا يسترسل في الإهانة لأنه من غير المعقول أن يشتما لاستخدامهما مصعداًًً و ذكره أحدهم أنهم في مؤسسة أكاديمية حكومية و ليس في معهدٍ خاصٍ و بعد هذه الملاسنة الكلامية توجه الاثنان إلى قاعة الدرس ولدهشة جميع الذين كانوا في قاعة الصف دخل مدير المعهد بعد قليل و معه ثلاثة من الحرس الجامعي و بيد أحدهم رشاش. طلب من المهندسين الذين استعملا المصعد الخروج و تم تهديدهم باستعمال القوة إن لم يمتثلا للأمر. و بدأ الاحتجاج و الأخذ و الرد و علا الصياح و ارتفعت نبرات التحدي. تدخل باقي الطلبة من أفراد الشركة المذكورة و البالغ عددهم في ذلك الصف حوالي 17 طالب تقريباً للدفاع عن زميليهم فما كان من الحرس إلا أن سحب رشاشه و بدأ الصراخ من كل حدب و صوب تراكض الموظفون إلى القاعة خرج الطلبة من أربع شعب مجاورة ساد الهرج و المرج في المكان. حاولت المدرسة (ب س) تلطيف الجو و رجا محاسب المعهد الطلبة الهدوء والتزام الأوامر حتى لا يقع قتيلاً و أحكم المهندسان العقل و طلبا من باقي الزملاء عدم الدفاع عنهما حتى لاتتسع رقعة الخلاف و غادرا القاعة و اقتادهم الحرس كما يقتاد المجرمون إلى مكتب مدير المعهد الذي شمخ مزهواً و الذي بدأ باتصالاته الخلبية ليقطع ما بقي من أوصال المتمردين و أمسك سماعة الهاتف و بدأ بالكلام و أخبرهم أنه اتصل بوزير الكهرباء فتشجع أحدهم و سأله و هل ستخبره بأننا استعملنا المصعد قبلك فأحضرت الحرس الجامعي ليخرجنا من قاعة الدرس بقوة الرشاش؟ رد الدكتور قطب ستعرف من أنا و ماذا أستطيع أن أفعل بكم. كي لا نسهب في السرد أكثر يكفينا القول أن الدكتور قطب قام فيما بعد بالاتصال برئيس جامعة حلب و بفرع الجامعة لإطفاء الشرعية على سلوكه, ثم قام بإيقاف دورة اللغة الإنكليزية لموظفي الشركة المذكورة لمدة أسبوع ليسدل الستار الأخير على فيلمه المكسيكي.
الدكتور قطب بطل الطواحين الكلامية الذي تروى عنه عشرات الانتهاكات التي طالت طاقم الموظفين في المعهد و الطلبة و المدرسين قد تم تعيينه كما يدعى نفسه و يتشدق دائماً أمام الجميع من قبل وزير التعليم العالي و مساعده الدكتور نجيب عبد الواحد وأنه المتحدث باسمهما في الجامعة و ربما هذا ما يجعله يلوح بالرشاش لمن عصاه فأصدقائه أصحاب تواقيع خضراء قادرة على تثبيته و قلب باطله حقيقية حين تعلو الشارة الحمراء ولكن إلى أي مدى هو صادق في ادعاءاته الخطيرة هذا مانتمنى أن تحمل جوابه الأيام القادمة.
ما يهم القارئ الآن أن معهد اللغات يدر شهرياً على الدكتور قطب ما يفوق ال 190 ألف ليرة سورية كبدل إشراف على الدورات التدريسية (دورات في اللغة الإنكليزية و الفرنسية و التركية و الإسبانية و الروسية و الإيطالية و العربية لغير الناطقين بها) علاوةً على راتبه الشهري و على واردات تدريس بعض الدورات التخصصية و دورات أعضاء الهيئة التدريسية و هذه المعطيات تدخل في باب الحقائق التي يمكن لأية لجنة تفتيشية رصدها. أضف إلى ماسلف منحه لزوجته ساعات تخصصية في المعهد و هي متقاعدة منذ أكثر من عام و من حملة الإجازة الجامعية التي لا يحق لها قانونا الحصول على أية ساعة تدريسية أو التمديد بعد التقاعد. و على ضوء ماسلف فقد حاولت إدارة جامعة حلب ممثلةً برئيسها ووكيليها أن تجعل العائد من الدورات و الذي يستأثر به قطب دون وجه حق يدخل في خزينة الجامعة و يقسم ريعه بالتساوي على أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب لكن محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح. و لا ريب في أن انتهاج الكثير من قطاعات الدولة مبدأ تقوية اللغة الإنكليزية للعاملين فيها لخطوةٌ على طريق بناء غدٍ صحيحٍ في عصر التكنولوجيا و ريادة اللغة الإنكليزية و لا ريب أيضاً في أن اختيارهم لجامعة حلب و لمعهد اللغات كمكان لهذه الدورات لخطوةٌ مشكورةٌ على طريق التكامل الاقتصادي الداخلي. إذ أن افتتاح مثل هذه الدورات قادرٌ على أن يدر على الجامعة مئات الآلاف من الليرات السورية و هذه حقيقة رقمية و ليست قيمة تقديرية و بالتالي يكون لأعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب مجال للعمل الإضافي و لتحسين واقعهم المادي هذا إن أُحسن توزيع الساعات التدريسية بينهم جميعاً. و أيضا تساهم هذه الدورات كما أوضحنا في زيادة ثراء الدكتور أحمد قطب و ازدياد طغيانه و معارفه فمثلاً ما يتقاضاه كعائد من افتتاح دورة اللغة لشركة توليد الطاقة الكهربائية يتجاوز ال150 ألف ليرة سورية فقط دون أن يكلف نفسه عناء التدريس لساعةً واحدةً!!!. و لكن ماذا سيحدث إذا توقفت هذه الجهات عن إرسال موظفيها بعد هذه الحادثة الفريدة و ما هو حجم الخسارة التي تتوقعها جامعة حلب على مختلف الأصعدة؟ الجميع يعلم و القائمين على الأمر أن هناك العشرات من معاهد تعليم اللغات و الجامعات الخاصة و ليازو اوفس ( المركز البريطاني) في مدينة حلب و التي يمكن أن تكون أكثر من مستعدةٍ لتقبل افتتاح دورات تقوية للعاملين في قطاعات الدولة و بأجورٍ أقل من تلك التي يتقاضاها معهد تعليم اللغات و تدار من قبل كفاءاتٍ تحترم العقل و الإنسان و لايتعرض أحدٌ لتهديد السلاح و بالتالي تحرم الجامعة من الكثير من العائدات المادية و السمعة المعنوية.
المعادلة صعبةٌ و تقبل الواقع الراهن أصعب لأننا نتحدث عن مؤسسة أكاديمية تخرّج العقول المدبرة للبلد و لكن و بهذه النفسيات المتهرئة التي تقود العمل الأكاديمي و البحث العلمي يصعب التكهن بما سيؤل إليه الحال في جامعاتنا. قد ينظر البعض إلى الموضوع على أنه لايستحق اللغط المسار حوله و لكن كيف سنتمكن من الارتقاء بسلوكنا الشخصي ليكون موضوعيًا بعيداً عن الإسفاف و سلطان المحسوبية إذا تم التهديد بالرشاش و استقدم الحرس الجامعي لإخراج مهندسين استعملا المصعد قبل مدير المعهد و هل مثلاً نتوقع أن تحدث معركة أو أن يستدعى الحرس الجمهوري لو كان أحدهم قد شتم مدير المعهد لا قدر الله و يقع بالفعل قتلى؟ أليس في الأمر تحدٍ سافرٍ لكل القيم العلمية و القوانين الأمنية؟ أوليس من السوابق الخطيرة التي تستحق فتح الكثير من ملفات الفساد الإداري في جامعاتنا و اعتماد مبدأ المحاسبة بصدق و موضوعية؟ متى يا رئيس جامعة حلب و يا وزير التعليم العالي ستكون جامعاتنا منبراً لثقافة الحوار الموضوعي التي تفرضها و بإلحاح ظروف المرحلة الراهنة؟ متى سيربأ أصحاب القرار عن دعم من حوّل مؤسساتنا التعليمية إلى منابر للشيخوخة العقلية و كفاءاتنا العلمية إلى كتب مهاجرة تساهم في بناء حضارات الدول الأخرى و تحرم منهم سورية؟ متى ستنتفي سياسة الزعرنات و البهلوانيات من حرمات الجامعة لتحل مكانها سيادة العقل ويكون الإنسان المناسب في المكان المناسب؟ و أهمها ما هي المعايير التي يتم وفقها اختيار شخص في صفات الدكتور قطب ليكون ممثلاً لأحد بوابات الحضارة الجامعية؟
نتمنى أن يتم فتح تحقيق شفاف تكون الحقيقة هي الغاية و المرتجى دون تدخل أصحاب الشأن الرفيع لتمييع القضية و لأنه و بغير ذلك تزداد قتامه الرؤيا و حجم الخسارة المادية و العلمية و الإدارية. إن العشرات من الأحمدات مزروعين كالفطور في قلب مؤسساتنا التعليمية و آن الأوان لها أن تقتلع و إلا فإننا نكون قد أفرغنا التعليم العالي من محتواه و أبقيناه اسماً لأحد الوزارات. نتمنى أن يتم التحقيق مع ذات المعني للتأكد أولاً من صحة ادعاءاته العلنية من أن وزير التعليم العالي و مساعده و بعض قيادات فرع جامعة حلب هم من يمدونه بالقوة و يطيلون زمن حكمه الإداري لأنه و بكلماته "يقدم المعلوم و يقيم الولائم و يرفع الهدايا و يتقاسم حصته من معهد اللغات مع المعنيين في دمشق" و ثانيا لمحاسبته على سوء استعمال مكتبه لإرهاب الآخرين و ثالثاً لمعرفة ما فعلته جامعة حتى تاريخه لمعالجة الموضوع. و إننا إذ نشك في مزاعم الدكتور قطب حول من يدعمه إلا أننا نؤمن بخطورتها و ضرورة توصيفها حتى تسقط كل أوراق التوت عنها. آن لنا أن نعمل بصدق و ليتحمل كلٌّ منا مسؤوليته حسب موقعه و لنساهم في رأب الصدع الذي يستشري في جامعاتنا. فما ورد في هذه المقالة حادثة سويت على مبدأ الفتوات و تجنباً لتكرار مثل هذه الأحداث المحبطة ننظر إليكم لنرى ماأنتم فاعليه و كيف سيأخذ الحق مجراه.
أحمد الحسن - شام برس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق