الثلاثاء، ذو الحجة ١٠، ١٤٢٦

أخي بشَّار .. لا تحزن!!!

الكاتب: فواز العجمي المصدر: الشرق القطرية

من يقرأ عنوان هذا المقال، خاصة القارىء العربي يعتقد للوهلة الأولى أنني أخاطب صديقاً أو أخاً لي وسيندهش ويستغرب عندما يعلم أنني أخاطب رئيس دولة عربية وهو الأخ بشار الأسد رئىس الجمهورية العربية السورية، وسوف يتساءل هذا القارىء العربي كيف يجرؤ كاتب عربي أن يتوجه بالخطاب إلى رئيس دولة عربية بدون عبارات «التعظيم» و«التفخيم» و«التمجيد»، ومنها ما تعود المواطن العربي عليه من كلمات «السيادة» و«الفخامة» و«العظمة»، لهذا أرجو من الأخ بشار أن يتقبل مني هذا الخطاب وبهذا الأسلوب وألا يستمع إلى «خدام» السلطة ومنهم «خدام» الذي كان يخدم السلطة ليس حباً بها أو تقديراً لها أو إيماناً بعملها وأهدافها، بل من أجل «المال» و«الجاه» وهذا ما تأكد أخيراً عندما باع وطنه وشعبه لمن «اشتروه» ودفعوا له أكثر ولأنه شعر بأن وقت «النفاق» انتهى وولى.
أخي بشار...
لعل «الخدم» الذين أقصدهم أخطر بكثير مما يتوقع المرء أو المواطن العربي، وهم منتشرون بكثرة ليس في سوريا الشقيقة، وإنما في الوطن العربي قاطبة، وهؤلاء الخدم هم الذين سيعترضون على أسلوب خطابي لك، وهم الذين سيقولون لك كيف يجرؤ هذا الكاتب بمخاطبتك «بأخي» وبدون «سيادة» أو «فخامة» الرئس وسوف يحاولون اقناعك بأن هذا الأسلوب هو «تحجيم» أو «تقليل» من شأنك وقدرك ومكانتك!!!
أخي بشار...
إن قناعتي بقيادتك وحكمتك ورجاحة عقلك ستفوت الفرصة على هؤلاء «الخدم» الذين يحاولون بناء السدود والحواجز والموانع دائماً بين الشعب والقيادة ويحاولون دائماً أن يرسموا «الابتسامة» على وجه الرئيس حتى لو كانت هذه الابتسامة على حساب «بؤس» و«شقاء» و«معاناة» و«تزييف» الحقيقة لأنهم يعتقدون أن ابتسامة الرئيس ستطيل أعمارهم لخدمة هذا الرئيس، وبالتالي ستطيل أعمارهم في السلطة وسأضرب لك مثالين واقعيين على خطر هؤلاء الخدم.
المثال الشخصي تلك الخادمة التي رفضت ايقاظي من النوم لإسعاف طفل جاري الذي تعرض هذا الطفل للموت واستنجد بي جاري لنقله للطوارىء لأنه لايملك وقتها سيارة، لكن تلك الخادمة رفضت ايقاظي من النوم وعندما سألتها لماذا؟.. قالت لا أريد ازعاجك.. لأنني إذا أزعجتك فسوف تسفرني إلى بلادي!!!
والمثال القومي على خطر هؤلاء الخدم تجلى واضحاً أثناء الوحدة بين سوريا ومصر، حينها كان قائد الأمة العربية الراحل ورئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبدالناصر يسأل هؤلاء الخدم كيف حال الشعب السوري وكيف هي الأوضاع في الإقليم السوري كانت إجابة هؤلاء «كله تمام يا افندم» لكن الأوضاع لم تكن هكذا وحدث الانفصال!!!
أخي بشار...
أعتقد أن خطر هؤلاء «الخدم» ليس خافياً عليك ولعل خطرهم أخطر من الذين يحاولون النيل من صمود وثبات الموقف العربي السوري، خاصة الإدارة الأمريكية والصهيونية ومحاولة هؤلاء الضغط على سوريا لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ باحتلال العراق الشقيق أملاً بتركيع بقية الدول العربية، وبالذات سوريا الصامدة لأن هؤلاء يرون أن علم العروبة المرفوع في دمشق يعتبر عقبة أمام هذا المشروع.
أخي بشار...
الشعب العربي من محيطه إلى خليجه يعلق على سوريا وشعبها وقياديها بأن تحمي علم العروبة فوق سارية دمشق وأن يبقى هذا العلم مرفوعاً أمام رياح التآمر والمخططات الصهيونية والإدارة الأمريكية الحالية، لأن هذا العلم لا ترفعه فقط يد القيادة أو الشعب السوري، بل كل الأيادي العربية من المحيط إلى الخليج، ومن يقف مع هذا الشعب العربي سوف ينتصر حتماً لأن الله مع إرادة الشعب.. وإرادة وقوة وتلاحم هذا الشعب انتصرت على العدوان الثلاثي عندما حاولت بريطانيا وفرنسا ومعهما العدو الصهيوني النيل من مصر الشقيقة والنيل من القيادة التاريخية للأمة العربية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي سأله الرئيس فيدل كاسترو الرئىس الكوبي الحالي كيف استطعت هزيمة العدوان الثلاثي فرد عليه عبدالناصر.. انتصرنا لأننا لم نكن وحدنا.. فالشعب العربي كان معنا.. والله كان معنا.. فلا تحزن يا أخي بشار.. وتذكر قول الله تعالى {لاتحزن إن الله معنا} وكل عام وأنت وشعبنا العربي السوري وشعبنا العربي والإسلامي بخير.

ليست هناك تعليقات: