الاثنين، يناير ٠٢، ٢٠٠٦

كلنا خونة

د . ماهر ياسين: ( كلنا شركاء ) 1/1/2006
يقولون عبد الحليم خدام خان ! نعم السيد عبدالحليم خدام خان و لكن ليس بالأمس فقط خان , فهو خان منذ اليوم الذي سمحت له نفسه مد يده إلى المال العام واستغلال منصبه لتكديس الثروات بطرق شرعية و غير شرعية وعقد الصفقات المشبوهة و لقد خانه التعبير عندما قال أنه عندما خير بين الوطن و النظام فاختار الوطن , أقول له إن الوطن لم يكن خيارا لك و لا لأمثالك يوما و لم يحتل في بالك و بال أمثالك مساحة خلية واحدة فأنت يا سيدي خيرت بين خيانة الوطن و خيانة النظام فاخترت الاثنان .
ولم تكن لتكتمل المهزلة من دون مسرحية ما يسمى بمجلس الشعب الذي بكبسة زر انطلق في حملة سباب و شتم للسيد النائب السابق المحترم المبجل بالأمس و عدو الوطن و الأمة اليوم فانطلق مهرجو الشعب بتعداد صفقات السيد خدام غير المشروعة وإساءاته وفساده و خياناته هو و أولاده دون أن ينسوا حسده على قصوره المنتشرة في فرنسا و أميركا و على تماثيل بيته و أثاثه الفاخر و ليستعيدوا الذاكرة فجأة ليستذكروا فضيحة النفايات النووية التي سقطت بالتقادم .
اكتشف نا بالأمس خونة جدد , نعم فكل من علم و لم يتكلم فقد خان و كل من سكت عن الخطأ فقد خان وكل من سكت عن فاسد فقد خان فكلنا خونة, جبننا أصبح خيانة و سكوتنا أصبح خيانة و وانهزاميتنا أصبحت خيانة فكلنا في هذا الوطن شركاء في الجريمة وكلنا شركاء في الخيانة .
مسكين أنت يا وطني فكم من جريمة و كم من خيانة و كم من موبقة ترتكب باسمك, مسكينة أنت يا سورية يا قدس الأقداس و قد حولك يهود الداخل إلى ساحة للمجرمين و للصوص و للفاسدين و للخونة ولكنك يا شعبي لست بمسكين و لست بضحية , فقط جبنك و تخاذلك و تخلفك و انحطاطك الثقافي و الأخلاقي هو الذي يصور لك بأنك ضحية فالحقيقة المؤلمة هي أنك شريك في كل ما جرى و كل ما يجري أنت شريك بالفساد و أنت شريك بالخيانة عندما تحولت الى شيطان أخرس .
يقال أن ما جرى أمس محرقة للوطن و للنظام , لا ما جرى ليس محرقة , ما جرى هو معمودية النار التي عرتنا أمام أنفسنا و التي يجب أن تطهرنا من آثامنا و خطايانا لنولد من جديد طاهرين أنقياء كما يولد طائر الفينيق من رحم النار ليعلن للعالم نهضة و انبعاث الأمة السورية من جديد, نهضة أمة الحياة أمة الحضارة أمة الأنبياء أمة الحرف أمة الحق و الجمال و لتحيا سوريا قدس الأقداس شاء من شاء و أبى من أبى من المتآمرين و الخونة و الفاسدين و التائهين في غيبيات السماء و الأرض فسوريا هي الحقيقة الوحيدة في الوجود التي تستحق أن نموت و أن نبذل حياتنا من أجلها

ليست هناك تعليقات: