الاثنين، جمادى الأولى ٢٣، ١٤٢٧

الشأن الاقتصادي في الحوار مع السيد الرئيس

ـ الإصلاح الاقتصادي له الأولوية ولا توجد فكرة لتصفية القطاع العام
ـ لدينا اليوم حكومة أفضل لجهة الحوار والوزير أصبح أكثر قرباً من الناس
ـ لا أؤمن بالمصطلحات .. بل بما يلبي حاجاتنا وطموحاتنا
ـ تم إلغاء مشروع طرح شركات الإسمنت للاستثمار
ـ والشركات الخاسرة يمكن أن تعالج
زياد غصن : صحيفة تشرين 18/6/2006

في حديث السيد الرئيس بشار الأسد يوم الخميس الماضي ... ثمة الكثير من الأفكار والعناوين المهمة التي تتناول الشأن الاقتصادي الداخلي ....
و إذا كان الرئيس الأسد بطرحه هذه الأفكار يشرح بعض معالم الخطة الاقتصادية للدولة ، والرامية لمعالجة قضايا عديدة تتعلق بالأداء الاقتصادي والواقع المؤسساتي .... فإنه كان حريصا في المقابل على ضرورة الحوار الجماعي ، المؤسساتي ، الشفاف ... الذي يخلص إلى تقديم رؤية أفضل للجانب الذي يعالجه ، مع التركيز على إبعاد الفردية والحلول الجزئية الضيقة .... ‏
سبع نقاط رئيسية دونتها في مفكرتي خلال ذلك الحوار المطول الذي امتد لثلاث ساعات : ‏
ـ النقطة الأولى التي أعاد الرئيس الأسد تأكيدها تتعلق بأولوية الإصلاح الاقتصادي .. هذه الأولوية التي لا تعني الترتيب العددي ( أول ـ ثاني ... ) إنما تعني منح الشأن الاقتصادي اهتماما أكبر في خطوات الإصلاح والتطوير من الجوانب الأخرى ، والتي تسير جنبا إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادي و إن كانت السرعة متباينة قليلا .. ‏
ـ أما النقطة الثانية فهي خاصة بمصطلح اقتصاد السوق الاجتماعي .. وهنا أوضح الرئيس أنه لا يؤمن بالقواميس والمصطلحات .. إنما يؤمن باستخدام هذه المصطلحات بما يهمنا ويفيد حركتنا نحو الإصلاح ، ومن ثم فاقتصاد السوق الاجتماعي الذي أقره المؤتمر القطري العاشر للحزب ليس بالضرورة أن يكون مطابقا لذلك الوارد في الدراسات والأبحاث الاقتصادية أو ما طبق هنا أو هناك ... فالمهم تطبيق هذا المنهج بما يتناسب و طموحاتنا .. مشيرا إلى أنه طلب من الحكومة وضع تعريف واضح ومحدد لاقتصاد السوق الاجتماعي ... ‏
ـ النقطة الثالثة و تتمثل في مستقبل القطاع العام ... وهذا القطاع كما أوضح الرئيس الأسد سيظل محل رعاية واهتمام بعيدا عن أية فكرة للخصخصة أو التصفية ، ومؤخرا تم إلغاء مشروع طرح شركات الاسمنت للاستثمار باعتبارها شركات رابحة يمكن أن تستثمر بطريقة أخرى كتدعيمها بخطوط إنتاج جديدة يمكن أن تباع للمواطنين مثلا ... أما الشركات الخاسرة فأوضاعها يمكن أن تعالج عبر إعادة استثمارها بطريقة أخرى .. وهذه جميعها أفكار للنقاش والحوار ....
ـ في النقطة الرابعة حديث عن الأسباب التي تدفع للاهتمام بالاستثمار الأجنبي ، والرئيس الأسد بيّن في هذا الجانب أن الدولة تدرك أن زيادة نسبة النمو الاقتصادي وتطوير الأداء لا يمكن أن يتم دون مشاركة القطاع الخاص ، وهذا القطاع يحتاج لعدة سنوات حتى تظهر نتائج مساهمته ، لذلك كان لابد من التوجه نحو جذب الاستثمارات الأجنبية ومنحها المزايا والتسهيلات المطلوبة ، فليس هناك من قد ينتظر سنوات حتى ينجز القطاع الخاص مساهمته بنجاح ... ‏
ـ النقطة الخامسة والتي تحظى بأهمية خاصة كونها تتعلق بالعمل المؤسساتي ، والسيد الرئيس أكد أنه لو كان هذا العمل موجودا لدينا لوفر علينا كل هذه المشاكل التي نتحدث عنها ، معتبرا أن هناك ثقافة اجتماعية تترك تأثيرا على سلوكية الفرد الذي يتحول من شخص حواري ديمقراطي إلى شخص مركزي القرار والأداء عند توليه أية مهمة أو منصب ..... ‏
لا بل أن المشكلة الإدارية التي نعاني منها ليست في تحديد الخلل بل في وضع رؤية الحل والمعالجة ... والسؤال الذي علينا البحث عن إجابة له هو .... كيف نبحث عن أشخاص لديهم رؤية ؟!. ‏
ـ الحكومة كانت محور النقطة السادسة ، حيث اعتبر الرئيس الأسد أنه لدينا اليوم حكومة أفضل لجهة الحوار والنتائج ، فاليوم أصبحنا نرى بعض النتائج الايجابية ... ولاسيما بعد ترؤس السيد الرئيس لعدة اجتماعات للحكومة بعضها كان معلناً وبعضها الأخر غير معلن ... ‏ وعن أداء الوزراء قال: إن الحكومة تضم وزراء جدداً ، وكل وزير يحتاج إلى نحو عامين تقريبا حتى تظهر نتائج عمله ، لكن خلال العام الأول لوجوده في الحكومة تتضح رؤية كل منهم و تصوراته .. والاهم أن الوزير أصبح اليوم أكثر قربا من الناس .. ‏
ـ النقطة السابعة ( والأخيرة في مفكرتي ) تتمثل في نظرة السيد الرئيس لقضايا المجتمع ، فإلى جانب حرصه وتأكيده على السعي لتحسين الوضع المعيشي للمواطن وتأمين مستلزمات حياته ، قال في رد على سؤال يتعلق بالشباب إنه يؤمن بالمجتمع ككل ، فتطوير المجتمع من شأنه الإسهام بشكل مباشر في تطوير الشباب وتأمين فرص عمل لهم .. وفي تطوير وضع المرأة كذلك وتعزيز مكانتها في المجتمع .. ‏
إذا كانت الرؤية المستقبلية الصائبة هي ما يميز السياسة السورية ويفسر سر قوتها ، فإن النظرة الشاملة المتكاملة لسبل تطوير الأداء الاقتصادي هي ما يميز سياسة الدولة الاقتصادية ويبعث على الارتياح والتفاؤل ... ‏
هذا الارتياح الذي تزيد نسبه الرؤية التحليلية للسيد الرئيس حول مستقبل الاقتصاد السوري ... والتفاؤل الذي يكبر مع الاطمئنان لدور القطاع العام واستمراريته إلى جانب قطاعات المجتمع الأخرى ... لذلك فما قاله الزملاء من أن الكرة في ملعب الإعلاميين ، تعقيبا على الأفكار والتوجهات التي قدمها الرئيس الأسد لتطوير الإعلام السوري ، يجعل هذه الكرة في الشأن الاقتصادي الداخلي في ملعب الجميع من الحكومة وانتهاء بأدنى مستوى وظيفي .. فالمهمة ليست في تطبيق ما يتخذ من قرارات بل أيضا في المبادرة إلى طرح الآراء والرؤى للإسهام في عملية تطوير الاقتصاد وإيجاد حلول ناحجة مثمرة لما يعترضنا من مشكلات

ليست هناك تعليقات: