حدث و سرقت امرأة من الطبقة العليا في مدينة رسول الله, لم يستطع الناس تصديق أن الحد سيطبق على هذه المرأة كما سيطبق على غيرها فأبوها فلان و أسرتها شريفة.
فتوسط الناس عند أسامة بن زيد أحب الناس لقلب رسول الله ليغفر للمرأة أو يخفف العقاب, فكلم رسول الله )الذي لم تفارق الابتسامة وجهه( فحمر وجهه الشريف و غضب و لم يكن يغضب إلا لله و قال "حتى أنت يا أسامة" و قام و خطب في الناس و قال:
"إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. أما و الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
عبارة هلكوا ليس معناها هنا (كما أعتقد و الله أعلم) ماتوا بل أن المجتمع أصبح ميتا. فهذا المجتمع يسوده قانون الغاب فالقوي يأكل الضعيف و الضعيف يتهيأ الفرصة ليصبح قويا ليأكل الضعيف, مجتمع يسوده الحسد و سوء الظن في الناس و فقدان الثقة و الكذب و النفاق و ...
كل هذه الصفات تنطبق على معظم مجتمعنا و بامتياز
هل يتم تطبيق القانون في بلدنا على الجميع؟؟ إن الذي يقول هذا هو واحد من اثنين فإما أن يكون من المريخ عندها أنصحه أن يقطع إجازته و يزور كوكب الأرض لأيام أو أن يكون منافقا أو مزمارا في يد أحد.
الكثير من المسؤوليين يطلبون منا أن نصبر على سوء المعيشة للمؤامرات التي تحاك لنا في الخارج. حسنا سأصبر و لكن إذا صبرتم أنتم أولا
ما معنى أن لا أستطيع شراء سيارة و إذا استطعت تكون من أسوء ما صنع البشر أما أنتم فتسرقون من قوت أولادنا لتشتروا سيارات من افخر الأنواع و توزعوها على أولادكم المناضلين!!
ما معنى أن نكابد من أجل لقمة العيش و أنتم تسرحون و تمرحون في هذا العالم فأنتم رواد باريس و لندن و مدريد و الشعب الذي تناضلون باسمه يذل ويهان!!
ما معنى أن يستثمر أحد رؤساء وزرائنا مليار ليرة من ثروته المتواضعة؟ هل أتيت من أجل رفع معيشة شعبنا أم من أجل رفع معيشتك؟
أنا حتى لا أشكك بمنبع ثروتك و الكلام لجميع المسؤوليين فالتوفيق من الله و إلا كيف يمكن لكل واحد منكم أن يربح جائزة اليانصيب الكبرى عشر مرات متتالية! يا سبحان الله
و لكني أستدل بهذه القصة.
عرض على عبد الملك بن مروان والياً قد قبل هدية فقال له أنت إما مرتشي أو مغفل لأنك أثرت الشبهة حولك و نحن ليس لنا حاجة لمرتش أو مغفل
حذر ابن خلدون في مقدمته الرائعة أهل السياسة من أن يعملوا في التجارة لأن هذا سيؤدي لفساد البلاد و الاقتصاد. فماذا سيقول ابن خلدون عندما يشاهد معظم المسؤوليين و لهم شركاتهم و معاملهم و مطاعمهم؟؟
كيف لنا أن ننادي بالإصلاح و دعاة الإصلاح هم أكثر الناس قتلا للإصلاح. كم شعرت بالغيظ عندما نادى أحد رؤساء مجلس الشعب السابقين بضرورة الإصلاح و أننا ارتكبنا في الماضي أخطاء.
لا يمكن الانطلاق بالإصلاح دون وجود أناس أكفاء وطنيين شرفاء. حتى و إن توافر هؤلاء الأشخاص كيف للشعب أن يثق فيهم, فعقود الفساد قتلت أي ثقة لدى الشعب في أي مسؤول كان. لذلك لا بد من الشفافية المالية الكاملة لجميع المسؤوليين و وجود قضاء مستقل غير خاضع لأي سلطة كانت و إنشاء منظمات أهلية لمراقبة التزام الجميع بالقانون و وجود صحافة تكون حرة في تعرية المسؤوليين الفاسدين و ذكره بالاسم.
دون هذه الأمور الأساسية أي دعوة للإصلاح هي دعوة خاوية مصيرها الهلاك.
أقول للذين يقولون إن سوريا تقدمت و أصلحت في السنوات الأخيرة أتفق معكم ولكن أنظروا إلى الصورة كاملة.
السلحفاة إذا سارت في صحراء قاحلة نقول أنها تمشي و سرعتها 50 م /ساعة ولكن إذا و جد مع السلحفاة ظبي أو غزال يسير بسرعة 50 كم/ساعة فان سرعة السلحفاة تهمل لصغرها.
تماما كما كنا نهمل مقاومة الهواء في مسائل الفيزياء.
لو كنا وحدنا في هذا العالم فسرعتنا مناسبة و لكن و نحن نعيش في عالم تطير فيه صواريخ الفضاء بسرعة 30 كم/ثا (مئة ألف كم/ساعة) فان سرعتنا تهمل لصغرها
أختم بقصة لها عبرة
عندما فتح المسلمون فارس و غنموا كنوز كسرى (كنوز ثاني أكبر قوة اقتصادية في العلم) أرسلوا هذه الكنوز مع بعض الجنود إلى الخليفة عمر بن الخطاب في المدينة المنورة التي تبعد حولي ألفي كم فلما وصل الجنود وضعوا الغنائم في مسجد النبي جاء الخليفة و جد الكنوز بأدق التفاصيل و جد الخاتم و القرط إضافة للنفائس فقال: "إن قوما أدووا هذا لأمناء"
فرد عليه علي بن أبي طالب: "عدلت فأمن الناس و لو رتعت لرتعوا"
تخيلوا ماذا سيحصل لو أن أحد الضباط السوريين كلف بنقل الكنوز ماذا كان سيحصل لتلك الكنوز.
هذا و أعيد التأكيد أني لا أعمم لدينا مسؤولين شرفاء كرماء و لدينا ضباط أحرار و لكن الفئة الباغية غطت على الفئة الصالحة.
عبد الله
فتوسط الناس عند أسامة بن زيد أحب الناس لقلب رسول الله ليغفر للمرأة أو يخفف العقاب, فكلم رسول الله )الذي لم تفارق الابتسامة وجهه( فحمر وجهه الشريف و غضب و لم يكن يغضب إلا لله و قال "حتى أنت يا أسامة" و قام و خطب في الناس و قال:
"إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. أما و الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
عبارة هلكوا ليس معناها هنا (كما أعتقد و الله أعلم) ماتوا بل أن المجتمع أصبح ميتا. فهذا المجتمع يسوده قانون الغاب فالقوي يأكل الضعيف و الضعيف يتهيأ الفرصة ليصبح قويا ليأكل الضعيف, مجتمع يسوده الحسد و سوء الظن في الناس و فقدان الثقة و الكذب و النفاق و ...
كل هذه الصفات تنطبق على معظم مجتمعنا و بامتياز
هل يتم تطبيق القانون في بلدنا على الجميع؟؟ إن الذي يقول هذا هو واحد من اثنين فإما أن يكون من المريخ عندها أنصحه أن يقطع إجازته و يزور كوكب الأرض لأيام أو أن يكون منافقا أو مزمارا في يد أحد.
الكثير من المسؤوليين يطلبون منا أن نصبر على سوء المعيشة للمؤامرات التي تحاك لنا في الخارج. حسنا سأصبر و لكن إذا صبرتم أنتم أولا
ما معنى أن لا أستطيع شراء سيارة و إذا استطعت تكون من أسوء ما صنع البشر أما أنتم فتسرقون من قوت أولادنا لتشتروا سيارات من افخر الأنواع و توزعوها على أولادكم المناضلين!!
ما معنى أن نكابد من أجل لقمة العيش و أنتم تسرحون و تمرحون في هذا العالم فأنتم رواد باريس و لندن و مدريد و الشعب الذي تناضلون باسمه يذل ويهان!!
ما معنى أن يستثمر أحد رؤساء وزرائنا مليار ليرة من ثروته المتواضعة؟ هل أتيت من أجل رفع معيشة شعبنا أم من أجل رفع معيشتك؟
أنا حتى لا أشكك بمنبع ثروتك و الكلام لجميع المسؤوليين فالتوفيق من الله و إلا كيف يمكن لكل واحد منكم أن يربح جائزة اليانصيب الكبرى عشر مرات متتالية! يا سبحان الله
و لكني أستدل بهذه القصة.
عرض على عبد الملك بن مروان والياً قد قبل هدية فقال له أنت إما مرتشي أو مغفل لأنك أثرت الشبهة حولك و نحن ليس لنا حاجة لمرتش أو مغفل
حذر ابن خلدون في مقدمته الرائعة أهل السياسة من أن يعملوا في التجارة لأن هذا سيؤدي لفساد البلاد و الاقتصاد. فماذا سيقول ابن خلدون عندما يشاهد معظم المسؤوليين و لهم شركاتهم و معاملهم و مطاعمهم؟؟
كيف لنا أن ننادي بالإصلاح و دعاة الإصلاح هم أكثر الناس قتلا للإصلاح. كم شعرت بالغيظ عندما نادى أحد رؤساء مجلس الشعب السابقين بضرورة الإصلاح و أننا ارتكبنا في الماضي أخطاء.
لا يمكن الانطلاق بالإصلاح دون وجود أناس أكفاء وطنيين شرفاء. حتى و إن توافر هؤلاء الأشخاص كيف للشعب أن يثق فيهم, فعقود الفساد قتلت أي ثقة لدى الشعب في أي مسؤول كان. لذلك لا بد من الشفافية المالية الكاملة لجميع المسؤوليين و وجود قضاء مستقل غير خاضع لأي سلطة كانت و إنشاء منظمات أهلية لمراقبة التزام الجميع بالقانون و وجود صحافة تكون حرة في تعرية المسؤوليين الفاسدين و ذكره بالاسم.
دون هذه الأمور الأساسية أي دعوة للإصلاح هي دعوة خاوية مصيرها الهلاك.
أقول للذين يقولون إن سوريا تقدمت و أصلحت في السنوات الأخيرة أتفق معكم ولكن أنظروا إلى الصورة كاملة.
السلحفاة إذا سارت في صحراء قاحلة نقول أنها تمشي و سرعتها 50 م /ساعة ولكن إذا و جد مع السلحفاة ظبي أو غزال يسير بسرعة 50 كم/ساعة فان سرعة السلحفاة تهمل لصغرها.
تماما كما كنا نهمل مقاومة الهواء في مسائل الفيزياء.
لو كنا وحدنا في هذا العالم فسرعتنا مناسبة و لكن و نحن نعيش في عالم تطير فيه صواريخ الفضاء بسرعة 30 كم/ثا (مئة ألف كم/ساعة) فان سرعتنا تهمل لصغرها
أختم بقصة لها عبرة
عندما فتح المسلمون فارس و غنموا كنوز كسرى (كنوز ثاني أكبر قوة اقتصادية في العلم) أرسلوا هذه الكنوز مع بعض الجنود إلى الخليفة عمر بن الخطاب في المدينة المنورة التي تبعد حولي ألفي كم فلما وصل الجنود وضعوا الغنائم في مسجد النبي جاء الخليفة و جد الكنوز بأدق التفاصيل و جد الخاتم و القرط إضافة للنفائس فقال: "إن قوما أدووا هذا لأمناء"
فرد عليه علي بن أبي طالب: "عدلت فأمن الناس و لو رتعت لرتعوا"
تخيلوا ماذا سيحصل لو أن أحد الضباط السوريين كلف بنقل الكنوز ماذا كان سيحصل لتلك الكنوز.
هذا و أعيد التأكيد أني لا أعمم لدينا مسؤولين شرفاء كرماء و لدينا ضباط أحرار و لكن الفئة الباغية غطت على الفئة الصالحة.
عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق