الجمعة، يناير ٠٦، ٢٠٠٦

الدرج

عندما استفاق مجلس الشعب على فساد (هدام ) وتسابقت الألسن للتنديد والمطالبة والمحاسبة تفاجئت شخصيا بهذا الكم الهائل من المعلومات التي يملكها كامل أعضاء المجلس الموقر عن فساد خدام وحاشية خدام وأولاد خدام كما تفاجئت بالصمت المطبق الذي مارسه السادة أعضاء مجلس الشعب طول الفترة الماضية

وهم يعرفون تلك الموبقات التي ارتكبها خدام وغير خدام وهنا أسألهم باعتبارهم ممثلي الشعب في المجلس بغض النظر عن طريقة وصولهم : أنتم كذلك مسؤولون فماذا كنتم تفعلون طوال الفترة الماضية وهل تحملتم المسؤولية التاريخية التي أناطها الشعب وسيادة الرئيس بكم ؟ هل عضوية مجلس الشعب وظيفة فخرية لتمرير المصالح تحت ستار الحصانة ؟ أم هي مسؤولية وطنية وقومية أناطها الشعب بكم ؟

من يراجع خطاب القسم لسيادة الرئيس بشار الأسد يعرف جيدا عمق توجهات الإصلاح والتطوير التي يحملها سيادة الرئيس في فكره وتوجهه وإرادته ونذكر جيدا أنه قال : لا أملك عصا سحرية .

هذا صحيح لأن بناء الوطن وتعميق المؤسسات الوطنية والقوانين بحاجة إلى تكاتف جميع جهود أبناء الوطن دون استثناء وأن يتعامل الجميع بروح المسؤولية وعلى هذا الأساس يصبح المنصب مسؤولية أكثر منه امتياز لكن ما نراه العكس نجد كيف تباع المناصب وتشترى و كيف تباع الوظائف العامة وكيف تعطل القوانين لمصلحة أشخاص وكيفية وصول القضاة إلى مناصبهم والمدراء إلى الإدارة والوزراء إلى الوزارة وأعضاء مجلس الشعب إلى المجلس .. إذا هي حلقة طويلة لا تتسع الصفحات لتفصيلها ولكنها حقيقة نعيشها ونتناقلها سرا فيما بيننا فنحن جميعا نعرف كيف ارتبط الوطن بأسماء بعض المتنفذين بحيث أصبح انتقادهم عملية خيانة للوطن والجميع يعرف عقوبتها .

الفاسدون والمفسدون يلعبون بالوطن وبمستقبل الوطن وما زال قسم كبير منهم يرتع في المناصب دون حسيب أو رقيب أو ربما هم بانتظار استيقاظ جديد لأعضاء مجلس الشعب أو قانون جديد لمكافحة الفساد لا يستثني أحدا ولا يقدر أحدا على تعطيله .

لقد قالها أحد أعضاء مجلس الشعب بأن شطف الدرج يبدأ من الأعلى وأنا أوافقه الرأي لهذا فليبدأ الإصلاح والمحاسبة من داخل المجلس نفسه حتى يكون عندنا مجلس شعب نظيف قادر على محاسبة الفاسدين ثم لننتقل إلى آلية وضوابط محددة لمكافحة الفساد بحيث تصبح مكافحة الفساد عملية آلية ومستمرة عندها سنرى من سيبقى محتفظا بوظيفته ومنصبه وسنعرف جيدا الناس المخلصين للوطن .

نحن على ثقة كاملة بسيادة الرئيس بشار الأسد وبمشروعه الإصلاحي والنهضوي وندرك جيدا أن هذا المشروع بحاجة لتكاتف جميع الجهود لذلك نعلنها بأعلى صوت : نحن معك يا سيادة الرئيس حتى آخر رمق ..معك يا سيادة الرئيس في وجه الضغوط الخارجية التي تستهدف الوطن .. معك يا سيادة الرئيس لبناء سوريا الإنسان , سوريا الحرية والعدالة .. سوريا وطن الجميع الذي يتسع للجميع .. ولن نسمح للمتنفذين أن يسطوا على الوطن ولن نسمح للصوص أن يلبسوا ثوب النزاهة ولا للخونة أن يلبسوا ثوب الوطنية ولا للذئاب أن تلبس ثوب الحمل ولا للفاسدين أن يلبسوا ثوب العفة .

إن سوريا أمانة التاريخ والأجيال القادمة في رقبتنا لهذا ستبقى رؤوسنا مرفوعة تحاكي السماء بعالي السنا ويستحضرني هنا قول الشاعر:

وطن لا نقايض الله بالدنيا عليه ولو حبانا الجنانا

وقد نحتنا صخوره وجبلنا ترابه من عظمنا ودمانا

ورفعنا أمجاده وبنينا فوق أطواده لنا الاسكانا

هين أن تنال بالإصبع النجم على أن تناله العقبانا

عبثا يطمع الأجانب فيه إن سوريا لم تكن لسوانا.

ونقسم أنها لن تكون لسوانا....

لؤي اسماعيل

ليست هناك تعليقات: