الخميس، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٥

إرفع علمك. علم كل السوريين

يعلن فريق الصحافة السورية الخاصة اليوم الأربعاء 9 تشرين الثاني 2005 في الساعة السابعة مساء في فندق مريديان دمشق عن مبادرة العلم الوطني، التي تهدف إلى الالتفاف حول الرمز الذي يجمع عليه السوريين تعزيزاً للشعور بالانتماء والمواطنة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به سورية. وتدعو المبادرة التي أطلقت تحت شعار " إرفع علمك. علم كل السوريين" إلى رفع العلم على شرفات المنازل، وفي حدائق الأبنية، وعلى طاولات المكاتب، وعلى الياقات، وعلى المدراس والجامعات والمحاكم والمصانع والمؤسسات الحكومية والأبنية الوطنية، "لتكون سورية خلال الأيام القادمة احتفالاً كبيراً بالعلم الوطني. احتفال يجمعنا ويوحدنا ويزيدنا منعة وقوة، ويزيد الوطن منعة وقوة." وجاء في نص المبادرة الذي أعلن في مؤتمر صحفي اليوم في دمشق دعوة لتكريم "علمنا الوطني، علمنا جميعنا، في أسبوع نسميه "أسبوع العلم" يبدأ من العيد الوطني، عيدنا جميعنا، في 17 ن يسان من كل عام." وطالب فريق الصحافة السورية الخاصة مجلس الشعب بالسعي لإصدار تشريع يسمى "قانون العلم الوطني" ووزع مسودة أولية لمشروع القانون، تتضمن قياسات العلم ونسبه، وأصول رفعه وتنكيسه، وأسبقيته. وقد دعا الفريق المؤسسات الإعلامية والجمعيات الأهلية والأفراد والمؤسسات الخاصة للمشاركة في هذه المبادرة.

وفريق الصحافة السورية الخاصة هو تجمع غير رسمي أعلن عنه في 19 تشرين الأول ويضم مجلة الاقتصاد والنقل، ومجلة Syria Today، ومجلة المال، ومجلة أبيض وأسود، وصحيفة قضايا إدارية، وصحيفة الرياضية، وصحيفة الرقميات، ومجلة شبابلك. ويهدف الفريق إلى إرساء قواعد لإقامة صناعة إعلامية حقيقة في سورية تخدم التنمية وعملية الإصلاح. وقد أعلن الشهر الماضي عن مبادرة لمجابهة تأثير الإعلام الخارجي وافتراءاته على الوضع الداخلي السوري.

كلمة السيد الرئيس : مقطتفات

"القرار 1636 لم يبن على التقرير والتقرير لم يبن على التحقيق والتحقيق لم يبن على مقتل الحريري"

"مستعدون للتعاون ولن نسمح بأن يكون هناك أي إجراء يمس بأمن سوريا ولن نذهب لقتل أنفسنا .. سنعيش هنا ونموت هنا"

"الشعب السوري طيب ومؤمن و لن يكون الرئيس بشار هو من يخفض رأسه ورأس شعبه وبلده لأي أحد في هذا العالم"

"سنتعامل مع الحالات الغير وطنية بشكل حازم لأنها في الأزمات تؤدي للتشويش ونطوقها بهدف تعزيز الوحدة الوطنية "


بدأ الرئيس بشار الأسد حديثه : سألوني لماذا أنت شاحب هل بسبب الضغوط؟ قلت: لا لأني مصاب بوعكة صحية فالضغوط السياسية تجعلنا أكثر وحدة وأكثر حيوية..

"لو كان هناك مساومة على لبنان والانتفاضة واستقلال العراق لما كان لنا أية مشكلة مع هؤلاء ولو أخطأت سوريا لما هاجموها"..

"أنا سأخاطب بصيغة هم وهؤلاء وأنتم تعرفونهم" ..

" الطريقة التي يتعاملون بها معنا يدل" على احتقار كبير كأننا غير موجودون كأن سوريا عبارة عن مزرعة، ما هي الإصلاحات التي يبحثون عنها الإصلاح السياسي هم يريدون أن تفلت البلد وتصبح بلا ضوبط كي يبتزوا البلد" ...

"يجب أن يعرفوا حقيقتنا خاصة في سوريا إننا دولة لا تتنازل عن الاستقلال ولا عن القرار الحر"..
"العامل الإسرائيلي كان حاضر حضورا مريبا في كل هذه الأحداث وإسرائيل كانت أكبر الفاعلين والمستفيدين فيها"..

"الفوضى السياسية والأمنية التي تسود الساحة العراقية خطر كبير فكلما ازدادت الفوضى ازدادت معها الفتنة الداخلية"..
"عروبة العراق شأن عربي وإقليمي بمقدار ما هو عراقي وبخاصة الدول المجاورة للعراق"...

"عملت جهات دولية وإقليمية وعربية ومحلية على تشويش سياسية سوريا تجاه العراق.. ونحن لم ندعم العمليات في العراق وندين العمليات الارهابية ضد العراقيين" ...

"نقول للشعب العراقي بوضوح ندين أية عملية إرهابية تحصل لأي مواطن، دم أي مواطن عراقي هو كدم أي مواطن سوريا، وسنعمل على حفظ دمه وشرفة"..

" لسوريا مصلحة بمعزل عن المطالب الأمريكية بأن نضبط الحدود مع العراق ولكن التعاون بحاجة إلى طرفين ولا بد من التعاون من قبل الأمريكيين أو العراقيين ونحن منفتحون للتعاون مع الأخوة العراقيين سواء لضبط الحدود أو لما بعد الحدود كالتعاون في الأمور الأمنية وغيرها"....
"سوريا لا تهمل حدودها المشكلة هي قوات الاحتلال في العراق ومن غير المعقول أن يلقوا اللوم على أنفسهم والأسهل هو إلقاء اللوم على سوريا نكرر الدعوة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزارء العراقي ابراهيم الجعفري لزيارة سوريا" ..

"أعلنا في مناسبات مختلفة أن سوريا توافق على ما يوافق عليه الأخوة الفلسطينيون ، أرادت قوى أخرى تصفية حساباته مع سوريا من خلال لبنان متخذة منه محطة للتآمر على سوريا"

"كان مطلوب من سوريا العمل على نزع أسلحة المقاومة في لبنان مقابل بعض المكاسب وكان المطلوب من سوريا أن تجد حل لسلاح حزب الله .. وقلنا بالنسبة لنا نترك لكم لنرى كيف تتعاملون مع الوضع اللبناني بشكل عام؟"
"بعد اغتيال الحريري حدث انقلاب جذري على سوريا من قبل بعض اللبنانيين"..
"كنا نسمع هجوم على سوريا تحت عنوان عهد الوصاية السورية بمعزل عن نكران الجميل وقلة الأخلاق تجاه هذه المصطلحات للتضحيات التي وجهتها سوريا.. من هو الابن البار لعهد الوصاية هو الحريري هو الذي سوق له ودافع عنه .. فلماذا يشتموا الحريري؟ وبنفس الوقت بدء تيار المستقبل يتهم سوريا باغتيال الحريري وبرؤوا إسرائيل .. فلماذا يخونون الحريري.. الحقيقة أن أغلبهم تجار دم وبورصة لها سعر "..

"تدويل الأزمة في لبنان كان يهدف إلى نقل لبنان باتجاه إسرائيل ، سنبقى نتعاون مع القرارات والهيئات الدولية انطلاقا من ثقتنا بأنفسنا ، نقول للبنانيين إنه لا يمكننا التعامل مع مسؤولين في الدولة معادين لنا "..
"ننتظر بعين الحذر لما يجري في لبنان ... زعماء الوصاية الأجنبية فلا يقوون إلا بقوة أسيادهم لذلك فهم ضعفاء ويحركون عن بعد"..

"ما يحصل الآن لا علاقة له باغتيال الحريري .. والسبب هم يبحثون عن حقيقة مزيفة"..

"نخوض حربا على مراحل ونحن ندفع ثمن فشل غزو العراق.. كل هذه الأمور عبارة عن مراحل " ( أشرب الكثير من الماء من أجل سهولة الكلام)...
"التقرير يتحدث عن أشخاص سوريين وكل من له علاقة بهم كل من كان مع سوريا وغير موقفه أصبح بريئا بقدرة قادرة " ..

"الإيجابي في التقرير أنه ثبت البراءة لنا في الجريمة والقضية سياسية.. فكنا نشك أن هناك خلل سوريا وثبت بعض التقريري هم فهموا قولي أنه سيكون خائن فهما خاطئ"..

"لم تعد القضية جنائيا المشكلة فقط سياسية من سياق الأحداث والدليل قبل التقرير عندما طرح موضوع الشاهد المزور لأننا نبحث عن شاهد مزور عندما لا نجد دليل فهو بدليل عن الحقيقة"..

"التقرير والشاهد المزور ثبتوا براءة سوريا والقرارات والتقارير جزء من الديناميكية السياسية التي تستهدف سوريا .. بعد عودة اللجنة إلى لبنان شكلنا لجنتنا وأرسلنا دعوة إليها فرفضوا ..رفض ميليس دعوة اللجنة الأخيرة لوضع الأسس القانونية للشهود" ..

"سيكون النتيجة بعد شهر أن سوريا لن تتعاون ولا يجوز أن نخاف المهم أن نقوم بواجبنا .. طرحنا أن تتم التحقيقات في الجامعة العربية لكنهم رفضوا"..

"مستعدون للتعاون ولكن في إطار يؤدي إلى كشف ملابسات الجريمة ولن نسمح بأن يكون هناك أي إجراء يمس بأمن سوريا ولن نذهب لقتل أنفسنا .. سنعيش هنا ونموت هنا"..
"ندعم الشرعية الدولية ولكن ليس على حساب التزاماتنا الوطنية"..

"قلت للأمريكيين إذا كان لديكم صفقات فتفضلوا واعرضوها علي وإن وافق الشعب سأوافق ولا توجد مشكلة..عندما نصمد من البداية فنستطيع أن نصمد ونحاور وننتصر في النهاية"..

"عصر الوصايات انتهى .. المنطقة أما خيارين إما المقاومة والصمود وإما الفوضى"..

"الشعب السوري طيب ومؤمن ولن يكون الرئيس بشار هو من يخفض رأسه لأي أحد في هذا العالم ولا رأس شعبه ولا وطنه نحن ننحن لله سبحانه وتعالى فقط"..

"ما لم يأخذوه بالضغط الخارجي لن يأخذوه بالضغط الداخلي "..
"الهدف النهائي للهجوم الإعلامي هو أن نصاب بالخوف والهلع ونحقق الهزيمة المجانية من دون معركة"..

"على الرغم من الأوضاع الصعبة مستمرون في خططنا التنموية وعملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والتنموي وتوسيع دائرة المحاسبة لتشمل كل المسيئين.. وهذا يدفعنا لتركيز اعتمادنا على أنفسنا والاستفاد من كل القوى المخلصة"..

"قانون الأحزاب سيأخذ وقتا طويلا لحساسية هذا الموضوع"
"موضوع الإحصاء 1962 تم حل الموضوع منذ عام 2002 عندما زرت مدينة الحسكة وقلت لهم أنه لا يوجد أحد ضد حل هذا الموضوع اعتقدنا أن أحداث القامشلي كبيرة ولكنها كانت مشكلة عرضية وصغيرة"..

"من يرتفع صوته ضمن أسس وطنية يجب أن يرتفع من البيت الداخلي وليس بالتوازي مع الخارج"..

"سنتعامل مع الحالات الغير وطنية بشكل حازم لأنها في الأزمات تؤدي للتشويش ونطوقها بهدف تعزيز الوحدة الوطنية "

"إذا كان هناك من دع للقلق فلا داع للخوف الذي يدفعونا باتجاه لتحقيق الهزيمة المجانية "

"ثقوا بمصداقية موقف وطنكم، ثقوا أن اللحمة عندما تكون متينة بين الشعب وقاده فإنها ستحيط الوطن بسوار من المناعة في وجه الصعاب والتحديات وستسقط عند أعتابه أوهام الآخرين ومؤامراتهم واللحمة ستبقى بعون الله كما هو عهدها دائما، وهذا البلد محمي من شعبه ودولته وهذا البلد كما نقول بالعامية وهي محببة لدى الجميع" سوريا الله حاميها"..

الثلاثاء، نوفمبر ٠٨، ٢٠٠٥

السيد الرئيس يلقى كلمة سياسية شاملة بعد غد الخميس

يلقى السيد الرئيس/بشار الاسد/ بعد غد الخميس كلمة سياسية شاملة يتناول سيادته فيها قضايا الساعة والمواضيع السياسية الراهنة وجوانب الوضع الداخلى.
ومن المتوقع ان يوضح السيد الرئيس الاسد لشعبه الموقف الحالي الذي تتعرض له سوريا، وان يقوم بعرض عدد من الاجراءات والقرارات الهامة على الصعيد الخارجي وعلى صعيد الوضع الداخلي والمتعلقة بخطوات هامة على صعيد الاصلاح بمختلف جوانبه وبتطوير الحياة السياسية.
وتأتي هذه الكلمة في مرحلة هامة ومفصلية من تاريخ سوريا الحديث. ونحن نثق بأن السيد الرئيس قادر على إيجاد واتخاذ القرارات الضرورية والجريئة القادرة على نقل سورية من موقع المهدده إلى بر الأمان. وإلى إعادة الحراك الفعال لقوى المجتمع السوري لتسريع تطوير هذا البلد العزيز بمشاركة الجميع.

قانون للأحزاب في وطن يتسع للجميع

الأفضل ان نبدأ وألا نتردد، فقد حان الوقت منذ مدة لطرح مشروع قانون للاحزاب السياسية للنقاش العام واستخلاص حصيلة هذا النقاش في بلورة قانون عصري يؤطر للاحزاب السياسية في سورية.
ففي اجتماعها الاخير اقرت اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي طرح المشروع في وسائل الاعلام المختلفة للنقاش العام، وكان احد القرارات البارزة المؤتمر القطري العاشر للحزب هو اصدار قانون للاحزاب السياسية، وقامت القيادة المركزية للجبهة الوطنية بمناقشة عدد من الصيغ تصلح قاعدة للحوار والنقاش والشعبي ومنطلقا لتبادل الافكار بين مختلف القوى الاجتماعية والمهنية والسياسية وقد تشكل اطارا عاما يتم استكماله واغناؤه بآراء الفعاليات الاقتصادية والثقافية والنخب الفكرية وجميع اطياف المجتمع. ‏
ان احد اهم الاهداف للقانون المطروح هو تطوير صيغة التعددية السياسية في سورية، هذه الصيغة التي ظلت محصورة لمدة تزيد على الثلاثة عقود من الزمن في اطار الجبهة الوطنية التقدمية التي تنضوي تحت الميثاق المعروف للجبهة الذي تم الاتفاق عليه منذ بداية السبعينيات ولم تطرأ عليه اية تعديلات تذكر في الجوهر،رغم الاجتماعات العديدة والمؤتمرات السنوية التي عقدتها احزاب الجبهة من اجل تطوير ‏ العمل الجبهوي وتفعيله وظل الحراك السياسي في سورية دون المستوى المطلوب والفاعل. ‏
وإذا كانت التوجهات السابقة قد ركزت على اولوية الاصلاح الاقتصادي مع اعطاء جرعات قليلة للاصلاح السياسي، فإن ما يظهر في الافق الوطني السوري الآن هو ضرورة المبادرة لخلق مناخ عام يشجع الحراك السياسي على قاعدة المشاركة الواسعة للحوار الوطني لرسم مستقبل سورية وتعزيزخياراتها السياسية والوطنية والقومية في التغيير الديمقراطي والتحولات الاقتصادية والعلمية والثقافية. ‏
وتنبع هذه الضرورة من ان جميع الخيارات لايمكن ان تأخذ ابعادها دون تفعيل الحياة السياسية داخل البلاد بعيدا عن النمطية والركود والقوالب الموحدة الجامدة، فلايمكن ان نتصور تقدما حقيقيا في التوجهات الاقتصادية الجديدة دون منافسة وسباق جاد لتقديم الافضل والاحسن على خلفية اطلاق المبادرات الابداعية، كما لايمكن ان نتصور تطويرا ولاتطورا في الحياة الاجتماعية والثقافية وتسريع وتائر التنمية دون مشاركة وطنية تتسع للجميع وتقدم فرصا لجميع افراد المجتمع دون استثناء وهذا لايحصل بل يبقى قاصرا جدا اذا لم يتمتع بالحيوية السياسية التي تنهض بتكوينها بصورة اساسية في المجتمع الاحزاب السياسية المتعددة والمختلفة في الآراء والنظرات ولكنها تبقى مؤتلفة تحت السقف الوطني ولاتخرج عن دائرة الوحدة الوطنية للشعب والبلاد. ‏
لقد اجتمعت الصيغ المطروحة للنقاش حول قانون جديد للاحزاب السياسية على امرين جوهريين، الاول ألا يرخص للاحزاب الدينية والثاني ألا يرخص للأحزاب العرقية وفق هذا القانون وماعدا ذلك مفتوح لكل انواع الحوار والنقاش من حذف واضافة وتعديل والغاء، وقد يكون هنالك من يعترض على هذين الاساسين، ولكن السوريين في غالبيتهم العظمى يرفضون التقوقع في اطار النظرة الدينية او المذهبية او الطائفية الضيقة ويستنكرون على انفسهم العيش في الدائرة العرقية او الاقليمية او العشائرية المحدودة، وتاريخهم المديد وثقافتهم وتراثهم وحتى تقاليدهم قد تجاوزت منذ زمن بعيد هذه المحددات التي تشدهم الى الوراء وتلغي اسباب تفاعلهم الحيوي ‏
ومشاركتهم الرحبة في بناء وطنهم الذي كان ومازال يتسع للجميع في العمل والأمل والأخذ والعطاء. ‏
وعندما يتم طرح مشروع قانون للأحزاب السياسية تمهيداً لإصداره وإصدار قانون جديد للانتخابات فهذا يعني ليس فقط تطويراً لصيغة التعددية السياسية في سورية بل تأكيداً على أن هذه الصيغة المعمول بها حالياً قد استنفذت ولم تعد كافية أو قادرة على تلبية متطلبات المرحلة الراهنة والمقبلة وما تحمله من تطورات متسارعة. ‏
ولا نبالغ إذا قلنا إن طرح مسودة القانون الخاص بتأسيس الأحزاب السياسية للنقاش العام الشعبي والجماهيري فرصة نادرة لانضاج تجربة سورية خاصة في ممارسة حرية التعبير وحرية الرأي بكل ماتحمله هذه التجربة من اتساع الصدور للرأي والرأي الآخر واحترام آراء الجميع وأفكارهم والتقاط أكثر التوجهات التصاقاً بالواقع وقابلية للتحقيق وقرباً من مصالح المواطنين على مختلف مواقعهم. ولايفوتنا أن ننوه إلى إشارة طالما كانت تتكرر في كل ندوة أو ملتقى أننا في سورية بحاجة إلى تنمية ثقافة الحوار وتعزيز روح المشاركة في الرأي وتلاقح الأفكار المتناقضة والمختلفة وتكريس حق الاختلاف وقبول الرأي المخالف وهذا الأمر يتصل بحالة عامة سادت طويلاً وهي أن ثقافة «المونولوج» أي الواحدية في الرأي كانت طاغية على ماعدا ها ولقد حان الوقت أن نهجر هذه الثقافة ونعد العدة لأصوات حوارية قوية تضاهي حضور الأصوات التي تتزاحم في فضائيات اليوم، وعندما نقول فرصة نادرة فهذا يعني أن التقصير مرفوض في فتح أبواب الحوار والنقاش على مصاريعها أمام كل الآراء ومن كل الاتجاهات حول قانون الأحزاب كما يعني إتاحة كل وسائل الإعلام لخدمة هذا الهدف كبداية لاستحقاقات قادمة في فضاء وطني يتسع لأفكار الجميع ورؤى الجميع في تعزيز منعة سورية وكرامة ابنائها .
د . تركي صقر : تشرين 8/11/2005

أعداء الإصلاح..

هؤلاء الذين يعطلون الإصلاح ويمنعونك من استمرار الاهتمام بالشأن الداخلي هم ألد أعداء الإصلاح.

الذي يحدث.. ‏

أن الشأن الخارجي وبكل تداعياته الخطرة يسبب تناقص الاهتمام بحجم الإصلاح الداخلي. ‏ لهذا فإن الرد العملي أن نمارس توجهنا للإصلاح بكل التسارع المطلوب لمرحلة نحتاج فيها لنكون في أفضل حالاتنا. ‏ وربما الآن أصبحنا أكثر قناعة بأن البطء في الإصلاح ليس هو الطريق المثالي للوصول إليه. ‏

وإن إصلاحاً سريعاً مع وجود أخطاء وآلية تصحيح ذاتية خير من إصلاح بطيء مع احتمال ألا يكون بلا أخطاء. وتبدو القطاعات التي تحتاج الى إصلاح كثيرة ومتعددة.. وخاصة أننا بدأنا في معظمها خطوات مهمة ورئيسية. ‏ وإن إكمال مهمة الإصلاح لا تقع فقط على الحكومة بل أيضاً تحتاج الى إصلاح علاقة المواطن مع المفاهيم العامة لعلاقته مع المواطنة والعمل، والفعالية الفردية ومبدأ المشاركة وغيرها من العناوين التي تؤسس لنمط مختلف في علاقة (الوطن والمواطن). ‏
ومن هنا فإن المبادرات الخاصة سواء صدرت من أفراد أو مؤسسات خاصة إنما تشكل إطاراً جيداً وجديداً لإعطاء دفعة قوية للإصلاح، بمعنى آخر: ‏
نحتاج في هذه الفترة الى نوع خاص من المبادرات التي تصب في مصلحة الإصلاح العام. ‏
فكل منا لديه مايعطيعه، وإن الاكتفاء «بتحليل الأوضاع» دون المشاركة في إصلاحها ليس أمراً مفيداً لأحد. ‏
وحسب ماأعلم فثمة مبادرات خاصة قيد التحضير في أكثر من قطاع.. هدفها الرئيسي الإعلان وبشكل صريح عن أننا شركاء في الوطن وأن معرفة «الواجبات والحقوق» هما الأساس الذي ننطلق منه للأمام.. ‏
وأقول الواجبات قبل الحقوق.. لأن البعض تستهويه لعبة الحصول على الحقوق دون الاهتمام بالواجبات. ‏

‏ بقلم : عبد الفتاح العوض تشرين