الثلاثاء، يوليو ١٢، ٢٠٠٥

الواسطة جزء من الفساد

كي لا يختلط الامر على أحد بداية اوضح واؤكد ان المقصود بالواسطة التي تساوي الفساد او تؤدي اليه وتكون رافدا جديدا له هي ذاك النوع من الواسطة الذي يقوم على اغتصاب حق او افساد ذمة او ضمير او تغييب لمادة قانونية او اعطاء انسان ما شيئا مهما صغر حجمه واثره وقيمته لكنه ليس من حقه.. وفي نفس الوقت اقول: إني شخصيا بل اننا جميعا نؤيد الواسطة التي تسهم في تمكين انسان من حقه او الاسهام في تطبيق القانون ورفع الظلم عن مخلوق مهما كان دينه او مذهبه فالجميع متساوون امام القانون
لكن لنعد الى الواسطة التي تساوي الفساد ولنسأل هل كان للفساد ان ينجح ويترعرع وينمو بهذا الشكل لولا توفير المناخات الاساسية له والبيئات المناسبة ليتجاوز مرحلة الحبو والطفولة ليصبح يافعا قويا يوجد في كل قطاع وفي كل جهة.. وبين كل الطبقات الاجتماعية وفي كل المناطق الجغرافية ‏
فالواسطة التي تتجاوز الكفاءات والمعايير والخبرات والمقدرة والنزاهة تقوم اساسا على علاقات قربى او تتم بدافعها او نتيجة سلسلة متصاعدة ومحكمة من الاستزلام وفي طياتها المنفعة غير المشروعة ‏
قديما قالت العرب: طالب الولاية لا يولى. وأفهم هذا القول على انه طالما قدرات وخبرات وكفاءة كل الناس مكشوفة ومعروفة وواضحة لأولي الامر وللعامة لذلك لا حاجة للتوسط لطلب الولاية وبالتالي فإن من يفعل ذلك يفترض ان يحرم منها ‏
اعتقد ايضا ان من يقوم بالتوسط وهو في موقع اداري او رسمي يتيح له ان يستجاب لطلبه ورغباته وهو على علم بأن الذي يتوسط له اقل الذين يمكن ان يشغلوا هذا الموقع قدرة وخبرة وكفاءة هو اكثر شرا وسوءا وتخريبا واذى على البلد من اعدائه لأنه بفعلته وممارساته هذه لا يخدم إلا أعداء الوطن.. لأن اعداء الوطن وبشكل بدهي لا يريدون بل لا يتمنون اي خير لوطننا، فهؤلاء المتنفذون الذين يتوسطون للضحالة ولأشباه الرجال وانصاف ارباع الخبرات وللمدعين وللانتهازيين هم يؤسسون لنوع جديد من الفساد ويزيدون المساحات التي يمكن ان يمارس فيها الفساد.. ان هؤلاء لا يملكون الحد الادنى من الاخلاق بل انهم يتصرفون بعقلية العصابة وسلوكياتها.. وهل كان الفساد إلا عصابة وواسطة واستزلاما وعلاقات قربى وما تعنيه من عائلية وعشائرية ومناطقية
محمد الرفاعي : ( كلنا شركاء ) 12/7/2005

ليست هناك تعليقات: