الثلاثاء، يناير ١٠، ٢٠٠٦

السلاح زينة الرجال - الاسير سمير القنطار

عندما غادرت شاطىء مدينة صور ليلة 22 نيسان 1979 كنت استعيد في ذاكرتي شريط الاحداث ‏الذي طبع طفولتي وريعان شبابي، كنت استعيد في تلك اللحظات الدقيقة والحساسة التي يجب على ‏المرء خلالها ان يمتلك من الاستعداد النفسي والمعنوي الشيء الكثير. وكان كمال جنبلاط بقامته ‏الكبيرة حاضرا في مخيلتي يخطب امام الذين ليس على صدورهم قميص «ان الحياة انتصار للاقوياء ‏في نفوسهم لا للضعفاء».
كانت هذه المقولة تستحضر في مخيلتي في كل اللحظات الصعبة والمريرة، ‏عندما تلاطمت الامواج وكادت تغرق الزورق المطاطي الذي كان يحملني مع ثلاثة من رفاقي الى ‏ارض فلسطين الحبيبة، وعندما تجمع حولي زمرة الحاقدين الصهاينة بعد ان فقدت القدرة على ‏الحركة جراء اصابتي بخمس رصاصات في جميع انحاء جسدي وراحوا ينكلون بي في ارض المعركة، ‏وعندما اطفأ المحقق السجائر في يدي في اقبية التعذيب في سجن الصرفند.
وعندما جرى عزلي ‏العام الماضي في سجن الجلمة بعد 8 ايام بدون طعام وكان الجوع يأكل جسدي، كانت هذه ‏الكلمات زادي المعنوي الكبير الذي لا زلت افتخر واعتز به.‏
اليوم ها انا اجلس حزينا في غرفتي في معتقل هداريم اشاهد على التلفاز ابن هذا الرجل ‏الكبير الذي قال يوماً «ان السلاح زينة الرجال والنصر يا رفاقي آت لا محال» اراه واقفا ‏يخطب على بعد امتار من المكان الذي يرقد فيه كمال جنبلاط.‏
وليد كمال جنبلاط يعزّ عليّ ويحزنني أن اسمعك واراك متوترا تطلق تصريحات لا تمت الى تاريخك ‏النضالي في حرب الجبل ولا الى التراث السياسي العريق لهذا البيت الذي اصابته النكسات تلو ‏النكسات منذ قرون وبقي قلعة المقاومة والصمود في وجه الغزاة.‏
وليد كمال جنبلاط، انا الموقع ادناه سمير القنطار، ابن مدرسة كمال جنبلاط وجمال عبد ‏الناصر، ابن جبل العروبة الذي انبت حماة الثغور، اعلن بان اي كلام تخويني بحق سلاح ‏المقاومة وبحق الاخوة في حزب الله يطالني في الصميم وهو طعنة عميقة اصابتني بجرح لن يندمل الا ‏حين تعود الى موقعك الطبيعي، وليد جنبلاط حفيد شكيب ارسلان وابن كمال جنبلاط سليل الجبل ‏الذي لن يكون الا جبل المقاومة. آمل ان يلقى هذا النداء الاستجابة الفورية وان لا يفسر ‏ابدا في خانة التخوين او التضليل.‏
ما دفعني الى الكتابة هو شوقي لان يكون يوم حريتي ويوم استقبالي على ارض وطني وفي بلدتي ‏يوما يكون فيه الغزاة في العراق قد عادوا الى حيث اتوا لا ان يكونوا في انتظاري على ‏مدرج المطار لكي يقتادوني الى معتقل غوانتانامو.‏

الاسير سمير القنطار
معتقل هداريم، فلسطين

ليست هناك تعليقات: