الجمعة، يوليو ٠٨، ٢٠٠٥

حوالي 5.3 مليون فقير و مليونين لم يشبعوا حاجاتهم الأساسية

تقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يكشف عن 5.3 مليون فقير و مليونين لم يشبعوا حاجاتهم الأساسية
سجلت الأمم المتحدة لسوريا بأنها أول بلد عربي يقوم بإشهار نسبة الفقر رسميا وقال أديب نعمة مستشار مكافحة الفقر الاقليمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في مداخلته إن "سوريا لم تدرج في إطار الدول التي تبذل جهود وضغوط لخفض أرقام الفقر" ..

خلال حفل إشهار دراسة "سياسات الاقتصاد الكلي لمكافحة الفقر في سوريا" ومشروع"دعم هيئة تخطيط الدولة في إعداد الخطة الخمسية العاشرة" الذي أعلن فيه رسميا أن الحد الأعلى لنسبة الفقر تصل إلى 5.3 مليون شخص، اعتبر الدردري أن هذا "اليوم هاما" لأنه يفصل ما بين مرحلتين
الأولى: لم نكن نملك فيها الرقم الصحيح
الثانية: التي نملك فيها الرقم وأسس التحليل الهامة له
في وقت تعيش فيه سوريا ورشة عمل حقيقية من أجل تحقيق الرفاه للمواطنين.

الدارسة التي اعتبرها ممثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سوريا "نواة برنامج سوري متكامل" "نجحت في خلق خريطة للفقر" قال عنها رئيس فريق إعداد التقرير أنها تأتي وسوريا "على أعتاب مرحلة انتقالية هامة في مواجهة تحديات سياسية اقتصادية اجتماعية هامة " ومنوها إلى أن المسار الانتقالي حرج فيها، ولابد من قفزة حقيقة في معدل النمو إلى 7% وقفزة في الطاقة الادخارية".

الفقر

قسم التقرير الفقر إلى حدين أدنى حيث الدخل 1458 ليرة سورية للفرد وفيه بلغت نسبة الفقر 11.4% من السكان ليشمل 2 مليون شخص لم يستطيعوا الحصول على الحاجات الأساسية من المواد الغذائية وغيرها، وحد أعلى حيث دخل الفرد فيه 2052 ليرة سورية حيث يرتفع الفقر الإجمالي إلى 30 % من السكان ليشمل و 5,3 مليون فقير علما أن عدد سكان سوريا أكثر من 17 مليوناً.

وقالت هدى الليثي المحققة الرئيسة في التقرير أن خطوط الفقر "نابعة من المجتمع السوري" وهنا عقب رئيس الفريق الدكتور محمود عبد الفضيل أن هناك خطا وهميا للفقر يقدر بنسبة 5 ـ 10 % ويشمل الأفراد الذين يقفون على خطوط التماس مع الحد الأعلى للفقر ويمكن أن يندرجوا في إطار الفقراء في حال تغيير سياسات الدعم أو ارتفاع الأسعار أو أي أحداث طارئة اقتصاديا....

وأظهر التقرير أن 62% من نسبة الفقر في سوريا تركزت في المناطق الريفية مضيفا أن معدلات وعمق وحدة الفقر ارتفعت في الإقليم الشمالي الشرقي"إدلب، حلب، الرقة، دير الزور، الحسكة بشقيقه الريفي والحضري اذ ان 35.8 في المئة من الافراد هم من الفقراء. أما الأقاليم الجنوبية فقد تميزت بانخفاض مستويات الفقر وإقليم الوسط والساحل بمستويات متوسطة من الفقر.

ولفت التقرير إلى أنه «على المستوى القومي، لم يكن النمو موالياً للفقراء، اذ استــــفاد الافراد من غير الفقراء من نتـــــــائج النمو
كما ارتفعت اللامساواة في سورية بين عامي 1997 و2004، اذ استهلك في عامي 2003 و2004 نحو 20 في المئة من السكان 7 في المئة من اجمالي الانفاق. واستهلك 20 في المئة الاكثر ثراء 45 في المئة من الانفاق».

أحزمة الفقر

وحذر الدكتور الفضيل رئيس الفريق من مناطق الفقر في سوريا ومناطق السكن العشوائي داعيا إلى "إجراء جراحات عاجلة فيها" رغم تركيز التقرير على وضع استراتيجيات لمكافحة الفقر. وقال إن مناطق المخالفات تحتضن نحو مليوني شخص يعيشون فيها، منبها إلى أن واقع الحرمان فيها يؤدي إلى إحباط معنوي فالفقر ليس مادي وإنما فقر في الكرامة أيضا، واعتبر الفضيل هذه المناطق "قنابل موقوتة" مشيرا إلى أن القضية الأهم في هذه المناطق تتعلق بقضايا الصرف الصحي(البنى التحتية) والتزاحم في الأسرة الواحدة والاعتماد على الدخول غير النظيفة"...

من جهته قال نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري" ليس من المعيب أن نستعرض أرقام الفقر في أي بلد العيب ألا نعرضها" مؤكدا " نحن فخورون لأننا اليوم نعرفها ونطور السياسيات التنموية للقضاء على الفقر لأن هدفنا اليوم وفي المستقبل هو "رفاه المواطن السوري" معتبر أن مكافحة الفقر " ستكون رحلة ممتعة نحو مزيد من التنمية" " وسنتوسع بدور الدولة في المرحلة المقبلة التي لا تعني ترجعا في دور الدولة التنموي وإنما تطوير وتوسيع دورها ولكن بأساليب مجتمعية وعصرية وتراعي البعد الاجتماعي مشددا على أنه لا يوجد ما يُلزمنا بالتخلي عنها في الاتفاقيات الدولية التي توقعها سوريا .

ليست هناك تعليقات: