الثلاثاء، مايو ٣١، ٢٠٠٥

أين أنت أيها البعثي ؟


منذ بداية الحديث عن المؤتمر القطري، أخذت أتابع كل ما يصدر ويكتب ويقال عن المؤتمر وعن حزب البعث نفسه. وحتى الآن لم أجد إلا ما ندر مساهمات للبعثيين. نعم هناك الكثير مما يكتب ويقال سلباً حول البعث والبعثيين وسوريا بشكل أعم
لماذا لا نسمع أصوات البعثيين و نقرأ كتاباتهم؟ وهم يدافعون عن البعث وعن أنفسهم وبلدهم. لماذا لا يقدمون صورة مختلفة عما يكتب؟ لماذا لا يكتبون عن تصورهم ورؤيتهم لليوم والغد عن الحزب أولاً وعن الوطن ثانياً، في ظل هذه الظروف الصعبة؟

لكن قبل البحث عن الإجابة، دعونا نفكر: من هو الحزبي اليوم؟
حزب البعث ملئ بالحزبيين ، الذين دخلوا الحزب لست أدري كيف !؟ ولكن نادراً عن قناعة وإيمان، وغالباً لأسباب لا تمت للبعث وأهدافه بصلة

ربما بحكم الروتين والحالة العامة
ربما لكي لا يقال أنهم ينتمون إلى جهات أخرى
ربما لما كان الانتماء للحزب يوفره من ميزات صغيرة عند التوظيف والجامعة والكليات ...الخ
ربما طمعاً بنجاح وظيفي
ربما أملاً بمنصب أو مركز أو...الخ
ربما بهدف التخريب من الداخل...الخ
ربما وربما و ربما... ولكن القلة من انتسب الحزب لذاته

النتيجة أن الحزب اليوم الكثير من المنتسيبين، أغلبهم لا يعرف ماهية الحزب، بل أن بعضهم لا يؤمن بأهدافه، أي
حزبيين ليس لديهم الحجة
حزبيين لا يعنيهم ما يحصل
حزبيين ينتظرون التعليمات من الأعلى
حزبيين متشنجين يخافون على مواقعهم
حزبيين كماً وليس نوعاً
حزبيين لكن ليس بعثثين
ربما هذا يبرر قلة من يستطيعون الوقوف والدفاع عن الحزب وتقديم أفكار حقيقية أمام هذا الاستحقاق الهام والمفصلي في تاريخ حزبنا : المؤتمر القطري العاشر

الواقع هو بث إعلامي لا سابق له حول حزب البعث وحول المؤتمر وعلى جميع المنابر. مقالات وتوقعات كثيرة. لكن القليل من الإيجابي والكثير من السلبي والمسيء للبعث وتاريخه

المؤسف هو عندما يشارك بعض الحزبيين في الحوارات الدائرة: يتشنج، ينفعل، يتمترس وراء تعابير محددة، ولا نجد لديه تصور واضح أو مشروع أو أفكار للمستقبل. لدرجة أنه يؤكد ما يقال عن الحزب بالصورة التي يعطيها !!!؟

انظروا إلى منابرنا لتتحققوا ضعف ما تكتب عن الحزب، ادخلوا موقع الحزب على شبكة الأنترنت
www.baath-party.org
واحكموا بأنفسكم على جمود الموقع. ما هو عدد المقالات الحديثة؟ ومواضيع المنتدى المطروحة، وعدد المشاركين؟ ستصابون بالدهشة: ندوة شعرية ! و استطلاع عن ما إذا كان المؤتمر سيشكل أرضية لإطلاق خطوات جريئة لتغيرات ملموسة في : الحزب أم المجتمع أم الإقتصاد !!!؟؟؟ ولك الحق بإختيار واحد

أين هم أعضاء الحزب ومسؤوليه؟ ماذا يفعلون؟ لماذا لا يظهرون ليدافعوا عن البعث؟ أليس لديهم ما يقولونه؟ أم أن ليس ليهم المقدرة؟ أم أنهم مشغولون بالمحافظة على مواقعهم ومصالحهم؟...ا
هل هم موظفون؟ أم عناصر منتخبة وممثلة للقواعد؟ أم أن أغلبهم عبارة عن حراس مصالحهم كما قال السيد الرئيس؟ عليكم أن تكونوا حراس تطور الحزب وتقدمه، لصالح تقدم الوطن ورفاه شعبه وأمته


ربما كان لدينا أخطاء، لكن علينا أن ننظر إلى الأمام ونفكر ونقدم مشروع تطوير متكامل للبعث وللوطن. لأن هدف البعث هو الوطن وشعبه

أليس من المؤسف بل الغريب جداً أن يلجأ الحزب إلى من هو ليس حزبي لوضع ورقة عمل اقتصادية أو غيره؟ أو المشاركة في لجان تطوير الحزب؟ أين هي كوادر الحزب؟ أليس لديها المقدرة والمعرفة اللازمة؟

أليس لدينا في مكاتب القيادة القطرية اختصاصيين يجمعون المعلومات والاستبيانات ويحللون الأوضاع الداخلية والخارجية ويضعون خطط للمستقبل ويقترحون مناهج عمل وأوراق عمل ومشاريع قوانين ...الخ؟ ما دورهم فعلاً؟ وماذا يفعلون؟

أين هي لجنة المؤتمر القطري الإعلامية المشكلة مؤخراً ؟ لماذا لا نسمع عنها شيئاً؟ ما هي خطتها وإستراتيجيتها ؟ الصمت حتى تاريخ المؤتمر! ترك الساحة الإعلامية لتسريبات المصادر..ا
هل من المعقول أن ينقل المراسلون وبعض المواقع تاريخ المؤتمر المفترض عدة مرات؟ أو أن ينشر البعض عن مصادر ما يدعيه جزء من مقررات المؤتمر المفترضة !!!!! وقنواتنا الشرعية في ثبات عميق

هل خلا الحزب ممن لديهم المقدرة على الدفاع عنه وتطويره؟
أين أنت أيها البعثي الحقيقي؟ الطائر النادر. أظهر نفسك وقدم أفكاراً تسمح لنا بالتطور والتقدم بقوة، وبدون الخوف من الرأي الأخر. بالحجة والمنطق والفعل على أرض الوقع
وليكن الغد للبعثيين وليس للحزبين المنتفعين. يجب أن لا يكون بيننا غداً من لا يعمل للبعث وللوطن. لتعود ثقة السوري والعربي بالبعث الجديد

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

رفيقي الحزبي أينما كنت أرجوك عد إلى مبادئ حزبنا وكن الثوري الذي علمك الحزب أن تقدس الوطن وتعمل لتحقيق الحرية من خلال عملك في بناء الاقتصاد والاشتراكية من خلال اخلاصك في عقيدتك وقيمك