الأحد، مايو ٢٩، ٢٠٠٥

المطلوب تصحيح التناقض بين الواقع ومنهاج الحزب

الكاتب : م ص ق
ورد في منهاج الحزب فيما يتعلق بـ سياسة الحزب الداخلية
المادة (14) : نظام الحكم في الدولة العربية هو نظام نيابي دستوري، والسلطة التنفيذية مسؤولة أمام السلطة التشريعية التي ينتخبها الشعب مباشرة
التعليق على التطبيق في الوقت الحالي
كيف يتم تفسير ( السلطة التنفيذية مسؤولة أمام السلطة التشريعية )؟ حيث نرى أننا ننتقل من أمل بإصلاح الوضع الداخلي الذي سببه أشخاص سابقون وذلك بالاعتماد على أشخاص جدد تظن القيادة أنهم أنزه وأكفأ، وإذ هم .... مثلما سمعنا منذ شهر عن فضائح شخصيات كبيرة في السلطة التنفيذية. ولم يكن هنا أي دور للسلطة التشريعية إذ لم تلعب دورها في المراقبة والمحاسبة، ولم تستدعي لتستعلم وتحقق.... .ماذا فعلت التشريعات لتصحح الخطأ ؟ من يحاسب المنفذين المخطئين ؟ وكيف ومتى يحاسب؟

لذلك ما هي الخطوات الفعلية التي يجب وضعها ؟ لضمان عدم الدخول بهذه الدوامة الحلزونية التي ستنتهي بنا إلى الصفر من جراء تبديل الأشخاص دون محاسبة. بهدف الإصلاح ثم تبديل ثم تبديل معتمدين على مميزات البدلاء الشخصية في كل مرة بدلاً من إيجاد منهج عمل مؤسساتي واضح وصارم ينقلنا من مرحلة الإصلاح إلى مرحلة التطوير بعيداً عن الالتصاق بالكراسي والتمسك بها.
أرى أن أي إعطاء أي شخص مسؤولية حزبية أو منصب في السلطة التشريعية أو في السلطة التنفيذية يجب أن يمر بالمراحل التالية
مرحلة لا تتجاوز الأشهر الستة للتعرف على الواقع الفعلي لما هو مكلف به وتحديد نقاط الضعف والقوة والثغرات
مرحلة سنتين للعمل على شكل لجان تخصصية لوضع مناهج عمل وتعليمات تفصيلية قابلة للتطبيق والمراجعة تنطلق من فكر الحزب ومتطلبات الإصلاح النزيه دون مزاودات ووضع أحلام خلابة وأفكار براقة واهية
مرحلة سنة ونصف لمراقبة وتنقيح مناهج العمل والاقتراب بشكل كبير من القواعد في كل اختصاص للتأكد من واقعية وديناميكية تلك المناهج وملاءمتها لتطلعات المواطنين
اليوم الأخير من السنة الرابعة حكماً لتسليم المهمة لأشخاص جدد يتم تدريبهم وتأهيلهم للاعتماد عليهم مثل سباق التتابع بحيث ينطلقون من المكان والزمان الذي وصلوا إليه من سبقوهم
لأن طبيعتنا البشرية متأثرين بالعواطف منفعلين بالأحداث فإن هممنا تتعالى بسرعة كبيرة وتتخامد بسرعة واعتدنا هز الرأس ووقف التفكير وتلقي التعليمات وتنفيذ ما يناسبنا إن كانت نوايانا جيد
ة
ورد في منهاج الحزب فيما يتعلق بـ " سياسة الحزب في التربية والتعليم
ترمي سياسة الحزب التربوية إلى خلق جيل عربي جديد مؤمن بوحدة أمته وخلود رسالتها، آخذ بالتفكير العلمي، طليق من قيود الخرافات والتقاليد و الرجعية. مشبع بروح التفاؤل والنضال والتضامن مع مواطنيه في سبيل تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الإنسانية.ولذا فالحزب يقرر
المادة (44) : طبع كل مظاهر الحياة الفكرية والاقتصادية والسياسية والعمرانية والفنية بطابع قومي عربي يعيد للأمة صلتها بتاريخها المجيد ويحفزها إلى أن تتطلع إلى مستقبل أمجد وأمثل
المادة (45) : التعليم وظيفة من وظائف الدولة وحدها !؟ ولذا تلغى كل مؤسسات التعليم الأجنبية والأهلية
المادة (46) : التعليم بكل مراحله مجاني للمواطنين جميعاً، وإلزامي في مراحله الابتدائية والثانوية
المادة (47) : تؤسس مدارس مهنية مجهزة بأحدث الوسائل، والدراسة فيها مجانية
والواقع الراهن وما صدر من مراسيم وقرارات مؤخراً تهدف لتطوير التربية والتعليم يتناقض مع المواد المذكورة في منهاج الحزب ونرى الآراء متباينة بين مؤيد وبشدة ومؤيد بتحفظ وغيرها... لذلك من الضروري وضع التعديلات لبعض المواد المذكورة أعلاه وغيرها بما ينسجم مع الواقع الحالي والاستراتيجية بعيدة المدى التي وضعتها القيادة للنهوض بالتربية والتعليم

هناك مسائل أساسية لابد من دعمها وبشكل قوي وهي القضاء والتعليم والأمان (لن أطلق كلمة الأمن لأن معناها يخلق اشكالية لدى الكثيرين) لأن الاستقرار الأمني للبلد والقضاء والتعليم هي حجر الأساس التي يرتكز عليها المجتمع الذي يسعى للتقدم والتحديث. وأرى أننا لسنا بعيدين جداً عن المستوى المنشود لكن هناك حاجة لعمل صادق مطلوب من الجميع. لخلق فرص عادلة وشاملة لكل شرائح المجتمع في حق التعليم والنهوض بالمستوى التربوي كتربية وأخلاق وآداب جنباً لجنب مع التعليم والثقافة والفنون. أما الثقافة والفنون فقد طغى التيار الاقتصادي والمادي والتركيز الإعلامي الغربي على الحالة المادية وربطها في كل شيء من جهة وجمود وعقم الحالة الثقافية والفكرية والفنية الحالية من جهة أخرى . فالوضع الثقافي لابد له من دعم كبير وتفعيل قوي مادياً ومعنوياً وبالتدريب والتأهيل وفتح المجال للارتقاء بالإنسان إلى مكانته الفعلية

العلاقات بين التربية والتعليم والثقافة
العلاقات بين التعليم العالي والبحث العلمي
العلاقات بين التعليم العالي ومتطلبات الوطن الصناعية والزراعية والتجارية

المداخلة تهدف للفت الانتباه إلى أن عدد المراكز الثقافية والمنافذ الفنية مازال كما هو من ثلاثين سنة وفاعليتها تكاد لا ترى
تخيلوا معي أوركسترا فيها مختلف صنوف الآلات الموسيقية موجودة في مكان واحد ويحاول المايسترو توجيه العازفين لكن البعض يعزف لحناً يروق له شخصياً والبعض الآخر يعزف لحناً يروق المايسترو جداً لكن ليس كما يجب أن يعزف في الوقت الحالي. والبعض يحاول معايرة آلته الموسيقية بحجة أن العازف الذي قبله أفسد عياراتها والبعض منغمس في محاولة استبدال آلته لعدم قناعته بجدوى العزف على آلته الحالية . وآخر لم يحضر بالأصل... فما رأيكم باللحن الذي سنسمعه؟
مؤكد أننا جميعاً نحتاج لأن نتعرف جيداً على السيمفونية ونحبها نؤمن بعذوبة اللحن ونقرأ مفردات النوتة الموسيقية بعناية قبل أن نبدأ وطالما
اتفقنا على العزف فلابد من التزامنا بالتوزيع الذي وضعه الملحن ونبقى متيقظين لأداء دورنا على الآلة التي نحبها ونجيد العزف عليها في الوقت المحدد حسب إشارات المايسترو كي ننجز معاً سيمفونية تُحفز من سيأتي ويسمعنا للاستمرار بالعزف معاً لما هو جميل وممتع

السيمفونية هي مقررات المؤتمر والملحن هم أعضاء المؤتمر. والعازفون والآلات هم نحن كل من موقع عمله عامل ومدير فلاح ومدرس وطالب وأم .... والمايسترو هو القائد

الكاتب : م ص ق

ليست هناك تعليقات: