الخميس، ربيع الآخر ٢٥، ١٤٢٦

سورية في ساعة إعادة التأسيس•••هل تنجح؟ وماذا إن أخفقت؟

سورية في ساعة إعادة التأسيس•••هل تنجح؟ وماذا إن أخفقت؟
مخائيل عوض - اللواء

بمناسبة انعقاد المؤتمر القطري لحزب البعث

تزداد مساحة ترقب نتائج المؤتمر القطري المزمع عقده لحزب البعث في سورية، مع اقتراب ساعة الحسم، وبانتهاء الأعمال التي تستمر لثلاثة أيام (6-9 حزيران الجاري) يخرج بعدها الدخان ابيض أو اسود وينفصل القمح عن الزيوان·



انشغل الرأي العام السوري وبعض العربي في مجريات التحضير، والانتخاب وفي ترقب النتائج، فيما أسهم الكثير من المهتمين والمتابعين العرب والسوريين والأجانب بأعمال التحضير، وبلفت النظر، والترشيد، والتمني أحيانا، وفي أخرى القول القطع بأن الحزب والدولة السورية باتت في ماضي ولم تعد تنفع معها رتوش أو تحسينات·

ارتبك الحزب، والإعلام السوري، والكثير من المهتمين في كيفية التعاطي مع المؤتمر: هل تطلق حركة نقاش وحوار حوله وفيه، أم تجري الأعمال والتحضير بصورة مكتومة فتأتي قراراته وإجراءاته مفاجئة، خاصة إذا كانت على قد الحال، وبقاعدة أفضل الممكن، بدل أن تصبح عرضة لحوار ونقاش واسع، ترسم فيها علامات كثيرة، وتطرح أحلام وأوهام من شأن تكبيرها أن يفقد المؤتمر وما سينتج عنه قيمته التي يريدها الحزب وتريدها القيادة؟

بعيدا عن هموم القيادة والدولة، وإدارة الحزب، ولجان التحضير للمؤتمر، تحول المؤتمر إلى بؤرة اهتمام واسعة في سورية وحولها، وبات الجميع يعلق الأعمال، والأوهام، والرهانات على ما سيكون من نتائج، وما سيخرج به المؤتمر من قرارات واليات عمل خاصة به، وبدوره، وبقيادته للدولة والمجتمع، وما ستكون عليه السياسات التي تعتمدها الدولة السورية ما دامت مستمرة كدولة يقودها ويوجهها حزب البعث والجبهة الوطنية·

المعلومات المتسربة والإشاعات كثيرة، بعضها إن لم يكن معظمها من صنع الخيالات، وفبركة جهات وأدوات في الداخل ومن الخارج، تعكس الرغبات والأحلام مرة، وتضع العصي في الدواليب مرات، وتتعمد تكبير الرهانات·

توقع ما سيكون استنادا إلى المعلومات "الرائجة" غير المتوفرة من مصادرها أمر محفوف بالخطأ، والبحث بما سيكون انطلاقا من قراءة الأدبيات، واللوائح، والأوراق، والتقارير، أمر غير مجدي لأنها لم تنشر في أي من الوسائل العلنية العامة، كما لم تسرب حتى في صفوف الحزب وأعضاء المؤتمر·

إذن والحال هذه لا بد من التوقع من خلال البحث في البيئة التي ينعقد فيها المؤتمر، وتلمس المهام المطلوبة بقوة الظرف الموضوعي واحتياجاته، ومحاولة المطابقة بين ما هو مطلوب وما هو ممكن وما هو واجب·

إن المؤتمر إذ ينعقد في ظرف دولي، إقليمي، محلي عصيب، يتشكل كلحظة تأسيس واجبة ولو قسرا، فلا يمكن الفصل بين الظرف المحيط بسورية وحزبها ولحظة انعقاد مؤتمره القطري، وما يجري فيه، وما هو مطلوب منه، وما يمكن انجازه·

سورية في قلب معركة إعادة هيكلة المنطقة، ثقافة، جغرافية، نظم اجتماعية واقتصادية ودور وقيم وتوجهات·

إنها مستهدفة بذاتها، وبموقعها، بوحدتها الوطنية، باستقرارها، بدورها، بممانعتها للمشروع الغربي المتوافق عليه بين الاتحاد الأوروبي والإمبراطورية الأميركية·

إنها تحت الحصار، والتآمر، والتلويح بضربها، من الخارج أو بتركيب سيناريو إسقاط تتزاوج فيه الوسائل والآليات، حصار، تأزيم داخلي، تأليب وتفجير بؤر توتر أو ذات قابلية للالتهاب، فقد اتخذت الادارة الصقرية في واشنطن وتل أبيب قرارا باعتماد إستراتيجية الفوضى البناءة حيث تجري عمليات الاختبار الأولى في لبنان وسورية وفي العلاقات السورية - اللبنانية أولا، بل تطور أداء تلك الإدارة وانتقلت إلى العمل الميداني في الانفتاح العلني على الإخوان المسلمين والتوافق معهم على خطط عمل مشتركة (كما أفاد موقع الإخوان المسلمين في مقابلة مع القيادي في الجماعية محمد طيفور، وما جاء في بيانات الإخوان المسلمين السوريين الأخيرة) وجماعات المجتمع المدني، ومجموعة رفعت الأسد الذي جاهر برغبته في التعاون مع الإدارة الأميركية بما يخص برنامج إسقاط سورية، وإعلانه العزم على العودة إليها ليدلو بدلوه·

المطلوب من سورية أمور كثيرة، اخطر ما فيها أنها تمس بمبرر وجودها وبطبيعتها التاريخية ودورها الذي وهبها الله إياه، والمعطى لسورية لا شيء سوى صك خيانة في عيون أبنائها والعرب المراهنين عليها·

فسورية لم تعد مقبولة لدى الإدارة العالمية المتشكلة حديثا (شراكة بين أوروبا وأميركا) والتي تستهدف المنطقة واستقرارها وثرواتها وجغرافيتها تمهيدا لاستهداف آسيا وعمالقتها الصاعدة، على وقع الحدث العراقي - الفلسطيني - اللبناني، وأساسه ممانعة سورية لمشاريع إسقاط المنطقة بالعنف والحروب أو بالإصلاح والديمقراطية بإشراف السفيرين الفرنسي والأميركي وبمساعدة كوفي انان غير المشكورة·

إصلاح سورية، بحسب الوصفة الفرنسية - البريطانية التي تتطابق مع وصفات صندوق النقد والبنك الدولي، وقوى الريعية العالمية لتسويق الليبرالية الاقتصادية الاجتماعية فالسياسية، وإلا المقاطعة وتعليق توقيع عقد الشراكة مترافق مع اجراءت عقابية تلوح في الأفق·

انكفاء سورية نهائيا عن ملف لبنان،- فلسطين - العراق، والتحول إلى استطالة أميركية لحماية مشروع الهيمنة على المنطقة، هو الخيار الأميركي الوحيد المفتوح أمام القيادة السورية أو المقاطعة والحصار فالتخريب والإسقاط·

إن طرد سورية من لبنان على الشاكلة التي تمت كان هدفا مشتركا أوروبيا - أميركيا وبعض عربي وبعض لبناني والكثير من القصد استخدام لبنان خاصرة رخوة، بل منصة لإسقاط سورية بعد حصارها وتجريدها من أوراق قوتها الإقليمية·

والحالة السورية الداخلية ليست على ما يرام، ففي سورية الكثير من المشكلات، والأزمات، وآثار تركة ثقيلة عطلت مشاريع الإصلاح والإقلاع الميمون للرئيس الشاب وفريقه الذي تعرض خلال السنوات الأربع لسلسلة اختبارات قاسية جدا، وتعرضت سورية في محيطها لسلسلة من المتغيرات الإستراتيجية في آثارها العامة المباشرة وغير المباشرة خاصة على سورية نفسها·

ولسورية نفسها حاجات واستحقاقات تاريخية تلح على ولوجها، والتقدم إلى مهامها بثبات حيث لا يفيد الارتباك والازدواج، والعطالة، والتعطيل بعد طول انتظار كان مشفوعا بالأمل مع إطلالات الرئيس وخطبه ووعوده التي تبخر الكثير منها في الطريق بين الإقرار والتشريع ومسارب التنفيذ والتعليمات الإدارية·

في هذه الأجواء، ينعقد مؤتمر الحزب بعد طول انتظار قارب حد فراغ صبر المجتمع، والقوى الحية فيه، فهل يؤتي أكله أم تتبخر الآمال مرة أخرى تاركة المجال أمام انفلات الغرائز؟

إن المأمول كبير جدا، يقترب من المطالبة ببناء جمهورية أفلاطون السورية بضربة قلم أو بتصريح وقرار فوري·

أما الممكن فهو أن يتم وضع سورية وحزب البعث والجبهة والمجتمع على طريق الخلاص القويم، ثم يكون لتفاعل الجميع قدرة على تحقيق الممكن على طريق تحقيق المستحيل أو المأمول من جمهورية حق وقانون وعدل·

الحزب أمام موعد مرسوم، والفرصة سانحة برغم نفاد الزمن، فإما أن يتحول إلى جثة هامدة تنتظر فرصة الدفن، أو أن يطلق العنان لمرحلة إعادة تأسيس وتأصيل يجدد فيها بنيته، وآلياته، ومشروعياته التاريخية، عناوين وشعارات وطنية واجتماعية، وتتحدد علاقته بالدولة، وبأجهزتها، وإدارتها، ومع المجتمع، وفئاته المختلفة·

في تاريخ ومسارات الحزب، وهو في النضال، ثم وهو في السلطة لردح طويل من الزمن، كشف عن خاصية تفيد بأنه قادر على تجديد نفسه، وتجديد دوره وموقعه، وقادر على الاحتفاظ ببنيته الاجتماعية والوطنية بحيث يمكن الرهان على خطوات ملموسة في اتجاه إعادة هيكلته وهيكلة دوره وحضوره، وبالتالي تجديد شبابه وتطوير خطابه وادأه·

هل يفعلها؟ وكيف؟

من نافل القول أن حزب البعث في السلطة غير حزب البعث في النضال الشارعي الوطني والاجتماعي، وهذه حقيقة تاريخية لا تقتصر على حزب البعث بل مصيبة أصابت كل الأحزاب التي انتقلت من الشارع إلى الدولة، فنقلت الدولة كل مفاسدها إلى بنية الحزب وطبيعته ومسلكياته وتاليا دوره وموقعه في الشارع والمجتمع·

غير أن خاصة سورية وحزبها تفيد بشيء مختلف عن تجربة الاتحاد السوفياتي ودول التوجه الاشتراكي التي انحسرت أحزابها وتفجرت وسقطت ولو أن بعضها ما زال حاكما إما في السلطة أو في المجتمع كأكثرية وأعلى حيوية· فالفارق بين حزب البعث وتلك الأحزاب والتجارب، فارق جوهري يتمحور حول طبيعة الحزب، طبيعة الدولة، طبيعة المنطقة والمرحلة، وبالتالي - وهو الأهم- طبيعة المهام، فحزب البعث حزب تأسس لإنجاز مهمتين مركزيتين متلاصقتين الواحدة تؤسس للأولى وتتفاعل معها وتتطور (هذا سبب استمرار الحزب بينما سقطت أحزاب شيوعية وقومية) فسورية وحزبها في دائرة انجاز مهمتين متلازمتين:المهمة الوطنية القومية التي لم تنجز بل تستحضر بقوة هذه الأيام بسبب استهداف سورية والمنطقة من الخارج الاستعماري، ومهمة بناء الدولة وإقامة حد العدالة الاجتماعية وانجاز خطط التنمية الوطنية والاجتماعية التي تعطلت بين الفينة والأخرى أو تأخرت كثيرا عن موعدها· لهذا يبدو الحزب موضوعيا قادرا على تجديد نفسه وتجديد شعبيته وتأمين استمراريته حزبا قائدا في الدولة والمجتمع، بعكس التجارب الأخرى التي اقتصرت مهمتها على واحدة من المهمتين، فسقطت عندما عجزت عن انجازها او أنجزتها إلى حد مقبول·

المسألة الوطنية والقومية عنصر جذب وتكبير للحزب وتطوير لأدائه ولدوره إن هو جدد في شعاراته وخططه ووضع نصب عينه كيف يستقطب فئات الشباب السوري ويخرطهم في المعركة الوطنية التي تبدأ في سورية بحماية الوحدة الوطنية وتعزيز خيار الممانعة، إلى تحرير الجولان المحتل ودعم المقاومات، وتوفير الشروط التاريخية لبناء دولة الأمة وحضورها، وهذه عناوين تحتل صدارة البرامج التي تدفع بالشباب السوري والعربي إلى حضن المقاومات والحركات الإسلامية المجاهدة، وحزب البعث قادر على التعامل مع هذه المهام بطريقة مختلفة لا سيما وهو في السلطة، والسلطة التي يقود لم تخرج عن ثوابت الإجماع الوطني والقومي والاجتماعي، وهذه نقطة قوته الأكثر أهمية·

المسألة الاجتماعية، وعلاقة الحزب بالسلطة، وعلاقته الشعب، وعلاقة السلطة ببرامج الحزب وتوجهاته، أمر في غاية الأهمية بالنسبة للحزب ولسورية· وفي هذا الصدد وما دام الحزب والسلطة أمام مهمة انجاز المهمتين معا، فهو قادر على اختلاق وابتداع آليات عمل جديد نوعية تقوم على تأمين شروط أن يكون الحزب في آن حاكما ومعارضا في سلطة يقودها هو لا غيره من الأحزاب، وهذه تحتاج إلى إجراءات وقرارات جذرية وحازمة حتى يستغل الوقت وتعاد عملية الهيكلة وإعادة التأسيس وتفعيل مشروعيات تاريخية جديدة وتجديد بنية وتعاقد·

هل يخرج المؤتمر بما هو منتظر منه؟

إن التوقعات الأكثر واقعية تقول بالآتي:

- أن يعمد الرئيس وفريقه إلى اعتبار المؤتمر والحزب محطة دستورية لتفعيل مشروعه الإصلاحي الاجتماعي والاقتصادي والإداري والسياسي والوطني، بحيث يخرج الحزب بقرارات واضحة وتوجهات جذرية على هذا الصعيد تحصن مشروع الرئيس وتزيل العقبات من وجهه وتعيد أطلاقة بفاعلية أعلى وبنتائج عملية ملموسة·

- إطلاق ديناميات التفاعل السياسي الوطني المجتمعي من خلال إطلاق الحريات السياسية والإعلامية عبر قانون عصري للأحزاب، قانون للمطبوعات والإعلام، تشترك في وضعه ومناقشته وإقراره قطاعات من الحزب والدولة، والجبهة والمجتمع والنخب والخبراء، ثم يصار إلى طرحه في استفتاء شعبي عام لتتحقق المشاركة الشعبية، ويصبح بمثابة مادة دستورية تطابق قول الرئيس الراحل بأن المقدمة الأولى للديمقراطية تتحقق بحرية القول والكلمة·

- تحديث وتطوير الدستور السوري عبر إطلاق ورشة تفعيل وتطوير يقودها الحزب بمشاركة فعاليات المجتمع السياسية والاجتماعية والدستورية ثم يعرض على استفتاء شعبي عام·

- إطلاق ديناميات تغيير في بنية الحزب، وتجديد في أطره، ومؤسساته، وقواعده، وتفعيل دور الشباب، بإحداث تغييرات جوهرية على آليات الانتساب، والانتخاب، والقيادة، والتكتل على أساس برامج ومهام واختبارات نضالية وطنية واجتماعية لا على أساس الولاء الشخصي والبحث عن كراسي ومكاسب، ويكون البدء بتغيير الوجوه وإعادة ضبط العلاقة بين القمة والقاعدة على أسس تفاعلية·

- فك الحزب عن الدولة ومفاسدها، بتحرير الحزب من مسؤولية رعاية وحماية الفساد والمفسدين، ويكون ذلك بتفعيل تطبيق التعميم 408، وبتحرير المواقع المسؤولة والكادرية في الدولة ومؤسساتها من إلزام الحزب بأشخاصه والمنتسبين إليه· أما كيف يمكن للحزب أن يبقى قائدا للدولة والمجتمع، فذلك يكون بتفعيل النقابات وتطوير دورها الرقابي وتبني وطرح مشكلات القطاعات وقيادة نضالاتها في مواجهة الحكومات، وأصحاب المسؤولية المباشرة، بمبادرة من الحزبيين وأعضاء الحزب وأحزاب الجبهة وقادة العمل النقابي والاجتماعي، ويكون أيضا بفرض قاعدة منع العناصر القيادية في الحزب(القيادة القطرية- اللجنة المركزية- المكاتب الوظيفية) من تبوء أية مسؤولية إدارية في الدولة، حتى تبقى تلك الأطر آليات للرقابة والتوجيه والنقد، وتفعيل النضال الجماهيري والحزبي في مواجهة التكلس والأخطاء والفساد والتقصير· وفي حال تحمل أي من أعضاء تلك المؤسسات القيادية موقعا رسميا إداريا فيمكن تجميد عضويته في تلك المؤسسة ليكون عرضة للمحاسبة بعيدا عن حصانته الحزبية، وأيضا يمكن لتطبيق قاعدة وزارات الظل، ومجالس الشعب الرديفة أن توفر للحزب والجبهة آليات واطر للرقابة والمحاسبة والمتابعة وإعداد النخب القادرة على المواكبة وتحمل المسؤوليات عند استحقاقها·

- تركيز الحزب ووثائقه وقراراته على ثبات سورية على دورها الإقليمي، وثوابتها الوطنية والاجتماعية والقومية وتنشيط العمل في أوساط الشباب والمجتمع للاستقطاب على أساس تلك الأهداف والتوجهات· ومن شأن ذلك أن يشكل العامل الأكثر أهمية في تفعيل دور الحزب، وتعميق صلاته بالشارع والشباب، ففي النموذج السوري لن تعيش أحزاب تقوم على أحادية المهمة الاجتماعية ما لم ترتبط بالمهمة الوطنية والقومية·

- من الوقائع ذات الدلالة التي تشير إلى احتمال تبني الحزب لخطط ونهج جديد نوعي، يمكن رصد حركة اهتمام الرئيس شخصيا بمجريات التحضير والأوراق، والنقاشات، وقد سبق أن أعلن للملأ أن المؤتمر سيخرج بقرارات هامة ونوعية (ما كان قال هذا الكلام لولا معرفته وثقته بذلك) كما تفيد الوقائع المنشورة والمسربة عن لقاء الرئيس مع قادة الجيوش والأجهزة قبل نحو شهر بما يمكن أن يحصل· وقد أصر الرئيس على أن تجديد بنية الحزب قرار لا عودة عنه، وأن انفراجا سياسيا وقانونا للأحزاب سيكونان بين قرارات الحزب، وأن المسألة الوطنية ستبقى على جدول أولويات برامج الحزب والدولة، مهما كانت الكلفة، والقول بأن المعركة مفتوحة مع الأميركيين ولن نستسلم، وبأن حماية المقاومة اللبنانية والفلسطينية،والعراقية، أمر ثابت في السياسات السورية مهما كلف الأمر وغلت التضحيات، وأن سلة كبيرة من القوانين والقرارات والإجراءات باتجاه تخفيف الأعباء عن المواطن السوري وإطلاق حقبة التنمية الوطنية والاجتماعية هي من ثوابت وأولويات أعمال المؤتمر ونتائجه·

في ذلك كله دلالات ومؤشرات على أن مؤتمر الحزب لا بد سيخرج بخطط وإجراءات وقرارات وتغييرات نوعية يؤدي العمل بموجبها إلى تجديد بنية الحزب، وعلاقته بالدولة، والمجتمع، فإذا حصل ما هو متوقع ستكون سورية وحزبها ومجتمعها في ساعة إعادة تأسيس نوعية تؤهلها لقيادة مرحلة طويلة نسبيا كما كان شأنها خلال الأعوام الأربعة والثلاثين المنصرمة والتي لم تكن اقل قسوة على سورية أو ما يمكن أن يكون·

أما إذا لم يستجب المؤتمر للرئيس ونهجه وتوجهاته، وهذا أمر مستبعد جدا، فإن سورية ستكون أمام مأزق وأزمة قد تكون أشد خطورة مما مرت به في السابق

ليست هناك تعليقات: