الاثنين، يناير ٠٢، ٢٠٠٦

خدام ... حدث الساعة

...فجأة...

لا لم يكن مفاجئاً ظهور السيد عبد الحليم خدام على شاشة العربية معلناً ما أعلن...ولست هنا في معرض مناقشة ما أعلن...بل كيف وصلنا إلى ما أعلن؟؟

الموضوع ببساطة أن سوريا عبارة عن مزرعة يتم فيها حلب الناس والحيوانات على حد سواء حتى يفنوا...

فالسيد خدام كان يمني النفس بتسلم سدة السلطة سيما وأن الحلم قد راوده حتماً حين تسلم السلطة لأيام وساعات معدودات بعد وفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد وقبل استلام الدكتور بشار لها...

إن ما يحرك سوريا اليوم... وما حرك لبنان في الأمس... لم يكن السياسة بل الفساد والمصالح الشخصية... ولا أعتقد أن أحداً يظن أن المسؤولين السوريين واللبنانيين في لبنان كانوا يتعاطون السياسة... إنه الفساد يا أحباء!!!

إن الفساد في سوريا اليوم ليس حالة عامة فقط... بل هو ثقافة بحد ذاته... فلا يمكن أن نأخذ قطاعاً معيناً ونقول أن فاسد... فكل القطاعات كذلك... والاستثناء هو وجود أشخاص جيدين في تلك القطاعات...

وبالعودة إلى السيد خدام... نرى أن التعامل معه كان على طريقة (هبّوا عليّ هبوا عليّ ) ... فهي الطريقة السورية الأزلية... فاستفاق أعضاء مجلس الشعب النائمون فجأة وأعلنوا ... أعلنا الحرب الحرب على ... خدام ...

والملاحظ أنهم وأثناء إعلان النفير العام ضد الفساد فإنهم لم يغنموا الفرصة لتوجيه إصبع الاتهام إلى أي شخص آخر فاسد مازال يجلس على كرسي حكومي... وذلك لسبب بسيط هو أن بلاغ التعليمات جاء مقتصراً على اسم واحد فقط... أه هناك سبب آخر... الخوف من المجهول الذي يمثله الطرف الآخر الفاسد...

لقد آلمتني كثيراً طريقة التعاطي مع الحدث في مجلس الشعب... نواب نائمون أيقظهم المنبه... نواب فاسدون يهاجمون الفساد... نواب لا حول لهم ولا قوة... نواب أميون متعلثمين بالقراءة... وكأن الواحد منهم يفكر بسطوة السيد خدام وهو يقرأ... ولكنه يفعل كونه مرغم على القراءة...
كل ذلك كان محمولاً... إلا أن حالة الفساد والانحلال الأخلاقي التي وصلنا إليها كانت كبيرة... فالمحامي الدكتور عضو مجلس الشعب... كان يقال أنه محامي آل الخدام... وأن السيارة المعطاة له منهم... ولكم أن تتصوروا كم استفاد من هذا الموضوع... نعم لقد أصبح نائباً للشعب!!! ... وهو الآن يهاجم آل الخدام ويتهمهم بالفساد!!!

آلمني أكثر طريقة الرد الدولية على ما جاء في جلسة مجلس الشعب... نقطتين لا ثالث لهما:

1. إن مجلس الشعب السوري كمجلس الدمى يدار بمشيئة السلطة!!

2. التأكيد على أن ما جاء في هذه الجلسة وهجوم النواب على الفساد لن يكون باباً يفتح بل هو مجرد فورة غضب مسرحية ليس إلا...

أكتب هذه المساهمة وأنا أقرأ ما كتبه السيد نضال معلوف عن الوقاية من " خدام " آخر ..وأقول أنه لن يمكننا ذلك للأسباب الواردة أعلاه...

أردت هنا أن أذكر الأسماء التي يعرفها الجميع... لكني توقفت... لا لخوف... بل لهول وطول اللائحة...

في النهاية... أصلي كي ينير الله قلوبنا وعقولنا لنكون وطنيين وأكثر إنسانية في هذا الوطن السوري ... شكراً

حمورابي

ليست هناك تعليقات: