هيثم المهنا : ( كلنا شركاء) 23/5/2005
جبل شامخ من احلام وامنيات العطاش الى الحياة الحرة الكريمة ...صخرة صلدة تحمل الام... المتعبين... بيدر طافح بتوق الناس المسحوقين الى الحرية والانعتاق ...امل مرتجى الى غد باسم آمن ... هكذا حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي وهكذا نريد ان يبقى .. الذي كان لي شرف الانتماء اليه والنضال في صفوفه والعمل في رحابه حيث استطعت من خلال ذلك ان اقف على ما اصاب الحزب تنظيما و سيرورة وممارسة لبعض ممن امسكوا بدفة التوجيه.. وانعكس ذلك سلبا على مسيرة الحزب...
ان يبدع الحزب في انجازاته ... فذلك واجب ... وان يخطىء البعض فلا بد من وقفة واعادة تقييم . وذلك اضغف الايمان.
واليوم ونحن على ابواب انعقاد المؤتمر القطري العاشر للحزب ومن باب المسؤلية الكاملة .والاخلاص الصارم للحزب ومسيرته وثورته اكتب بعضا من تداعيات تنتابني حول واقع كرمنا كرِّمنا في رحابه ... وما آل اليه بعد مسيرة حافلة بالعظيم من الانجازات ...لم تخل من سلبيات اثرت في الحياة اسياسية والاقتصادية... وعلى سير الحزب الثرة داخلياً وعربياَ...تنظيماً وايديولوجية وممارسة ...لعل فائدة ما قد تتحقق ...عبر اشارات الى بعض ما يمكن تجاوزه او مناقشته فالغد لنا ... وعلينا مسؤولية صنعه..
جاء الحزب "حركة قومية شعبية انقلابية " استجابة لواقع عربي مريض آمن بالجماهير منطلقاً وهدفاً... فكان الطليعة الثورية التي ضخت في جنباتها خير ابناء الامة في لحمة تنظيمية رائعة استطاعت ان تنقل الجماهير من حالة الانفعال الى حالة الفعل ... مستوعباً حركة التاريخ وقوانين تطور المجتمعات .
وبعد وصول الحزب الى قيادة المجتمع في القطر العربي السوري وبعد ثورة الثامن من آذار بدأت صور جديدة تظهروانقسامات توضع ...تتنوع مشارب المنتسبين اليه كحزب يقود المجتمع ... وتختلف مشاربهم ...-ولذلك مبرر – ففي النضال السري يؤمه المؤمنون باهدافه وبالتغيير ويتوجه اليه كل الناس عندما يقود الدولة والمجتمع ...بعضهم ايمانا وكثير ممن تستهويهم السلطة ومكاسبها ...
وقد مر الحزب بمراحل مشرقة انجز فيها الكثير الكثير ... وبنى سورية الحديثة مراحل مشرقة وشامخة حولت القطر من بلد الحاجة الى بلد الوفرة ...
ولكن خللاً حدث ... اصاب فعل الحزب وآليته ... انعكس في نفس الوقت سلباً على مسيرته ... مقتصراً على الواقع التنظيمي وعلاقته بالجوانب الاخرى ونتائجه .
اولاً- في مجال التنسيب الى الحزب :
1- لقد عكست حالات الانتخابات الحزبية الجارية منذ المؤتمر القطري التاسع وضعية الرفاق الحزبيين وما افرزته سياسات التنسيب للحزب ... فبالرغم من التاكيد على كسب العناصر الكفوءة المؤمنة والمتميزة ... اصبح التنسيب في ظل الاعداد الرقمية الكبيرة جامعاً لكل المتناقضات والامراض الاجتماعية التي حاربها الحزب...واصبح الواقع الحزبي منعكساً للواقع الاجتماعي بكل تناقضاته .
2- كان لربط التنسيب الى الحزب بالمكاسب الشخصية " دخول الجامعة ... تامين عمل ... حماية ... مصلحة ..." وسيلة لتسلل الكثير من المصلحيين الى صفوف الحزب ... فكانوا الاكثر بعد عن الحزب بعد نيلهم لمطامحهم ... والاكثر انتقاداً ومزاودة .
3- لقد ادى غياب مبدا الديمقراطية في الحزب واللجوء الى تعيين القيادات المتسلسلة لفترة ليست بالقصيرة الى اختيار قيادات لم تملك احيانا القدرة على اغناء مسيرة الحزب وتحولت في بعض مفاصله الى عبء عليه وبالتالي كانت عاجزة عن تحويل هذا الكم الكبير من المنسبين الى كيف متميز ... وبالتالي الى ضعف فكر الحزب في نفوس الكثير من المنتسبين ...
ومن جانب آخر ... نما لدى القيادات الادنى الولاء للقيادات الاعلى مالكة قرارها واستمرارها واصبح تملق تلك القيادات سلوكاً تمارسه بعض القيادات الدنيا طمعاً في كسب الرضى والاستمرار وغلبت المجاملة والارضاء على حساب الواجب والانتماء للقوم بدل الانتماء للحزب.
ومن جانب ثالث ... ادى طول فترة عمر بعض القيادات الى تراجع ادائها وتحولها الى شبه موظفين يمارسون عملا يومياً ويحقق البعض مكاسب شخصية كانت ذات اثر سيء على العلااقت الرفاقية . كما خلقت بعداً طبقياً بين القيادات المتسلسلة من قيادات آمرة الى قيادات تنفذ ما امرت به وبين القيادات والقواعد التي وجدت نفسها بعيدة عن المشاركة ...مهمشة الدور ومغيبة .
4- اثرت الاحداث التي مر بها القطر في فترات سابقة الى بروز دور بعض الجهات التي اعتبرت نفسها وصائية على الحزب ...وتحت ظاهرة الولاءات لدى بعض الرفاق الى هذه الجهات التي وضعت نفسها احيانا فوق مفاهم الرفاقية الواجبة تمارس فعلا افسد العلاقات بين الرفاق وحولت بعضهم في بعض المؤسسات الى تابعين لها .
5- ادى ذلك وبشكل محزن الى غلبة الصمت على الاجتماع الحزبي ... المناخ الذي يمارس فيه الرفاق دورهم في المتابعة وابداء الرأي الذي كان يخشى ان يفسر على نحو غير صحيح ... فاصبح الاجتماع ممارسة مقدوراً عليها ... فقيرا بمضمونه الا في بعض المؤسسات وحسب قدرة المسؤولين عنها واختلاف ذلك من مؤسسة الى اخرى ... يغلب عليه الملل والروتينية والخوف بدل التفاعل والوضوح والعمق الفكري وتحمل المسؤولية ... وبالتالي عزوف الرفاق عن ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي الذي اكد عليه الحزب واعتبره الصيغة الاكثر فعالية في التصحيح وبناء شخصية الرفيق المناضل وتطوير قدراته وتعميق ممارسته الثورية المسؤولة عن تعميق دور الحزب في حياة المجتمع لتغييرها الى واقع اكثر تطورا وايجابية ومرونة .
ثانياً- على صعيد الممارسة :
حدد الحزب علاقته بالسلطة قائدا وموجها ... موثقا في ادبياته دوره في التخطيط والرقابة والمتابعة والمحاسبة...الا ان انحرافا ظهر في بعض المراحل افسد هذ الدور وابعده عن غايته من خلال :
1- مشاركة الرفاق القياديين – ولو انها كانت ضرورية في بعض المراحل – وجمعهم بين السلطتين القيادية الحزبية والزمنية ابعدهم كثيراً عن الاهتمام بشؤون الحزب وافقد البعض القدرة على التغيير والمحاسبة بل وتبرير بعض السلوكيات الخاطئة.. وانغمسوا في عمل السلطة على حساب الحزب ... مع بروز ظاهرة الاثراء غير المشروع دون محاسبة والاكتفاء بالاعفاء دون محاسبة مما شجع الكثير من ضعاف النفوس على الجراة في المخالفة وممارسة الخطأ .. وانعكس ذلك مرضاً استشرى بين الكثير من الرفاق الذين اغرتهم المكاسب الكبيرة التي حصل عليها المرتكبون ... وتفشي ظاهرة الاستزلام والركض وراء المناصب الحكومية مالكة القدرة المادية الهائلة لدى الكثير من الرفاق في القواعد .
فكان التقرب من السلطة والسعي الحثيث تحت عناوين مختلف برامج عمل لبعض هؤلاء متمثلين بمن استفادوا ... فغرقوا واغرقوا الحزب معهم . وابتلعت السلطة الحزب بدلاً من ان يبقى قائداً لها . اضف الى ذلك عدم قدرتهم او رغبتهم في استيعاب مستجدات التطور والية الحركية المحلية والاقليمية والعالمية والتغيرات التي تجري وتوظيفها في حياة الحزب والدولة فتحولوا الى كابحين لكل حالة تطويرية تغييرية من جهة ... ويمارسون النمطية السلطوية بكل مفاعيلها من جهة اخرى بخطاب ثوري متميز وسلوك مغاير واضح .
2- تخلق مصارحة الجماهير وصدقية التعمل معها مناخاً سليماً لضبط الايقاع الوطني والاجتماعي ... عبر المنظومة التفاعلية الواضحة والتواصل الحقيقي مع الجماهير العريضة مما يفرض اضاءة ساطعة على ما يجري ومكاشفة حقيقية بالواقع والمستجدات والتحديات والاخطار والاخطاء تحول دون ابتعاد هذه الجماهير عن المشاركة وتوجهها " ومن بينها اعضاء الحزب " الى مطارح وقنوات ومحطات تبث سمومها المعدة مسبقاً لتخريب الانسان العربي اينما كان وخاصة في هذا القطر ... مما يؤثر في قناعات الناس وممارساتهم واحياناً يبني لتحول فكري مخيف ينعكس على الانسان في الشارع والبيت والمدرسة ... ويؤسس لضع مستقبلي بارضية مستجيبة / اجارنا الله منها / مما يتتطلب تطويراً عميقاً في اداء البنى الفكرية المؤثرة كافة تربية وثقافة واعلاماً.
ثالثاً- في الواقع الاجتماعي :
ا- في مجال المشاركة الوطنية : انسان حر يعني وطناً حراً ... ان مشاركة واسعة لابناء الوطن بكافة اطيافهم تضع الجميع امام مسؤولياتهم ... تعني خلق المناخ الملائم لتفجير كافة الطاقات البشرية الحبيسة – وهي كثيرة والحمد لله – وتعني بالتالي تعميق الثقة والمبادرة الخلاقة من خلال توصيف دقيق وحقيقي لكافة القوى الموجودة والمتواجدة . وتوسيع مساحة الراي الحر البناء وقبول الاخر في المنظومة البنيوية والبنائية المتكاملة للوطن والتطبيق الامثل والموضوعي لخطط عملية مدروسة لزج القدرات الهائلة في عملية الانماء المتوازن للوطن والمواطن عبر جبهة وطنية فعالة تنتظم في مشروعية القرار والمشاركة في القرار والفعل والمصير يقودها الحزب وفق منهجية واضحة المعالم و الخطى والغايات .
ب- في المجال الحياتي والاقتصادي :
1- ادى ضعف النمو الاقتصادي ... وعدم ترجمة القوانين الصادرة وتوظيفها – بالرغم من توضع بنى تحتية على كامل مساحة القطر – في مجالات انتاجية تبني الوطن . وما نتج عنها من نهب للمال العام من خلال توظيفها في مشاريع خدمية غير منتجة ... واساءة لفهم القوانين ... الى نقص في دورة راس المال الوطني وتاخر دوران عجلة التواصل مع التطور والحداثة عبر الاصالة وتموضع انماط استثمارية مرضية اثرت بسلبية في الواقع بنية ومادية زادت من معاناة غالبية ابناء الشعب بينما اثرت القلة ممن امتلكوا القدرة المادية والوصائية والفعل والسلطة وخلقت حالة اجتماعية طبقية بين من يملكون وتزداد ثرواتهم وبين السواء الاعظم من الجماهير الشعبية .
وهنا لا بد من ابدء راي حول مفاهيم اصبحت شعارات للبعض... فلسنا ضد القطاع الخاص ... وان كل اقتصاد هو اقتصاد سوق لانه يظهر في مجال التبادل مهما كانت مرجعيته الفكرية والمادية .
لقد قدم القطاع العام الاقتصادي والخدمي خدمات جلّى على كامل مساحة القطر...ومن الظلم ان لا نقر بفضله على نهضة هذا القطر ولا يعني ذلك الا نضعه على طاولة الحساب لما اصابه او قصر به ... ومعالجة الخلل في مواطن الخلل اما بسبب ضعف الاداء احيانا... او سوء الادارة وعدم القدرة على تطوير ادائه او ترهل اصاب المسؤولين فيه او وصايات مورست عليه لتحقيق منافع شخصية ومعالجة هذا الخلل لا تكون دائماً بالخصخصة او التهميش لصالح القطاعات الاخرى فالتكامل هو الاجدى . ليبقى انتاج هذا القطاع كما كان "الانتاج الاجتماعي " والوطن يبنى بجهود كافة ابنائه ... فلاعذر لاحد على تقصير او مماطلة .
2- ان تردي الواقع المعاشي للجماهير من جهة ونمو ثراء البعض منجهة ثانية انتج شعوراً بالفشل والغبن والخوف من الاتي وبالتالي التقصير والاحساس بعدم القدرة على التغيير والنمو والتطور ... فكم من اثر سلبي اعطى ...
رابعاً- في المحصلة :
وعوداً على بدء ...
ونحن على اعتاب المؤتمر القطري العاشر للحزب... وحتى يبقى الحزب الحركة الثورية في حياة الامة ... وحتى لا تتحقق مخططات قوى الشر منذ غزوها المنطقة و رفع شعار " اجتثاث البعث " وحتى يبقى الهم القومي الباعث الاول للنضال من اجل مستقبل الامة وكينونتها ... حتى يبقى البعث الامل والاداة والهوية .. القادر على بعث الامة في بعث ذاته وتنامي دوره... وتالق نضال مناضليه... من اجل ذلك اقف عند السؤال : ماذا نريد ... وكيف ؟ وانكفىء على حدثية الانتخابات الحزبية لاختيار اعضاء المؤتمر القطري العاشر الذي ننظر اليه بامل وترقب وشخوص متفائل بالاتي ... ما نريده منه... وما علينا تجاهه ... لاوضح حالة يعتريها الالم والتشوه ... " الانتخابات" يعتريني الحزن وانا اصف الحالة : اتساءل: اهكذا تكون الانتخابات ... ومن تفرز بهذه المفاعيل ... وانا مقتنع بان لا بد منها ... بل هي الضرورة ... ولابد من العودة الى الوراء قليلاً:
لقد جرت الانتخابات الحزبية اخيراً بعد فترة ليست بالقصيرة قبيل انعقاد المؤتمر القطري التاسع للحزب برزت في الممارسة كل الامراض التي انتقلت الى الحزب اجتماعياً والتي توضعت في علاقات الرفاق من خلال عملية التنسيب , وسيطر التكتل بكل مضامينه "واتحدث عن واقع عشته بحذافيره"
وغلب الانتماء الى القوم .الى العشيرة ...الى الطائفة . على الانتماء الى الحزب وظهرت عداوات لم تكن بادية الى العيان في مرحلة تعيين القيادات التي افرزت حالة ارتداد الى الانماط الاجتماعية المتوضعة من خلال تمثيل تلك الاطياف حسابياً في المهام القيادية للحزب ... ظهرت نمطاً نخبوياً ًوانتخابياً وكانت استمراراً لحالات مرضية برزت في مراحل اسبق وصيغة استمرت الى زمن قادم .
فكان التقييم نتاج ذلك الواقع ... وكان التوجه يتناقض كلياً مع ادبيات وفكر الحزب وغاية الانتخابات في اختيار العناصر الكفوءة القادرة على دفع مسيرة الحزب وتطوير آلية عمله والمساهمة في رفد القيادات برفاق امتلكوا الخبرة والقدرة والتاثير ... وكان العكس تماماً
– بالرغم من التحذير - ... وصل الامر الى حد اداء اليمين ضد هذا الرفيق او ذاك خوفاً من تضييع الفرصة الوحيدة على هؤلاء لوصولهم الى قمة الهرم الحزبي دون تقدير موضوعي لمتطلبات المهمة في هذا الهرم الاعلى في الحزب ... ومسؤوليات هذه المهمة وخصوصيتها .. ومورست كل اشكال الانقسامات الراسية المتوضعة في الحزب ... ومرت دون حساب ... متعمقة بشكل اكثر حدية في الواقع الحزبي يخطط لتوظيفها في مراحل لاحقة عبر انتخاب القيادات المتسلسلة , ينتظمها وينظمها الولاء العشائري و الطائفي بل والمذهبي احياناً ... تحت شعارات ومفاهيم مستحدثة سوقت اجتهاداً ومسوغاً لابعاد الرفاق القادرين عن الوصول الى المؤتمر والمشاركة في ترسيخ قيم الحزب ومبدئيته بمسؤولية بعثية ايمانية بقدرة الحزب على تجاوز كل المعيقات وردم كل الحفر في طريق مسيرته وتطوره وتحقيق اهدافه.
وجاءت انتخابات المؤتمر القطري العاشر ... وكان الامل ان تعي القواعد غايتها وان تمارس حقاً وواجب لاختيار الأكفأ... فجاءت الممارسة نوعية في اساليبها وطروحاتها ومنهجها ونتائجها ... الالغاء ... الابعاد ... حجج واعذار مختلفة ...ونمط واحد يعزز نتائج مخيفة لا صلة لها بالبعث والرسالة و الاهداف سوى الشعارات ... محبطة آمال الكثير من المؤمنين بالحزب قدراً ابدياً وثورة مستمرة في عمق الواقع العربي الذي يزداد تردياً... من اجل ان يحقق الامة التي يجب ان تكون . ولا تنتهي الشجون ... تترك جرحاً بليغاً بامل ان يشفى في الزمن الاقرب .
وخاتمة:
ان شعارا رقيقاً عميقاً يتوضع في عمقنا ... تطوير وتحديث ... ليس هدفاً بل صيغة عملية من واقع قائم الى واقع مامول ... منهج للثوار يحتاجون لتحقيقه انقلاباً على الذات اولاً... وفهماً موضوعياً لمَ هو كائن ولم يجب ان يكون انكاراً للذات ... وشفافية في الفعل والاداء ... وقدرة فائقة لتحقيق الهدف . فأن نخطىء في مكان ممارسة ليس عيباً ... فالعيب ان نستمر في الخطأ . والخطأ في زمان ومكان ما , ليس عيباً في الفكر والنظرية ... وانما عيب في الممارسة ... فان اخطأنا علينا ان نصوب ... حتى تستقيم المسيرة وتنتصر الاهداف ويعلو البناء من اجل انسانية الانسان العربي ومن اجل صيرورة الامة في ان تتحقق الامة ... مساهمة في حضارة البشرية اينما كان ...
فحركة التاريخ الى الامام ... ونحن جزء من هذه الحركية ... علينا ان نعيشها ونساهم فيها وإلا بقينا على هامش الحياة ... بل خارج الحياة ... وما نريد ذلك .
جبل شامخ من احلام وامنيات العطاش الى الحياة الحرة الكريمة ...صخرة صلدة تحمل الام... المتعبين... بيدر طافح بتوق الناس المسحوقين الى الحرية والانعتاق ...امل مرتجى الى غد باسم آمن ... هكذا حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي وهكذا نريد ان يبقى .. الذي كان لي شرف الانتماء اليه والنضال في صفوفه والعمل في رحابه حيث استطعت من خلال ذلك ان اقف على ما اصاب الحزب تنظيما و سيرورة وممارسة لبعض ممن امسكوا بدفة التوجيه.. وانعكس ذلك سلبا على مسيرة الحزب...
ان يبدع الحزب في انجازاته ... فذلك واجب ... وان يخطىء البعض فلا بد من وقفة واعادة تقييم . وذلك اضغف الايمان.
واليوم ونحن على ابواب انعقاد المؤتمر القطري العاشر للحزب ومن باب المسؤلية الكاملة .والاخلاص الصارم للحزب ومسيرته وثورته اكتب بعضا من تداعيات تنتابني حول واقع كرمنا كرِّمنا في رحابه ... وما آل اليه بعد مسيرة حافلة بالعظيم من الانجازات ...لم تخل من سلبيات اثرت في الحياة اسياسية والاقتصادية... وعلى سير الحزب الثرة داخلياً وعربياَ...تنظيماً وايديولوجية وممارسة ...لعل فائدة ما قد تتحقق ...عبر اشارات الى بعض ما يمكن تجاوزه او مناقشته فالغد لنا ... وعلينا مسؤولية صنعه..
جاء الحزب "حركة قومية شعبية انقلابية " استجابة لواقع عربي مريض آمن بالجماهير منطلقاً وهدفاً... فكان الطليعة الثورية التي ضخت في جنباتها خير ابناء الامة في لحمة تنظيمية رائعة استطاعت ان تنقل الجماهير من حالة الانفعال الى حالة الفعل ... مستوعباً حركة التاريخ وقوانين تطور المجتمعات .
وبعد وصول الحزب الى قيادة المجتمع في القطر العربي السوري وبعد ثورة الثامن من آذار بدأت صور جديدة تظهروانقسامات توضع ...تتنوع مشارب المنتسبين اليه كحزب يقود المجتمع ... وتختلف مشاربهم ...-ولذلك مبرر – ففي النضال السري يؤمه المؤمنون باهدافه وبالتغيير ويتوجه اليه كل الناس عندما يقود الدولة والمجتمع ...بعضهم ايمانا وكثير ممن تستهويهم السلطة ومكاسبها ...
وقد مر الحزب بمراحل مشرقة انجز فيها الكثير الكثير ... وبنى سورية الحديثة مراحل مشرقة وشامخة حولت القطر من بلد الحاجة الى بلد الوفرة ...
ولكن خللاً حدث ... اصاب فعل الحزب وآليته ... انعكس في نفس الوقت سلباً على مسيرته ... مقتصراً على الواقع التنظيمي وعلاقته بالجوانب الاخرى ونتائجه .
اولاً- في مجال التنسيب الى الحزب :
1- لقد عكست حالات الانتخابات الحزبية الجارية منذ المؤتمر القطري التاسع وضعية الرفاق الحزبيين وما افرزته سياسات التنسيب للحزب ... فبالرغم من التاكيد على كسب العناصر الكفوءة المؤمنة والمتميزة ... اصبح التنسيب في ظل الاعداد الرقمية الكبيرة جامعاً لكل المتناقضات والامراض الاجتماعية التي حاربها الحزب...واصبح الواقع الحزبي منعكساً للواقع الاجتماعي بكل تناقضاته .
2- كان لربط التنسيب الى الحزب بالمكاسب الشخصية " دخول الجامعة ... تامين عمل ... حماية ... مصلحة ..." وسيلة لتسلل الكثير من المصلحيين الى صفوف الحزب ... فكانوا الاكثر بعد عن الحزب بعد نيلهم لمطامحهم ... والاكثر انتقاداً ومزاودة .
3- لقد ادى غياب مبدا الديمقراطية في الحزب واللجوء الى تعيين القيادات المتسلسلة لفترة ليست بالقصيرة الى اختيار قيادات لم تملك احيانا القدرة على اغناء مسيرة الحزب وتحولت في بعض مفاصله الى عبء عليه وبالتالي كانت عاجزة عن تحويل هذا الكم الكبير من المنسبين الى كيف متميز ... وبالتالي الى ضعف فكر الحزب في نفوس الكثير من المنتسبين ...
ومن جانب آخر ... نما لدى القيادات الادنى الولاء للقيادات الاعلى مالكة قرارها واستمرارها واصبح تملق تلك القيادات سلوكاً تمارسه بعض القيادات الدنيا طمعاً في كسب الرضى والاستمرار وغلبت المجاملة والارضاء على حساب الواجب والانتماء للقوم بدل الانتماء للحزب.
ومن جانب ثالث ... ادى طول فترة عمر بعض القيادات الى تراجع ادائها وتحولها الى شبه موظفين يمارسون عملا يومياً ويحقق البعض مكاسب شخصية كانت ذات اثر سيء على العلااقت الرفاقية . كما خلقت بعداً طبقياً بين القيادات المتسلسلة من قيادات آمرة الى قيادات تنفذ ما امرت به وبين القيادات والقواعد التي وجدت نفسها بعيدة عن المشاركة ...مهمشة الدور ومغيبة .
4- اثرت الاحداث التي مر بها القطر في فترات سابقة الى بروز دور بعض الجهات التي اعتبرت نفسها وصائية على الحزب ...وتحت ظاهرة الولاءات لدى بعض الرفاق الى هذه الجهات التي وضعت نفسها احيانا فوق مفاهم الرفاقية الواجبة تمارس فعلا افسد العلاقات بين الرفاق وحولت بعضهم في بعض المؤسسات الى تابعين لها .
5- ادى ذلك وبشكل محزن الى غلبة الصمت على الاجتماع الحزبي ... المناخ الذي يمارس فيه الرفاق دورهم في المتابعة وابداء الرأي الذي كان يخشى ان يفسر على نحو غير صحيح ... فاصبح الاجتماع ممارسة مقدوراً عليها ... فقيرا بمضمونه الا في بعض المؤسسات وحسب قدرة المسؤولين عنها واختلاف ذلك من مؤسسة الى اخرى ... يغلب عليه الملل والروتينية والخوف بدل التفاعل والوضوح والعمق الفكري وتحمل المسؤولية ... وبالتالي عزوف الرفاق عن ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي الذي اكد عليه الحزب واعتبره الصيغة الاكثر فعالية في التصحيح وبناء شخصية الرفيق المناضل وتطوير قدراته وتعميق ممارسته الثورية المسؤولة عن تعميق دور الحزب في حياة المجتمع لتغييرها الى واقع اكثر تطورا وايجابية ومرونة .
ثانياً- على صعيد الممارسة :
حدد الحزب علاقته بالسلطة قائدا وموجها ... موثقا في ادبياته دوره في التخطيط والرقابة والمتابعة والمحاسبة...الا ان انحرافا ظهر في بعض المراحل افسد هذ الدور وابعده عن غايته من خلال :
1- مشاركة الرفاق القياديين – ولو انها كانت ضرورية في بعض المراحل – وجمعهم بين السلطتين القيادية الحزبية والزمنية ابعدهم كثيراً عن الاهتمام بشؤون الحزب وافقد البعض القدرة على التغيير والمحاسبة بل وتبرير بعض السلوكيات الخاطئة.. وانغمسوا في عمل السلطة على حساب الحزب ... مع بروز ظاهرة الاثراء غير المشروع دون محاسبة والاكتفاء بالاعفاء دون محاسبة مما شجع الكثير من ضعاف النفوس على الجراة في المخالفة وممارسة الخطأ .. وانعكس ذلك مرضاً استشرى بين الكثير من الرفاق الذين اغرتهم المكاسب الكبيرة التي حصل عليها المرتكبون ... وتفشي ظاهرة الاستزلام والركض وراء المناصب الحكومية مالكة القدرة المادية الهائلة لدى الكثير من الرفاق في القواعد .
فكان التقرب من السلطة والسعي الحثيث تحت عناوين مختلف برامج عمل لبعض هؤلاء متمثلين بمن استفادوا ... فغرقوا واغرقوا الحزب معهم . وابتلعت السلطة الحزب بدلاً من ان يبقى قائداً لها . اضف الى ذلك عدم قدرتهم او رغبتهم في استيعاب مستجدات التطور والية الحركية المحلية والاقليمية والعالمية والتغيرات التي تجري وتوظيفها في حياة الحزب والدولة فتحولوا الى كابحين لكل حالة تطويرية تغييرية من جهة ... ويمارسون النمطية السلطوية بكل مفاعيلها من جهة اخرى بخطاب ثوري متميز وسلوك مغاير واضح .
2- تخلق مصارحة الجماهير وصدقية التعمل معها مناخاً سليماً لضبط الايقاع الوطني والاجتماعي ... عبر المنظومة التفاعلية الواضحة والتواصل الحقيقي مع الجماهير العريضة مما يفرض اضاءة ساطعة على ما يجري ومكاشفة حقيقية بالواقع والمستجدات والتحديات والاخطار والاخطاء تحول دون ابتعاد هذه الجماهير عن المشاركة وتوجهها " ومن بينها اعضاء الحزب " الى مطارح وقنوات ومحطات تبث سمومها المعدة مسبقاً لتخريب الانسان العربي اينما كان وخاصة في هذا القطر ... مما يؤثر في قناعات الناس وممارساتهم واحياناً يبني لتحول فكري مخيف ينعكس على الانسان في الشارع والبيت والمدرسة ... ويؤسس لضع مستقبلي بارضية مستجيبة / اجارنا الله منها / مما يتتطلب تطويراً عميقاً في اداء البنى الفكرية المؤثرة كافة تربية وثقافة واعلاماً.
ثالثاً- في الواقع الاجتماعي :
ا- في مجال المشاركة الوطنية : انسان حر يعني وطناً حراً ... ان مشاركة واسعة لابناء الوطن بكافة اطيافهم تضع الجميع امام مسؤولياتهم ... تعني خلق المناخ الملائم لتفجير كافة الطاقات البشرية الحبيسة – وهي كثيرة والحمد لله – وتعني بالتالي تعميق الثقة والمبادرة الخلاقة من خلال توصيف دقيق وحقيقي لكافة القوى الموجودة والمتواجدة . وتوسيع مساحة الراي الحر البناء وقبول الاخر في المنظومة البنيوية والبنائية المتكاملة للوطن والتطبيق الامثل والموضوعي لخطط عملية مدروسة لزج القدرات الهائلة في عملية الانماء المتوازن للوطن والمواطن عبر جبهة وطنية فعالة تنتظم في مشروعية القرار والمشاركة في القرار والفعل والمصير يقودها الحزب وفق منهجية واضحة المعالم و الخطى والغايات .
ب- في المجال الحياتي والاقتصادي :
1- ادى ضعف النمو الاقتصادي ... وعدم ترجمة القوانين الصادرة وتوظيفها – بالرغم من توضع بنى تحتية على كامل مساحة القطر – في مجالات انتاجية تبني الوطن . وما نتج عنها من نهب للمال العام من خلال توظيفها في مشاريع خدمية غير منتجة ... واساءة لفهم القوانين ... الى نقص في دورة راس المال الوطني وتاخر دوران عجلة التواصل مع التطور والحداثة عبر الاصالة وتموضع انماط استثمارية مرضية اثرت بسلبية في الواقع بنية ومادية زادت من معاناة غالبية ابناء الشعب بينما اثرت القلة ممن امتلكوا القدرة المادية والوصائية والفعل والسلطة وخلقت حالة اجتماعية طبقية بين من يملكون وتزداد ثرواتهم وبين السواء الاعظم من الجماهير الشعبية .
وهنا لا بد من ابدء راي حول مفاهيم اصبحت شعارات للبعض... فلسنا ضد القطاع الخاص ... وان كل اقتصاد هو اقتصاد سوق لانه يظهر في مجال التبادل مهما كانت مرجعيته الفكرية والمادية .
لقد قدم القطاع العام الاقتصادي والخدمي خدمات جلّى على كامل مساحة القطر...ومن الظلم ان لا نقر بفضله على نهضة هذا القطر ولا يعني ذلك الا نضعه على طاولة الحساب لما اصابه او قصر به ... ومعالجة الخلل في مواطن الخلل اما بسبب ضعف الاداء احيانا... او سوء الادارة وعدم القدرة على تطوير ادائه او ترهل اصاب المسؤولين فيه او وصايات مورست عليه لتحقيق منافع شخصية ومعالجة هذا الخلل لا تكون دائماً بالخصخصة او التهميش لصالح القطاعات الاخرى فالتكامل هو الاجدى . ليبقى انتاج هذا القطاع كما كان "الانتاج الاجتماعي " والوطن يبنى بجهود كافة ابنائه ... فلاعذر لاحد على تقصير او مماطلة .
2- ان تردي الواقع المعاشي للجماهير من جهة ونمو ثراء البعض منجهة ثانية انتج شعوراً بالفشل والغبن والخوف من الاتي وبالتالي التقصير والاحساس بعدم القدرة على التغيير والنمو والتطور ... فكم من اثر سلبي اعطى ...
رابعاً- في المحصلة :
وعوداً على بدء ...
ونحن على اعتاب المؤتمر القطري العاشر للحزب... وحتى يبقى الحزب الحركة الثورية في حياة الامة ... وحتى لا تتحقق مخططات قوى الشر منذ غزوها المنطقة و رفع شعار " اجتثاث البعث " وحتى يبقى الهم القومي الباعث الاول للنضال من اجل مستقبل الامة وكينونتها ... حتى يبقى البعث الامل والاداة والهوية .. القادر على بعث الامة في بعث ذاته وتنامي دوره... وتالق نضال مناضليه... من اجل ذلك اقف عند السؤال : ماذا نريد ... وكيف ؟ وانكفىء على حدثية الانتخابات الحزبية لاختيار اعضاء المؤتمر القطري العاشر الذي ننظر اليه بامل وترقب وشخوص متفائل بالاتي ... ما نريده منه... وما علينا تجاهه ... لاوضح حالة يعتريها الالم والتشوه ... " الانتخابات" يعتريني الحزن وانا اصف الحالة : اتساءل: اهكذا تكون الانتخابات ... ومن تفرز بهذه المفاعيل ... وانا مقتنع بان لا بد منها ... بل هي الضرورة ... ولابد من العودة الى الوراء قليلاً:
لقد جرت الانتخابات الحزبية اخيراً بعد فترة ليست بالقصيرة قبيل انعقاد المؤتمر القطري التاسع للحزب برزت في الممارسة كل الامراض التي انتقلت الى الحزب اجتماعياً والتي توضعت في علاقات الرفاق من خلال عملية التنسيب , وسيطر التكتل بكل مضامينه "واتحدث عن واقع عشته بحذافيره"
وغلب الانتماء الى القوم .الى العشيرة ...الى الطائفة . على الانتماء الى الحزب وظهرت عداوات لم تكن بادية الى العيان في مرحلة تعيين القيادات التي افرزت حالة ارتداد الى الانماط الاجتماعية المتوضعة من خلال تمثيل تلك الاطياف حسابياً في المهام القيادية للحزب ... ظهرت نمطاً نخبوياً ًوانتخابياً وكانت استمراراً لحالات مرضية برزت في مراحل اسبق وصيغة استمرت الى زمن قادم .
فكان التقييم نتاج ذلك الواقع ... وكان التوجه يتناقض كلياً مع ادبيات وفكر الحزب وغاية الانتخابات في اختيار العناصر الكفوءة القادرة على دفع مسيرة الحزب وتطوير آلية عمله والمساهمة في رفد القيادات برفاق امتلكوا الخبرة والقدرة والتاثير ... وكان العكس تماماً
– بالرغم من التحذير - ... وصل الامر الى حد اداء اليمين ضد هذا الرفيق او ذاك خوفاً من تضييع الفرصة الوحيدة على هؤلاء لوصولهم الى قمة الهرم الحزبي دون تقدير موضوعي لمتطلبات المهمة في هذا الهرم الاعلى في الحزب ... ومسؤوليات هذه المهمة وخصوصيتها .. ومورست كل اشكال الانقسامات الراسية المتوضعة في الحزب ... ومرت دون حساب ... متعمقة بشكل اكثر حدية في الواقع الحزبي يخطط لتوظيفها في مراحل لاحقة عبر انتخاب القيادات المتسلسلة , ينتظمها وينظمها الولاء العشائري و الطائفي بل والمذهبي احياناً ... تحت شعارات ومفاهيم مستحدثة سوقت اجتهاداً ومسوغاً لابعاد الرفاق القادرين عن الوصول الى المؤتمر والمشاركة في ترسيخ قيم الحزب ومبدئيته بمسؤولية بعثية ايمانية بقدرة الحزب على تجاوز كل المعيقات وردم كل الحفر في طريق مسيرته وتطوره وتحقيق اهدافه.
وجاءت انتخابات المؤتمر القطري العاشر ... وكان الامل ان تعي القواعد غايتها وان تمارس حقاً وواجب لاختيار الأكفأ... فجاءت الممارسة نوعية في اساليبها وطروحاتها ومنهجها ونتائجها ... الالغاء ... الابعاد ... حجج واعذار مختلفة ...ونمط واحد يعزز نتائج مخيفة لا صلة لها بالبعث والرسالة و الاهداف سوى الشعارات ... محبطة آمال الكثير من المؤمنين بالحزب قدراً ابدياً وثورة مستمرة في عمق الواقع العربي الذي يزداد تردياً... من اجل ان يحقق الامة التي يجب ان تكون . ولا تنتهي الشجون ... تترك جرحاً بليغاً بامل ان يشفى في الزمن الاقرب .
وخاتمة:
ان شعارا رقيقاً عميقاً يتوضع في عمقنا ... تطوير وتحديث ... ليس هدفاً بل صيغة عملية من واقع قائم الى واقع مامول ... منهج للثوار يحتاجون لتحقيقه انقلاباً على الذات اولاً... وفهماً موضوعياً لمَ هو كائن ولم يجب ان يكون انكاراً للذات ... وشفافية في الفعل والاداء ... وقدرة فائقة لتحقيق الهدف . فأن نخطىء في مكان ممارسة ليس عيباً ... فالعيب ان نستمر في الخطأ . والخطأ في زمان ومكان ما , ليس عيباً في الفكر والنظرية ... وانما عيب في الممارسة ... فان اخطأنا علينا ان نصوب ... حتى تستقيم المسيرة وتنتصر الاهداف ويعلو البناء من اجل انسانية الانسان العربي ومن اجل صيرورة الامة في ان تتحقق الامة ... مساهمة في حضارة البشرية اينما كان ...
فحركة التاريخ الى الامام ... ونحن جزء من هذه الحركية ... علينا ان نعيشها ونساهم فيها وإلا بقينا على هامش الحياة ... بل خارج الحياة ... وما نريد ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق