الاثنين، ذو الحجة ٠٢، ١٤٢٦

كم «خدام« في الانتظار؟!

الذي فعله عبدالحليم خدام ينبغي أن يكون جرس انذار وتنبيه، لكل حكوماتنا العربية. الذي فعله عبدالحليم خدام هو بأبسط العبارات وأكثرها صراحة ومباشرة انه قرر ان يتخلى عن وطنه في وقت محنة وأزمة، في مقابل ثمن معلوم، أيا كان هذا الثمن، مالا أو غير مال.. لا يهم.
الذي فعله يعني ان القوى التي تستهدف أوطاننا العربية، وهي قوى معروفة للكل، لا تجلس صامتة، وانما تعمل بدأب وجد وتخطيط مرسوم من أجل تنفيذ مخططاتها.
هذه القوى لا تكتفي بخططها العدوانية المعلنة والمعروفة أبعادها وأهدافها للقاصي والداني. ولا تكتفي بتهديد حكوماتنا العربية وابتزازها علنا وسرا..
الأخطر من هذا ان هذه القوى وضعت خططا، وتنفذها فعلا لاختراق المجتمعات والدول العربية من الداخل على كل المستويات، وعلى أعلى المستويات. كتبنا من قبل عن «النخبة« الجديدة في الأجهزة الاعلامية العربية، وفي أوساط منظمات ومؤسسات المجتمع المدني التي تم ويتم تجنيدها، كي يكون أفرادها في خدمة مخططات هذه القوى الأجنبية، كل في مجاله. ..
صحف ومجلات ومحطات تليفزيون تم شراء ولائها، وتتولى هذه القوى الأجنبية توجيه خطابها ورسائلها الاعلامية والسياسية لحساب مخططات هذه القوى. .. جمعيات ومنظمات انتشرت في الدول العربية في السنين القليلة الماضية، تارة تحت لافتة حقوق الإنسان، وتارة تحت لافتة الترويج للديمقراطية، وتارة تحت لافتة الدفاع عن المرأة.. الخ..
جمعيات ومنظمات بقليل من التدقيق، نكتشف أنه يتم تمويلها ورسم برامجها وأنشطتها من جانب هذه القوى الأجنبية. وليس في هذا كله أي أسرار. هي خطط معلنة ومعروفة تفاصيلها لاختراق المجتمعات والدول العربية، ومرصود لها رسميا عشرات الملايين من الدولارات.
لكن ما فعله عبدالحليم خدام جاء لينبهنا إلى بعد جديد من أبعاد مخطط الاختراق هذا.. ينبهنا إلى أن هذه القوى تعمل على قدم وساق من أجل تجنيد مسئولين كبار، سابقين أو حاليين، في دولنا العربية المستهدفة، كي يخرجوا في الوقت المناسب ويسفروا عن وجوههم، ويعلنوا «انشقاقهم«، ويطعنوا أوطانهم، وينضموا علناً إلى صفوف القوى المعادية ويضعوا أنفسهم تحت تصرفها في مخططاتها العدوانية. لهذا، قلنا في البداية ان ما فعله خدام يستدعي الانتباه والحذر من جانب حكوماتنا العربية.
ترى، كم «خدام« في الانتظار في دولنا العربية المستهدفة؟ كم «خدام« ينتظر اللحظة المناسبة كي يتخلى عن وطنه، وينضم إلى صفوف القوى المعادية في مقابل ثمن معلوم، أيا كان هذا الثمن؟

أغلب الظن أنهم كثيرون. صحيح أن هؤلاء، مهما قالوا ومهما فعلوا، سوف يكونون دوما في ضمير الشعوب والأوطان موضع الاحتقار والنبذ، لكنهم يظلون معاول هدم وأدوات تخريب وتمرير لمخططات أجنبية شري رة.
كان الله في عون أوطاننا العربية. كأنه لا يكفيها ما تتعرض له من حملة استعمارية عنصرية شرسة وما تضمره لها القوى الاستعمارية من مخططات عدوانية شريرة.. بالاضافة الى هذا، لم تعد أوطاننا تعرف، متى، ومن أين، وعلى يد من تأتيها طعنات الغدر.
السيد زهره : أخبار الخليج 2/1/2006

ليست هناك تعليقات: