الثلاثاء، جمادى الأولى ٢١، ١٤٢٦

الدعوة الى حملة من اجل المبكي- بهية مارديني

"دعوة لانقاذ أحد أهم حوامل مكافحة الفساد: الصحافة الوطنية الحرة"

أمام الصحافي السوري ثلاث خيارات حول النهاية التي يريدها فإما الموت بجلطة دماغية او قلبية أو الموت بمرض السكر وضغط الدم أو الشلل هذا ما أكدته لي تجربتي مع العمل اليومي الصحافي كمراسلة لإيلاف على مدى سنتين، ولكن بعد الخبر الذي نشرته بعنوان "موجة غاضبة تجتاح مدينة حلب السورية" ، والذي تحدث عن مجموعة الديري وأسماء عدد من المسئولين المودعين بها على شكل أموال أو قرارات ، آمنت بمصير الصحافي المستقل في سورية من عدد الهواتف الذي جاء إلي ، محذّرا ومنبها ومهددا لتجاوزي الخطوط الحمراء .

واضطربت فعلا عند الحديث عن قائمة لصحافيين سوريين "العين محمرة عليهم" ، وبعد استماعي لنصائح بعض الزملاء لي " بالجنوح إلى التهدئة قليلا " ، وبقيت في حالة من القلق تواصلت "رغم انقطاع الهواتف ورغم التطمينات في انحسار الموجة الموجهة ضدي "، فكيف نتحدث في سورية عن مكافحة الفساد ونطلب من الصحافي أن يتوقف عن الكتابة رغم انه خارج دوائر الاعلام الرسمي ؟، وكيف نطلب منه أن يلمح ولا يصرح وان يكون نعامة مروضة اعتادت ان تدفن رأسها تحت الرمال؟ .

نحن لسنا حكومة حتى ندقق ونتحرى عن كل مسئول في الدولة ان كان يملك مليون زيادة او مليون ناقص ، والمطلوب من الحكومة السورية ان تتولى كبرى مهامها وتنشئ لجنة مستقلة لمكافحة الفساد والمفسدين وتطالبهم بإعادة الأموال التي ضخت الى أراضي عربية وأجنبية عبر مشاريع وأرصدة بأسمائهم وأسماء عوائلهم .

ومن منطلق الفخر بصحافيي بلدي الشرفاء أقول شكرا للصحافيين الذين ينشرون الحقائق وشكرا لمحرري جريدة المبكي ، واجدها مناسبة لاستنكار ان يلصق قرار ايقاف جريدة المبكي بوزير الإعلام كما ورد في صيغة سحب الترخيص حتى يؤطر قانونيا وهو ليس اقتراحه ، وأدعو الى حملة من اجل سحب القرار المتعلق " بطي ترخيصها " لأننا بحاجة إلى ألف مثل هذا العدد من المبكي حتى نتوقف عن البكاء على أنفسنا، وما نشرته المبكي لا يفتح باب المهاترات بل يفتح باب المحاسبة ، ولن يستطيع ان ينام أي مسئول سوري في ظل إعلام حر وقضاء مستقل إلا بعد أن يؤدي ثمن الكرسي الذي جلس عليه وهو العمل لصالح المواطنين السوريين وليس وفقا لمصلحته الخاصة.

ليست هناك تعليقات: