الخميس، ربيع الأول ٠٨، ١٤٢٧

هل نحن شعب بلا إرادة ..

هناك خلط لا أعرف إن كان مقصوداً أم فطرياً بين الولاء للوطن و الولاء للمصالح ....
وإن سألت أي سوري ماذا تعني لك سوريا سوف يجيب بجملة من الأشياء التي قد يجتهد أخر في وصف غيرها ويختلف جوابه إذا كنت بين الناس ولايعرفك وتعرفه وبين أن يكون لوحده وتعرفه معرفة جيدة و هذا لايمنعه من يلتفت يميناً ويساراً مخافة أن تسمعه"الحيطان"متحدثاً بصوت منخفض متردد "يشحط" الكلمة الخجولة ، وهذا مرده إلى ربط الوطن بمجموعة من القضايا والمصالح بحيث غاب مفهوم الوطن السوري مع تلك الأشياء ...
من السهل أن تملك الدول شعباً ، ولكن أي شعب هنا يبدأ السؤال وعند ما تتبعه الدول من سياسات يكمن الجواب ...
يقولون أننا في سوريا شعب بلا إرادة شعب يسيره حزب واحد منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، تمارس علينا كافة صنوف الإستبداد وما إلى ذلك...
لم نسمع إجابة شافية من مسؤول سوري ترد على تلك المزاعم بل ترك الحبل على الغارب مقتدين بالمثل القائل القافلة تسير والكلاب تعوي .....
فأصبح المواطن والمسؤول السوري ولو قال الحقيقة كاملة دون نقصان لايصدقه أحد ومشكوك باقواله على إعتبار أن هناك من يلقنه ويعلمه ، وإن تكلم ضد مايجري في الداخل أصبح خطيباً مفوهاً تفتح له الأبواب المغلقة ....
ففي غياب أهم ثلاث وزارت ترويجية للداخل وهي الأعلام والثقافة والسياحة على مدى عقود لم تعمل فيها تلك الوزارات بمايرضي الله والوطن ومن ثم المواطن برزت فجوة بين مايجري في الداخل ومايروج في الخارج فكثر الأوصياء وباتت الديمقراطية والحرية مطلب كل المؤتمرات والندوات التي تعقد بإسم الدفاع عن الشعب السوري الذي لاعلم له ولم يوكل أحداً للنطق بإسمه ...
هل نحن شعب بلا إرادة وهل لانملك قرارنا وهل وهل أسئلة كثيرة برسم إجابات معلقة على مشجب الظروف التي تحيط بسوريا ...
على الحكومة أن تعيد إحياء العلاقة بين الوطن والمواطن وأقول هنا "المواطن الذي كفل الدستور حقوقه" فبقدر مايعطى المواطن من حقوق يعطي أضعافاً مضاعفة لوطنه ... لا أن يتم تذكر المواطن فقط في الملمات كما جرت العادة ....
إن كنز سوريا هو مواطنها وبغياب فاعليته تضيع توصيافته للوطن ومدى ولائه ، ويصبح جوابه فضفاضاً بلا هوية وبلا ركائز يستند عليها ، فسوريا مرت بمنعطف ليس بالسهل أثر على مزاجية أفرادها فأصاب الكثير من الثوابت التي إرتكز عليها زلزال معنوي جعله يعيد حسابات آلاف المرات .... يجب أن ترتب الأوراق الداخلية السورية بدقة والعمل عليها بروح عالية من المسؤولية بعيداً عن المصالح الشخصية ، بحيث يشعر المواطن السوري أن مسؤوليه يحبون سوريا إذاً يحبونه........................
شام برس - بقلــم : خولـة غازي

ليست هناك تعليقات: