الاثنين، رجب ١٧، ١٤٢٦

التطوير و التحديث بين الواقع و الطموح

منذ أن اطلق السيد الرئيس الدكتور بشار الاسد في خطاب القسم شارة البدء لنهج سياسي كبير يرتكز على نقطتين اساس هما
1- التطوير
2- التحديث
بدأ الحديث في كل مجالات العمل في الحزب و الدولة و المجتمع حيث اخذ النقاش بعدا نظريا و حيث ان السيد الرئيس اطلق فكرة للتطبيق العملي و ليس للتداول النظري علينا امتلاك القدرة على جعلها واقعا معاشا دون ان تبقى مجرد فكرة غير قابلة للحياة على ارض الواقع ...
حيث ان التطوير هو عملية تغيير بنيوية دائمة الحركة باتجاه الامام نحو الافضل و ليس عملية ارتجالية تتم بحذف ما هنا و اضافة ما هناك كمن يحاول احداث تغيير من خلال التركيز على الامور الشكلية و تجاهل التغييرات البنيوية حيث ان التطوير هو تفاعل جدلي مستمر بين الشكل و المضمون مضافا اليه تفاعل بين الموضوعي و الذاتي ....
و نجاح عملية التطوير مرهون بالتفاعل المستمر و الخلاق بين الموضوعي و الذاتي.......
كما ان التحديث هو بلا ادنى شك تحديث للادوات بحيث تصبح قادرة على اداء ما هو مطلوب منها و هي ليست عملية عشوائية كأن نضع محركا عصريا لسيارة تعود الى الى بدايات القرن الماضي ان الانسان في كلتا الحالتين هو الاساس الذي تقوم على اكتافه عملية التطوير و التحديث لذلك يجب وضع الخطط الاستراتيجية المحددة الاهداف بدقة يكون الانسان محورها و غايتها من حيث هو بنية ثقافية و العمل على تحديث الادوات (قوانين . انظمة. اعادة تأهيل )(ان كوريا الجنوبية تقدر ما تحتاجه من انفاق لاعادة تأهيل الا نسان الكوري الشمالي وفق معطيات التنمية البشرية العصرية بمليارات الدولارات )..
ان اعادة التأهيل لا تقتضي بالضرورة فرض مفاهيم جديدة غريبة عن واقعنا او تطبيق لنتائج دراسات لم تتم في مجتمعنا و انما المقصود باعادة التأهيل هو تغيير منهج الانسان في التفكير لكي تصبح لدية القدرة على استيعاب كل جديدفأوروبا لم تستطع التقدم حضاريا الا بعد ان غيرت مناهج التفكير....
يخطئ الكثير منا عندا يظن ان وجود المعلومة يكفي لكي يحدث التطوير نعم ان وجود المعلومة امر لازم و لكنه غير كاف لان الانسان الذي تكون وفق بنية ثقافية منغلقة لا يستطيع ان يمتلك الجرأة على التفكير بشكل حر و بالتالي لا يمكن له امتلاك القدرة على الاستفادة من المعلومة لان النمط الثقافي الذي ينتج الانسان كبنية ثقافية يحدد الى حد كبير طريقة تفكير هذا الانسان ....
ليس عصيا على الفهم اننا نقصد هنا التركيز بالدرجة الاولى على اعادة صياغة العملية التربوية لتنسجم و رؤيا التطوير و التحديث ....
كثر الحديث في هذه الايام عن المجتمع المعرفي و ان المعرفة قوة الى اخره و لكن السؤال متى كان الامر غير ذلك و لكن يبدوا ان بعض فلاسفتنا في هذا الزمن انتشوا بروعة اكتشافهم القديم الجديد ان الماء هو الحياة ....
و هنا لا بد من كلمة صغيرة ان المعرفة و هي الكلمة الاعم و الاشمل لكل النتاجات العلمية و الثقافية تجعل المرء يرى بعين النسر لا بعين الفأر و هذا يقودنا بالضرورة الى السؤال المهم جدا ايهما اولا السياسي ام الاكاديمي (التقني)حيث كثرت في الاونة الاخيرة حكومات التكنوقراط في العالم الثالث .....
ان الجواب على هذا السؤال بالتأكيد السياسي اولا و لا اعتقد ان احدا يختلف معنا على ذلك....
فالسياسي هو رجل الرؤية الشاملة و بالتالي في اعماقه هو رجل المعرفة لان المعرفة هي تمثل للعلم و الثقافة معا و الرجل السياسي هو الذي يرى بعين النسر لان السياسي ينظر الى اللوحة متكاملة ليرى اين الانفصال و اين التقاطع بين اي جزأين فيها ....
ان الاكادميين التكنو قراطيين ان كانوا تقنيين حقا فامكنتهم هي مراكز الدراسات التي تقدم للمواقع السياسية المختلفة في البلد (رئاسة .. مجلس وزراء ... مجلس الشعب ادارات عامة ) او مواقع التنفيذ المباشر ...
و اعتقد جازما انه لو استعطنا ايجاد العلاقة الصحيحة بين السياسي و التقني لتحولت رؤيا السيد الرئيس للتطوير و و التحديث الى واقع معاش في اقل زمن ممكن ......
محمد ديوب

ليست هناك تعليقات: