الأحد، سبتمبر ١٨، ٢٠٠٥

أبحث عنك يا بلــدي

في كل يوم تشرق فيه الشمس معلنة ً بدايـــة أحلام جديدة وآمال جديدة , أصحو من نومي وأقرر أن ابحث عنك يا بلدي , أخرج من بيتي الذي يقع على أطراف تلك المدينة وأمشي متخطيا ً الشوارع المزدحمة واقف على ممر المشاة محاولا ًأن أعبر الطريق وأرى السيارات وقد توقفت كي تسمح لي بالمرور .

فأفرح و أقول في نفسي هاهي هنا بلدي حيث الأخلاق المرورية , وما ألبث أن أقبل الأرض التي أقف عليها حتى أرى سيارة سوداء مسرعة تعبر الشارة المرورية وكأن سائقها لا يرى أحد ا ً...؟ نعم الحق معه كيف له أن يرى والزجاج معتم ؟ كيف له أن يرى ولوحة السيارة مليئة بالأصفار ؟؟.

فأعود وأقول هذه ليست بلدي.. وأذهب مفتشا ً عنها علي أجدها وأذهب إلى الدائرة الحكومية للمصالح العقارية لعلي أجد هناك من يدلني على بلدي التائه مني

فلا أجد إلا طوابع تدل عن بلدي ولكنها ليست هي ؟ لا أجد إلا أيادي تمتد وأيادي تأخذ لا أجد إلا رفوفا كتب عليها أسماء مناطق من بلدي ولكنها ليس كذلك وأخرج من هذا المكان كمن يجر أثواب الخيبة , وتأتي في ذهني فكرة أن أذهب إلى الجامعة فنهاك قسم التاريخ والجغرافيا ومراجع وأساتذة علهم يرشدوني فيدلونني أين هي بلدي وأدخل باب الجامعة ولا أجد إلا طلاب متعانقين وكتب قد جلس عليها وكأنها مناديل ؟؟.. ولوحات إعلانات عليها أسماء الطلبة ولكن ليس عليها اسم بلدي ..

وأعود وأخرج متجهاً إلى التلفزيون فهو من يعرف أين هي بلدي ولكني في الطريق أجد ساحات مخربة وأتربة متطايرة تعميني فلا اقدر أن استدل أين هو فأعود من حيث خرجت ولكني في العودة أرى شرطيا ً فأسرع إليه طالبا ً منه أن يدلني عن بلدي فيمد يديه ظننت أنه يريد أن يصافحني ولكنه للأسف طلب مني أن أعطيه ثمن الخبز أولا ً فتسقط عيناي في الأرض خجلا ً وأقول في نفسي كيف لهذا الشرطي أن يعرف أين بلدي وهو لا يملك ثمن لخبز لبيته كم هو مسكين ؟‍‍‍‍‍

وأعود للمنزل كالعادة وأنا لم أجد بلدي وأفتح التلفاز كي أرى هجوما ً إعلاميا ً على بلدي والكل يدين ويشجب ويكيل الاتهامات إليك يا بلدي ألا يكفيني ما رأيته اليوم ؟ إذا كنتم تعرفون أين بلدي فدلوني عليها علي أعانق ترابها وأشم ياسمينها واشرب ماءها وأقف على حدودها .... أين أنت يا بلــدي

إعلامي مبتدئ

ليست هناك تعليقات: