السبت، ربيع الآخر ٠٦، ١٤٢٦

عامل نقابي والمؤتمر القطري

ما يشغل الشارع السوري اليوم , والمثقفين والعمال ومعظم شرائح أبناء الوطن هو
ماذا سيحقق لنا المؤتمر القطري العاشر , وكيف سيعالج وهو السلطة العليا الفعلية والعملية السياسية في البلاد للقضايا الداخلية لسوريا الملحة والعاجلة ( الإقتصاد والتنمية – السياسة العامة للقطر تجاه الغير – كرامة المواطن – البطالة ) ,
وهو مؤتمر حصل على شرعيته من خلال المادة /8/ من الدستور وبقوة القانون , وعبر أربعون عاماً من ممارسة الحكم والتدخل بكل شيء في مسار الحياة اليومية للمواطن السوري , المقيم والمغترب , فهل حقق حزب البعث ما ورد في دستور ونظامه الداخلي ومنطلقاته النظرية والعملية ومقررات مؤتمراته التسعة القطرية , وإلى أين المسار , هذا شغلنا الشاغل , إلى أين سيسير بنا البعث بعد أربعون عاماً ؟؟؟
وكوني نقابي مستقل , ومن تعداد الإتحاد العام لنقابات العمال , فإن الجانب النقابي يشغل بال مواطنينا وعمالنا , والسؤال المطروح , أن الطبقة العاملة في القطر ليست مجموعة العاملين في الدولة فقط والبالغ تعدادهم تقريباً 1.2 مليون عامل في القطاع العام , وهذا العدد من أصل التعداد العام لسكان القطر والبالغ حسب آخر إحصاء حوالي /20/ مليون نسمة تقريباً ,أي أن عمال القطاع العام يشكلون 12% من التعداد العام للسكان , وحسب نتائج التعداد العام المذكور والجداول المرافقة له يتبين أن حجم القوة العاملة في القطر 42.6% بمختلف المهن والاختصاصات , أما باقي فئات الشعب فتبلغ 56.4% بمختلف التسميات .
وعلى هذا فأين الفرق النظري للرقم بين حجم العمالة الفعلية وحجم المنتسبين للنقابات العمالية , وأين هي النقابات الفاعلة التي تحتوي القطاعات الأخرى للعمال ( خاص – مشترك – استثماري .... ) , وتوفر لعمال هذه القطاعات المزايا والحماية الاجتماعية والضمان لمستقبل أفضل بكفاية مادية وكرامة معنوية .
إن حصر معظم قيادات ومفاصل الإتحاد العام للعمال بموظفين مفرغين وفق القانون للعمل النقابي , حول الإتحاد من منظمة مجتمعية أهلية مارست دورها منذ ثلاثينيات القرن المنصرم بقوة وعزم وتضحيات نقابية لتحقيق مزايا ومكاسب وحقوق ليس أقلها الإضراب والتوقف عن العمل لحين تحقيق المطالب المشروعة والجماعية وقوننتها ( أسوة بكل نقابات الدنيا شرقاً وغرباً ) إلى منظمة رديفة لحزب سياسي بأهدافها وغاياتها ومشروعها النظري والعملي وبمنطق الوظيفة وترتيباتها وولاءاتها ,وأطاح بمزايا قانونية ومكاسب عمالية ذهبت أدراج الرياح , نفتقد الكثير منها اليوم لأسباب سياسية ربطت الإتحاد العام ونشاطه كمنظمة مستقلة بعجلة وفكر وتوجه حزب البعث العربي الإشتراكي بدون النظر للإستقلالية التي كانت تتمتع بها النقابات المهنية التاريخية في سوريا ( الغزل – الكهرباء – البناء ... ) , ولا ننكر ما تحقق في ظل البعث للطبقة العاملة في سياق الزمن والتطور , لا ننكر أن ما تحقق لا يصبو إلى طموحات الطبقة العاملة بالأمان من غدر الزمن وحفظ كرامة العامل ومستقبل أولاده ( وأن لا يضطر العامل للعمل خارج أوقات الدوام بمهنته أو مهنة أخرى ليتكفف العيش ويمتنع عن مد يده للمال العام أو الخاص ) ومعظم عمالنا يعملون دوامين على الأقل ؟؟؟ ليكتفوا متطلبات عائلاتهم , فهل هذه مكاسب وأعطيات .
إن ملخص ما يطلبه عمال الوطن بكل أطيافهم اليوم , أن تتناسب الدخول والرواتب مع متطلبات الحياة والواقع , فراتب أقل من /15/ ألف ل س متوسط أجر أقل فئة عمالية بتاريخه 2005 لن يكفي أسرة متوسطة والكل يعرف ذلك , الكفاية مطلوبة كي لا تمتد الأيادي للحرام , ومعظم أبناء شعبنا السوري يعرف الكرامة والأخلاق , ويحلل ويحرم , فأعينوا هذا الشعب وعماله المنتجين على الكفاية . وبعدها فعلوا مبدأ المحاسبة ومن أين لك هذا ؟؟؟
إنني أطالب المؤتمر القطري العاشر للبعث , بإعطاء وقت كافي لمناقشة القضايا العمالية ومشاكل ومستقبل الطبقة العاملة , وفصلها عن التقرير الإقتصادي الذي سمعنا عنه وتوجهات السوق الجديدة , والسماع لنقابيين مستقلين عن أحزاب الجبهة , فهم موجودين أيضاً على أرض الواقع وفعلياً ولهم حجمهم ككتلة نقابية , وهي أكبر حتماً من الغوتا الجبهوية وبتمثيل أقل , وتحتاج لتفعيل وعناية وتمثيل عددي أكبر , ولتكن الإنتخابات النقابية بقوائم مستقلة خارج كوتا الجبهة الوطنية التقدمية , فالنقابات ليست أحزاب , ولا تابعة أصلاً للأحزاب , ووجود حزبيين فيها يحترم كأفراد , ولكن ليس بقوة القانون والقسر , بل بانتخابات عادلة وحرة ونزيهة وبمنافسة شريفة , وبرقابة وصائية عادلة , خارج التقسيمات والحصص الحزبية بأشكالها المختلفة .
إذا أردتم أن يكون لكثير من العمال موقف فاعل ووطني , فلا تنسوا النقابات ومعاناتها , والعمال المستقلون المنسيون خارج الكوتا ؟؟؟ أملنا كبير بمؤتمر ينفض غبار السنين والعمل اليومي والغرق بتفاصيل الحكم والحكومة , لمؤتمر يستشرف مستقبل وطن وشعب , ينتظر الكثير منكم , ليتحصن معكم في الوطن لمستقبل أفضل للجميع في وجه الأخطار والمخاطر , وليبدأ الجميع في التحصن ضد الفساد والرشوة والمحسوبية , فلا مستقبل لوطن تغزوه أمراض فتاكة تفقد المواطن شرفه وكرامته وعزة نفسه .

مروان العش

ليست هناك تعليقات: