د. منير الجبان : رئيس تحرير مجلة بانوراما
الثروة الحقيقية التي نملكها هي الثروة البشرية هذه حقيقة نعرفها جيداً لكننا لم نستطع أن نتعامل معها كما نتعامل مع أية ثروة مادية كم من الملايين ننفق ونحن نستكشف بئر نفط محتمل , منطقة في باطنه بترول آلاف الصفحات من دفاتر الشروط والمواصفات والمناقصات والعقود والمباحثات والمفاوضات حتى يحصل ونتفق مع شركة تسبر وتبحث وتنقب في أعماق الأرض عن بئر نفط محتمل وقد تمضي شهور وسنوات ونحن نبحث وننقب وعندما تزف إلينا الأخبار عن اكتشاف بئر فالفرحة عارمة لا توصف فهذا البئر المكتشف أضاف إلى ثروتنا الوطنية أرقاماً جديدة وازداد دخلنا القومي فمليارات الليرات ستصب في تمويل خططنا الخمسية والتنموية ويصبح هذا الخبر مانشيتات عريضة في الصحف وتحقيقات وريبورتاجات مفصلة في الجرائد والمجلات بل خبراً عاجلاً في نشرات أخبار الإذاعة والتلفزيون .
النفط ثروة حقيقية نفرح به ونقوى بما سيدره علينا من أموال فأسعاره تلتهب وترتفع وهو في صعود طالما مستقبل العالم كله على كف عفريت لأن قرن ثور واحد يحمله فإذا مال مالت الأرض وإذا اهتز اهتزت الدنيا وهذه حال لن تتغير كما يبدو إلى أجل مسمى طالما موازين السياسة تتحكم في حركتها قوى غير مستقرة ولكن الصورة المحزنة المضحكة المبكية أننا نملك ما هو أغلى من كل حقول النفط وأثمن من كل آبار البترول ... وأعز من الماس والذهب والفضة .. إننا نملك الإنسان القوي الواثق المتوازن المخلص المندفع المتعلم المتجذر في هذه الأرض المشرش في تربتها لا يهوى إلا هواها ولا يرضى بغير سماها هذا الإنسان هو الثروة الحقيقية لأنه حتى بوجود الماس والذهب والفضة والنفط فكلها ثروات لغيرنا وليست لنا إن استثمرها غير أبنائها ونحن والحمد لله استطعنا أن نجعل من هذه الثروة مصدراً مهماً من مصادر دخلنا ولكنه وفي كل العالم آيل إلى النضوب ففي النفط بعد كل فوران همود وبعد كل حركة سكون وبعد كل قطف قحط أما الإنسان عندنا فهو يتزايد عدداً ويكبر كماً ونوعاً أعداد السكان في تزايد وتعليمهم يكبر وثقافتهم تتسع وهذه هي المدارس والمعاهد والجامعات ت ضم كل سنة مئات الآلاف من دفعات جديدة تريد أن تتعلم وفي يوم في شهر في سنة لن يبقى أمياً واحداً في هذا الوطن والأمية لن تكون فقط أمية القراءة والكتابة بل سنمحو الأمية في المعرفة والمعرفة في هذا العصر هي اللغات والكمبيوتر والمعلوماتية الموجع أننا نملك المتخصصين في كل مجالات العلوم والتكنولوجيا وهم في حالين إما أنهم في الداخل ومهشمين لا أحد يعرف عنهم ولا أحد سمع بهم ذنبهم أنهم لم يسوقوا أنفسهم وينتظرون بالدور وقد لا يأتي الدور أبداً وإما أنهم في الخارج وهم في أعلى المراكز والمواقع ويؤسسون ويديرون أنشطة ومرافق ومفاصل عمل دقيقة يحملون أعلى الشهادات وحصلوا على أهم الاختصاصات وهم متفوقون ومتميزون ولكنهم مهاجرون ومغتربون إما أنهم ذهبوا للدراسة والاختصاص ولم يرجعوا أو أنهم عادوا ثم غادروا من جديد .... هناك تستفيد منهم بلدان الاغتراب وبهم تلك البلدان تقوى ونحن نتفرج ونغازلهم عبر الفضائيات ونستضيفهم في ( على عيني ) ونتحدث بإعجاب عن إنجازاتهم وأعمالهم... ونودعهم على أبواب التلفزيون ومنها إلى المطار عائدين إلى أوطانهم الثانية...
يقدمون إليها عقولهم وخبراتهم ومنها يكسبون وفيها يعيشون .إن الهدر الحاصل من تضييع وتغييب الكفاءات فظيع جداً بكل المعايير والمقاييس أليس غريباً أن نطلب دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع نريد أن نقوم به لنعرف فيما إذا كان له قيمة إضافية وله منفعة وهو رابح ليس خاسر نفعل ذلك في المشاريع الاقتصادية والصناعية والسياحية والخدمية ونغض النظر عن المشروع إذا كانت النتائج سلبية لأنه لا أحد يرضى أن يخسر وعندما يكون الأمر يتعلق بالبشر فإننا ننفق من أجل تعليمهم وصحتهم وتقديم الخدمات لهم دون حدود ولكن بعد أن ينتهي تحصيلهم العلمي ويكتسبوا الخبرات والمهارات ننساهم ونضيعهم ولا نعود نعرف عنهم شيئاً أليس في هذا هدر لكل قرش صرفناه ألم يكن الأجدر والأوجب أن نستفيد من كل واحد ممن أنفقت عليه الدولة من مال الشعب أن نستفيد منه في عمل يناسبه ويوازي إمكانياته وتفتش له عن العمل المناسب في المكان المناسب أليس غريباً أن نسأل الشخص أن يفتش هو والدولة تنساه وأن يذهب هو إليها والدولة تعرض عنه أليس هذا هو الهدر بأوسع معانيه وأكبر مساحاته ولماذا لا نسأل أنفسنا أن نعيد في ذلك كل حساباتنا .
واحد من هؤلاء التقيت به وقد عاد صمم على العودة والرجوع وكان واحداً ممن يتولون إدارة مشاريع معلوماتية في الطب على مستوى العالم مع أكبر شركة برمجة للكمبيوتر في العالم مايكروسوفت وبيل غيتس وعندما عاد لم يسمع عنه أحد خبراته نحتاجها واختصاصه ينقصنا ولكنه يرفض الاغتراب ومن جديد لم تعد تستهويه كلمة مغترب ينفر من الهجرة ومن أن يكون مهاجراً قد ولد في وطن فيه آباؤه وأجداده وأصدقاؤه يعرف حارات مدينته شبراً شبراً وجغرافيتها محفورة في ذاكرته وناسها يسكنون عقله وذكرياته فيلم سينما شغال في عقله أربع وعشرين على أربع وعشرين هاهو عاد ورجع وبعد عام لم يجد من يقول له مرحباً عندما كان هناك كانت كل وزارة المغتربين تدعوه للعودة وعندما عاد .... ما عاد أحد يعرف أحداً فوزارة المغتربين للمغتربين في المهاجر وهو الآن ليس مغترباً في الوطن وظن أن كل وزارات الدولة أصبحت هي المعنية بأمره المهتمة بشأنه ولكن لا تندهي ما في حدا ولأنه يحمل اختصاصاً نادراً فقرر أن يتابع عمله في دمشق ولكن لمن يطلب خبرته من الخارج وعجبت أنه اجتمع بوزير الصحة في بريطانيا وهو يسهم في وضع برامج معلوماتية طبية لمشافيهم ومراكزهم الطبية ومع الأردن في أمر كهذا بل ومع بلد في أمريكا اللاتينية عندما سألته تقابل وزيراً بريطانياً ولا تقابل وزيراً سورياً استحى من الجواب واكتفى بابتسامة خجولة فيها حياء ... وعتاب .
ثروة النفط في وقت ستنضب والثروة البشرية هي التي تبقى وتكبر وتزداد وبها نقوى فلنحذر لنحذر لنحذر أن تنضب هي أيضاً..........
الثروة الحقيقية التي نملكها هي الثروة البشرية هذه حقيقة نعرفها جيداً لكننا لم نستطع أن نتعامل معها كما نتعامل مع أية ثروة مادية كم من الملايين ننفق ونحن نستكشف بئر نفط محتمل , منطقة في باطنه بترول آلاف الصفحات من دفاتر الشروط والمواصفات والمناقصات والعقود والمباحثات والمفاوضات حتى يحصل ونتفق مع شركة تسبر وتبحث وتنقب في أعماق الأرض عن بئر نفط محتمل وقد تمضي شهور وسنوات ونحن نبحث وننقب وعندما تزف إلينا الأخبار عن اكتشاف بئر فالفرحة عارمة لا توصف فهذا البئر المكتشف أضاف إلى ثروتنا الوطنية أرقاماً جديدة وازداد دخلنا القومي فمليارات الليرات ستصب في تمويل خططنا الخمسية والتنموية ويصبح هذا الخبر مانشيتات عريضة في الصحف وتحقيقات وريبورتاجات مفصلة في الجرائد والمجلات بل خبراً عاجلاً في نشرات أخبار الإذاعة والتلفزيون .
النفط ثروة حقيقية نفرح به ونقوى بما سيدره علينا من أموال فأسعاره تلتهب وترتفع وهو في صعود طالما مستقبل العالم كله على كف عفريت لأن قرن ثور واحد يحمله فإذا مال مالت الأرض وإذا اهتز اهتزت الدنيا وهذه حال لن تتغير كما يبدو إلى أجل مسمى طالما موازين السياسة تتحكم في حركتها قوى غير مستقرة ولكن الصورة المحزنة المضحكة المبكية أننا نملك ما هو أغلى من كل حقول النفط وأثمن من كل آبار البترول ... وأعز من الماس والذهب والفضة .. إننا نملك الإنسان القوي الواثق المتوازن المخلص المندفع المتعلم المتجذر في هذه الأرض المشرش في تربتها لا يهوى إلا هواها ولا يرضى بغير سماها هذا الإنسان هو الثروة الحقيقية لأنه حتى بوجود الماس والذهب والفضة والنفط فكلها ثروات لغيرنا وليست لنا إن استثمرها غير أبنائها ونحن والحمد لله استطعنا أن نجعل من هذه الثروة مصدراً مهماً من مصادر دخلنا ولكنه وفي كل العالم آيل إلى النضوب ففي النفط بعد كل فوران همود وبعد كل حركة سكون وبعد كل قطف قحط أما الإنسان عندنا فهو يتزايد عدداً ويكبر كماً ونوعاً أعداد السكان في تزايد وتعليمهم يكبر وثقافتهم تتسع وهذه هي المدارس والمعاهد والجامعات ت ضم كل سنة مئات الآلاف من دفعات جديدة تريد أن تتعلم وفي يوم في شهر في سنة لن يبقى أمياً واحداً في هذا الوطن والأمية لن تكون فقط أمية القراءة والكتابة بل سنمحو الأمية في المعرفة والمعرفة في هذا العصر هي اللغات والكمبيوتر والمعلوماتية الموجع أننا نملك المتخصصين في كل مجالات العلوم والتكنولوجيا وهم في حالين إما أنهم في الداخل ومهشمين لا أحد يعرف عنهم ولا أحد سمع بهم ذنبهم أنهم لم يسوقوا أنفسهم وينتظرون بالدور وقد لا يأتي الدور أبداً وإما أنهم في الخارج وهم في أعلى المراكز والمواقع ويؤسسون ويديرون أنشطة ومرافق ومفاصل عمل دقيقة يحملون أعلى الشهادات وحصلوا على أهم الاختصاصات وهم متفوقون ومتميزون ولكنهم مهاجرون ومغتربون إما أنهم ذهبوا للدراسة والاختصاص ولم يرجعوا أو أنهم عادوا ثم غادروا من جديد .... هناك تستفيد منهم بلدان الاغتراب وبهم تلك البلدان تقوى ونحن نتفرج ونغازلهم عبر الفضائيات ونستضيفهم في ( على عيني ) ونتحدث بإعجاب عن إنجازاتهم وأعمالهم... ونودعهم على أبواب التلفزيون ومنها إلى المطار عائدين إلى أوطانهم الثانية...
يقدمون إليها عقولهم وخبراتهم ومنها يكسبون وفيها يعيشون .إن الهدر الحاصل من تضييع وتغييب الكفاءات فظيع جداً بكل المعايير والمقاييس أليس غريباً أن نطلب دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع نريد أن نقوم به لنعرف فيما إذا كان له قيمة إضافية وله منفعة وهو رابح ليس خاسر نفعل ذلك في المشاريع الاقتصادية والصناعية والسياحية والخدمية ونغض النظر عن المشروع إذا كانت النتائج سلبية لأنه لا أحد يرضى أن يخسر وعندما يكون الأمر يتعلق بالبشر فإننا ننفق من أجل تعليمهم وصحتهم وتقديم الخدمات لهم دون حدود ولكن بعد أن ينتهي تحصيلهم العلمي ويكتسبوا الخبرات والمهارات ننساهم ونضيعهم ولا نعود نعرف عنهم شيئاً أليس في هذا هدر لكل قرش صرفناه ألم يكن الأجدر والأوجب أن نستفيد من كل واحد ممن أنفقت عليه الدولة من مال الشعب أن نستفيد منه في عمل يناسبه ويوازي إمكانياته وتفتش له عن العمل المناسب في المكان المناسب أليس غريباً أن نسأل الشخص أن يفتش هو والدولة تنساه وأن يذهب هو إليها والدولة تعرض عنه أليس هذا هو الهدر بأوسع معانيه وأكبر مساحاته ولماذا لا نسأل أنفسنا أن نعيد في ذلك كل حساباتنا .
واحد من هؤلاء التقيت به وقد عاد صمم على العودة والرجوع وكان واحداً ممن يتولون إدارة مشاريع معلوماتية في الطب على مستوى العالم مع أكبر شركة برمجة للكمبيوتر في العالم مايكروسوفت وبيل غيتس وعندما عاد لم يسمع عنه أحد خبراته نحتاجها واختصاصه ينقصنا ولكنه يرفض الاغتراب ومن جديد لم تعد تستهويه كلمة مغترب ينفر من الهجرة ومن أن يكون مهاجراً قد ولد في وطن فيه آباؤه وأجداده وأصدقاؤه يعرف حارات مدينته شبراً شبراً وجغرافيتها محفورة في ذاكرته وناسها يسكنون عقله وذكرياته فيلم سينما شغال في عقله أربع وعشرين على أربع وعشرين هاهو عاد ورجع وبعد عام لم يجد من يقول له مرحباً عندما كان هناك كانت كل وزارة المغتربين تدعوه للعودة وعندما عاد .... ما عاد أحد يعرف أحداً فوزارة المغتربين للمغتربين في المهاجر وهو الآن ليس مغترباً في الوطن وظن أن كل وزارات الدولة أصبحت هي المعنية بأمره المهتمة بشأنه ولكن لا تندهي ما في حدا ولأنه يحمل اختصاصاً نادراً فقرر أن يتابع عمله في دمشق ولكن لمن يطلب خبرته من الخارج وعجبت أنه اجتمع بوزير الصحة في بريطانيا وهو يسهم في وضع برامج معلوماتية طبية لمشافيهم ومراكزهم الطبية ومع الأردن في أمر كهذا بل ومع بلد في أمريكا اللاتينية عندما سألته تقابل وزيراً بريطانياً ولا تقابل وزيراً سورياً استحى من الجواب واكتفى بابتسامة خجولة فيها حياء ... وعتاب .
ثروة النفط في وقت ستنضب والثروة البشرية هي التي تبقى وتكبر وتزداد وبها نقوى فلنحذر لنحذر لنحذر أن تنضب هي أيضاً..........
هناك تعليق واحد:
many syrian are succesfll in the west with expertise not available in syria actualy no work that can use their expertise in syria these people might be better of fo syria to use their influance to transfere tecnology to syria and imprve the basics in syria naim
إرسال تعليق