السبت، رجب ٢٢، ١٤٢٦

وطني حبيبي

وطني الغالي لم يعلو صوتي فوق صوت المعركة، صليت لعزتك جاهدت لإرضائك عملت بإخلاص لرفع هامتك، كانت يدي منتجة و لم أتأخر يوم عن عملي لم أتقاض في حياتي قرش حرام،

ومازالت يدي مهانة مكبلة في قعر المحيط، أرى الطعنات توجه إلى صدرك و ظهرك من الداخل و الخارج، و لا أعرف كيف أنقذ جبينك الغالي، لم أتستر عن الخطأ و لم أسكت عن العيوب و النواقص، كمعلم غنيت مع الأطفال علّمتهم وتعلمت منهم، أقدامنا حقول طريقنا مصانع وتلمع الرايات في مواكب الطلائع، وركعت عند مقابر أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر، رسمتك بضوء النجم، و لونتك بلون الكرم، دروبك حكايات واسطوحك مرايات، صورت أرضك الرائعة كنز مناظر
دعني أسألك لماذا ينهض عمالك متثاقلين، ويمشي جنودك متواكلين، أين القمم تحمل الرايات، لماذا تكاثر الجراد بين ربوعك، واختفى الفراش من حدائقك، لماذا قلَّ النحل و تزاحم البعوض على جبينك، لماذا أرى أبناءك الشرفاء منكسرين؟ لماذا انقسم الناس بين أسياد و عبيد على ربوعك؟ فلا السادة جربوا الدفاع ولا العبيد يحسنون الكر، لماذا كل مدافع عنك مغلوب؟
لماذا تعادي المخلصين والشرفاء إنهم يسكبون لك قلوبهم لتشربا، يهزني حبك يا وطني كما يفعل الناقوس بالنساك. سأبقى على العهد حتى يأتي الأمس و ينتهي نور الشمس، إلى أن تسجر البحار و تعطّل العشار. دعني أستعير شعر مجنون ليلى:

متقرباً إلى الله بحبك:
قضاه لغيري ، و ابتلاني بحبِّه فهلاَّ بشيءٍ غيرِ وطني ابتلانيا
فهذي شهور الصيف عنَّا قد انقضتْ فما للنوى يرمي بوطني المَراميا
فيا ربِّ سوِّ الحبَّ بيني و بينه يكون كَفافاً لا عليَّ و لا ليا
وأشهدُ عند الله أني أحبُّه فهذا له عندي ، فما عندَه ليا
أراني ، إذا صلَّيْتُ ، يَمَّمْتُ نحوه بوجهي ، وإنْ كان المصلّي ورائيا
و ما بِيَ إشراكٌ ، ولكنّ حبَّه وعُظْمَ الجوى أعيا الطبيبَ المداويا
أحبُّ من الأسماء ما وافق اسْمَه أوَ أشْبهه ، أو كان منه مُدانيا

فيصل

ليست هناك تعليقات: