الخميس، ذو الحجة ١٢، ١٤٢٦

رب ضارة نافعة

كم من (خدامين) لدينا في سورية؟
كم من انتهازي موجود حاليا على رأس عمله يتحدث يوميا عن الفساد وضرورة محاربته؟
يسمون أنفسهم: (وطنيين), ويظهرون على شاشات التلفزة للحديث عن التطوير والتحديث, وهم أكثر الناس تخلفا وإعاقة للتطوير والتحديث..!
سرقوا المال العام بوثائق قانونية ومشاريع وهمية, ولا (غبار) عليهم, فهم محترفون في السرقة ومحترفون في الفساد, ولا يمكن لأي مدقق حسابات أو لأي رقابة كشفهم أو محاسبتهم, فهم يضعون القوانين والأنظمة, وهم الذين يعدلونها ويملكون شبكات بشرية قادرة على تغطية أي فضيحة مالية بكتاب واحد أو تقرير ينفي حصول أي مخالفة, والعنوان: محاربة الفساد والحرص على الخزينة العامة وأموال الأيتام!!
لقد كان كلام خدام من باريس دليلا على إفلاس جوقة المتآمرين على سورية, فوزع الاتهامات وزور التاريخ وقدم شهادة في الفساد تدينه قبل أن تدين أي شخص آخر في سورية, فأصاب حين تحدث عن ضرورة المحاسبة وأخطأ حين خان وطنه وخان قيادته.
كلام خدام لن يكون له أي تأثير على التحقيق الدولي, فالشاهد يجب أن يتمتع بأقل ما يمكن من النزاهة كي تعتمد شهادته, وخدام قد يتمتع بكل صفات العالم إلا النزاهة, فهذه صفة غابت عنه وعن الكثيرين في سورية, فكانوا خير خدامين لآل الحريري وجنبلاط وحمادة وكل الذين لديهم أطماع في لبنان وسورية وفي مقدمتهم إسرائيل.
كلام خدام لن يغير من الواقع شيئا , لكن, نقول بكل إيمان وثقة: رب ضارة نافعة, فسورية اليوم ستستفيد من كلام خدام ولن تتأثر منه, لدينا مئات الخدامين وحان وقت المحاسبة وحان وقت المراجعة الشاملة لملفات الفساد.
ليس المطلوب فتح أبواب السجون, ولانصب المشانق, خشية أن تلومنا واشنطن ولندن وباريس وجمعيات حقوق الانسان وأن يتهمنا (الخدامون) بالديكتاتورية, نقتل ونسجن (وطنيين) خدموا الوطن فسرقوه.
نقول لكل الخدامين: اعيدوا ما اختلستموه إلى أرض الوطن, أعيدوا كل الأموال التي اخرجت بسياراتكم الفاخرة إلى الخارج, أعيدوها واستثمروها في وطنكم, فكم من مواطن يبحث عن فرصة عمل؟! وكم أناس ينتظرون عودة رأس المال السوري ليشارك في عملية البناء والتطوير التي تشهدها سورية منذ أكثر من خمس سنوات.
أثبتوا لنا ولاءكم وانتماءكم للوطن, وتفضلوا بإعلان عودة أموالكم إلى المصارف السورية, وتخليكم عن الامتيازات التي استوليتم عليها باسم الوطن والوطنية.
احتفظوا بقصوركم, لكن اعيدوا الشقق والاستراحات والسيارات وكل ما حصلتم عليه دون وجه حق.
كلامنا هذا ليس موجها لرجال الدولة حصرا , بل أيضا للتجار والصناعيين الذين استفادوا من علاقاتهم (المميزة) مع رجال الدولة وحققوا مكاسب غير شرعية تم تحويلها بالكامل إلى خارج سورية.
تعالوا نعلن معا الحرب على الفساد, وتعالوا نفتح صفحات الجرائد للحديث عن كل مفسد وكل انتهازي وكل معارض للتطوير والتحديث إن كان في الداخل أو في الخارج.
لقد كان خدام أكثر المعارضين لوجود صحافة خاصة في سورية, ولا يزال (الخدامون) المتبقون يحاربون الصحافة الخاصة لأنهم لا يملكون السيطرة عليها.
نشرنا العديد من قضايا الفساد, وكانت المحاسبة قاسية, لكن لم ننشر كل ما نعرفه لأن الوثائق لم تكن متوافرة لدينا.
اليوم, وبعد ما أثبت خدام أن المحاسبة ضرورية له ولكل من رشحهم وثبتهم في المناصب الوزارية والإدارية مع غيره, يجب على كل مواطن يملك وثيقة أن يتقدم بها إما للصحافة أو لنواب مجلس الشعب, كفانا تستر وخوف, لأننا من خلال حمايتنا للوطن سنحمي وحدتنا وقوميتنا وعروبتنا وقيمنا.
إن ظهور خدام وحديثه عن الفساد لا بد أن يؤسس لمرحلة جديدة في سورية, مرحلة الانتماء ومرحلة المحاسبة, فلا يوجد من هو أكبر من وطنه ولا يوجد من هو فوق القانون, كلنا مسؤولون, وكلنا شركاء, والأيام القادمة ستثبت براءة سورية من دماء الحريري كما ستثبت براءة سورية من كل المفسدين والفاسدين.
في حديثه عن الفساد, أراد خدام ان يحدث شرخا بين الشعب والقيادة, وهي محاولة سبق لوليد جنبلاط وسعد الحريري أن فشلا فيها, وحديث خدام لا يقدم أي جديد عن أحاديث أسياده, بل زادنا حبا للوطن وزادنا احتراما وثقة ببشار الأسد الذي سيبقى رمزا للنقاء ورمزا للحرية والعروبة وهذا ما يشهد عليه ملايين السوريين والملايين من الشعوب العربية.

وضاح عبد ربه - الاقتصادية

ليست هناك تعليقات: